كلّف الرئيس ميشال عون سفير لبنان لدى برلين مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، بعدما نال تأييد تسعين نائباً خلال الاستشارات النيابية التي أجراها
قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف، مصطفى أديب، الاثنين، إنه يأمل في “اختيار فريق عمل متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص، وننطلق مع مجلس النواب لإجراء الإصلاحات” في لبنان.
وأضاف أديب، في كلمة له بعد أن كلفه الرئيس اللبناني، ميشال عون، بتشكيل الحكومة، حيث حصل على 90 صوتا من الكتل النيابة، أن ” لا وقت للكلام والوعود والأمنيات والوقت للعمل لتشكيل حكومة بسرعة”.
وأكد أديب أن “ما نحتاجه هو العمل بتعاون الجميع من أجل تعافي لبنان”، وزاد أن “الفرصة أمامنا ضيقة وعلى كل القوى السياسية ان تدرك ذلك”.
ووجه رئيس الوزراء المكلف رسالة للبنانيين قئلا: “إن قدرنا أن نتغلب على الأحزان والأوجاع وعزمنا راسخ بأن أرضنا ستبقى صامدة ومعا نصنع الأمل بالمستقبل”.
ووصل أديب إلى قصر بعبدا للقاء عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة، حسان دياب، التي استقالت على خلفية غضب شعبي جراء انفجار بيروت وتدهور الظروف الاقتصادية والأمنية في البلاد.
من هو مصطفى أديب؟
أديب، يشغل حاليا منصب سفير لبنان لدى ألمانيا، وهو حاصل على درجة الدكتوراة في القانون والعلوم السياسية.
بدأ حياته المهنية كمدرس للقانون الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة في لبنان وفرنسا.
وفي العام 2000، بدأ التدريس في كلية بيروت الحربية، وأصبح أستاذا متفرغا في الجامعة اللبنانية.
في العام ذاته، تولى منصب مستشار نجيب ميقاتي منذ العام 2000 وحتى تعيينه سفيرا وظل مقربا منه.
وفي عامي 2005 و2006، مثل ميقاتي، كرئيس حكومة، أمام اللجنة الخاصة المكلفة بوضع قانون الانتخابات الجديد.
ويرأس أديب، الجمعية اللبنانية للقانون الدولي، والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية.
وكانت قد أعلنت الرئاسة اللبنانية، الجمعة، تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد الإثنين.
وعقدت الاستشارات قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة ثانية إلى بيروت بعد زيارة أولى أعقبت انفجار المرفأ في 4 اوت وحض خلالها المسؤولين على الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بالثقة.
وتظهر تجارب سابقة أن تشكيل الحكومات في لبنان ليس بالأمر البسيط في ظل تعقيدات التركيبة الاجتماعية الطائفية والمذهبية، وتجاذبات بين قوى خارجية داعمة للقوى السياسية، على رأسها إيران وسوريا والسعودية والغرب.
ولم تكن آخر تجربة “حكومة وحدة وطنية” برئاسة سعد الحريري ناجحة، إذ سقطت بعد نحو ثلاث سنوات من تشكيلها على وقع احتجاجات ضخمة في الشارع في أكتوبر الماضي. وكانت تضم ممثلين عن معظم الأحزاب السياسية وولدت بعد سنتين من فراغ في سدة رئاسة الجمهورية إثر تسوية هشة شلت المؤسسات وعطلت القرارات.
وعقب انفجار المرفأ، توالت الدعوات الغربية لا سيما الفرنسية والأميركية، للإسراع في تشكيل حكومة تعكس “تغييرا حقيقيا” وتبدأ بإصلاحات ملحة في وقت تطالب جهات عدة منذ فترة بـ”حياد لبنان”، في رسالة واضحة إلى حزب الله بضرورة التخلي عن سياسته الموالية لإيران وسوريا.