تستعد أجزاء كبيرة من أوروبا الجمعة (18 سبتمبر 2020) لفرض قيود جديدة واسعة النطاق للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، بعدما تجاوز عدد الإصابات حول العالم 30 مليوناً، في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من انتقال العدوى بمعدلات “مقلقة” في القارة الأوروبية.
وتوفي أكثر من 943 ألف شخص حول العالم، 200 ألف منهم في أوروبا، جرّاء كوفيد-19 منذ أن ظهر الوباء للمرة الأولى في الصين أواخر العام الماضي، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه إن الارتفاع في أعداد الإصابات التي سجّلت هذا الشهر يجب “أن تكون بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً”. والمقصود 54 ألف إصابة جديدة في يوم واحد سجلت في القارة العجوز الأسبوع الفائت.
وأضاف كلوغه في مؤتمر صحافي عقد عبر الإنترنت في كوبنهاغن “على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس إجراء فحوص على نطاق اوسع، إلا أنها تكشف كذلك عن معدلات مقلقة لانتقال العدوى في أنحاء المنطقة”.
قيود جديدة في فرنسا وبريطانيا
ومن المقرر البدء اليوم الجمعة في تطبيق تدابير إغلاق جديدة. ففي بريطانيا لن يُسمح لنحو مليوني شخص في شمال إنجلترا، بما في ذلك نيوكاسل وساندرلاند بلقاء أشخاص غير أولئك الذين يعيشون معهم. كذلك، سيحظر التنقل بين الطاولات في الحانات في حين سيكون على الأماكن الترفيهية إغلاق أبوابها بحلول الساعة العاشرة مساء.
اقرأ أيضاً: دراسة تجيب.. هل تعالج القنفذية مرض كورونا؟
وفرضت الحكومة قواعد جديدة في أنحاء إنجلترا الاثنين تحد التجمّعات بستة أشخاص أو أقل، في حين تضاعفت حالات دخول المستشفيات كل ثمانية أيام، بحسب ما أعلن عنه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك لدى سؤاله حول احتمال فرض الإغلاق العام للمرة الثانية الشهر المقبل بأن الإغلاق هو “الملاذ الأخير لكن الحكومة ستفعل كل ما يلزم” لمواجهة الفيروس.
كذلك، تستعد السلطات الفرنسية لتشديد القيود في عدة مدن مع تسجيل نحو 10 آلاف حالة جديدة يومياً خلال الأسبوع الماضي.
وأعلن وزير الصحة أوليفيه فيران أن القيود الجديدة سوف تشمل مدينتي ليون ونيس بحلول يوم غد السبت، وذلك عقب قيود مماثلة على التجمعات فرضت في وقت سابق في بوردو ومرسيليا.
ارتفاع مقلق لعدد الإصابات في ألمانيا
ويشتد القلق في ألمانيا أيضاً، خاصة بعد أن سجل معهد “روبرت كوخ” لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الجمعة 1916 إصابة جديدة بالفيروس المستجد، اكتشفت على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية. وكان المعهد قد سجل أمس الخميس أعلى عدد إصابات جديدة في ألمانيا منذ افريل الماضي، بواقع أكثر من ألفين.
وبلغت ذروة الإصابات الجديدة المسجلة يومياً أكثر من 6 آلاف في نهاية مارس ومطلع افريل . ثم بدأ العدد في التراجع تدريجياً حتى جويلية الماضي. وفي اوت الماضي كان عدد الحالات أكثر بقليل من ألفي حالة.
قدرها 7 حالات مقارنة بأمس الخميس. بينما بلغ عدد المتعافين 238 ألفا و700 حالة.
إغلاق تام في إسرائيل
أما إسرائيل، فستكون أول دولة متقدمة في العالم تفرض إغلاقاً شاملاً للمرة الثانية. ويبدأ هذا الإغلاق اعتباراً من ظهر الجمعة. وأثارت الخطوة احتجاجات في تل أبيب في وقت متأخر الخميس عندما خرج المئات إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للقيود، التي تدخل حيّز التنفيذ قبل ساعات على رأس السنة اليهودية وستمتد لثلاثة أسابيع لتشمل مناسبات أخرى بينها عيد الغفران.
كما سيُحظر على المجمعات التجارية والمطاعم وأماكن الترفيه والفنادق وحمامات السباحة ومراكز اللياقة البدنية فتح أبوابها. ويشمل الإغلاق تعطيل الدراسة ما عدا التعليم الخاص.
وتقرر مع ذلك السماح بفتح أماكن العمل، لكن دون استقبال الجمهور. وستنصب الشرطة حواجز في مخارج المدن والأحياء لمنع التجمهر.
إصابات قياسية في الهند
وفي الهند ارتفعت الإصابات المؤكدة إلى 5,2 مليون حالة، وفق بيانات وزارة الصحة ليوم أمس الخميس. وتسجل البلاد أعلى نسبة يومية للإصابات منذ مطلع اوت ، وهي على ما يبدو في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة كأكثر دول العالم إصابة بالفيروس.
والوفيات في الهند جراء مرض كوفيد-19 الناجم عن كورونا منخفضة نسبياً، إذ يبلغ معدلها 1,62 في المئة. وحسب وزارة الصحة الاتحادية الجمعة إن 1174 شخصاً لقوا حتفهم بسبب مرض كوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 84372 شخصاً.
دعاوي قضائية بسبب “فشل الحكومات”
وفي ظل ارتفاع منسوب الغضب بشأن طريقة استجابة السلطات حول العالم للفيروس، تواجه بعض الحكومات اجراءات قانونية اتّخذها مواطنوها الذين اتهموها بالفشل.
ففي فرنسا، تخطط رابطة ضحايا كوفيد-19 لتقديم شكوى قضائية في حق رئيس الوزراء جان كاستيكس، وفق ما أفاد المحامي الذي يمثل المجموعة.
كذلك، رفعت دعاوى في الصين من قبل أقارب بعض ضحايا الوباء لكن العديد منها رُفض بينما يواجه العشرات ضغوطاً من السلطات لمنعهم من القيام بأي اجراءات قانونية، وفق الأشخاص المعنيين.
وتتهم عائلات الضحايا الحكومات المحلية في ووهان وهوباي، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، بإخفاء المعلومات المرتبطة بتفشيه في البداية والفشل في إبلاغ السكان والتخبط في الاستجابة وترك الوباء ينتشر.