وصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما حدث في لبنان بـ”الخيانة الجماعية” من قبل “طبقة سياسية يسيطر عليها الفساد”، بعد إخفاق الفرقاء اللبنانيين في تشكيل حكومة في منتصف سبتمبر طبقا لتعهدات التزموا بها أمامه في بيروت.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في القصر الرئاسي، بعد يوم من اعتذار رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة جديدة، مصطفى أديب، إن “القادة السياسيين في لبنان خانوا التزامهم بالمساعدة على تشكيل الحكومة”، مضيفا أن “بعض الأطراف اللبنانية اختارت التفكير في مصالح أحزابهم قبل مصلحة البلاد”.
وأسف ماكرون بسبب وقوع الشعب اللبناني “رهينة طبقة سياسية يسيطر عليها الفساد”.
وانتقد ماكرون كلا من حزب الله وحركة أمل اللذان “لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه بشأن تشكيل الحكومة”، مضيفا أنهما “قررا بشكل واضح أنهما لا يرغبان بالتغيير”.
ومنذ تكليفه تشكيل الحكومة في 31اوت ، بعد انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من الشهر ذاته، سعى أديب إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية.
واصطدمت جهوده خصوصا بإصرار الثنائي الشيعي ممثلا بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهما والتمسّك بحقيبة المال.
وقال ماكرون إن “حزب الله لم يقدم أي تنازلات من أجل تسهيل تشكيل الحكومة في لبنان”.
وأضاف “على حزب الله أن يبرهن أنه يحترم الشعب اللبناني”.
وكان ماكرون الذي زار العاصمة اللبنانية مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت، نبّه في الثاني من سبتمبر إلى أن الإسراع في تشكيل الحكومة والشروع في تنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي شرطان أساسيان لحصول لبنان على مساعدات مالية.
وقال خلال لقائه الفرقاء اللبنانيين في بيروت “في حال عدم وفاء (الفرقاء اللبنانيين) بوعودهم بحلول أكتوبر، فسيكون ثمة تداعيات”.
ولم يستبعد ماكرون، الأحد، “فرض عقوبات على المسؤولين الحزبيين الذين عطلوا تشكيل الحكومة”، لكنه استدرك قائلا إن “هذا ليس مطروحا الآن”.
وأكد ماكرون، أن المبادرة الفرنسية لا تزال هي الخيار المطروح وأن “ورقة الطريق التي اقترحها ما زالت قائمة”، مطالبا المسؤولين اللبنانيين استغلال هذه الفرصة التي وصفها بـ”الأخيرة”.
وقال “على الرئيس عون أن يستعيد المبادرة خلال الساعات المقبلة”.
وأكد ماكرون مجددا أن “تشكيل حكومة بوزراء تعينهم الأحزاب لن يؤدي إلى أي نتيجة”.
وأعلن ماكرون عن الإعداد لمؤتمر جديد لدعم الشعب اللبناني بالتعاون مع الأمم المتحدة.