قال انه ليس وزير تنفيذ بلاغات الحكومة،المشيشي يقيل وزير الثقافة
اشفى رئيس الحكومة هشام المشيشي غليله من وزير الثقافة وليد الزيدي بإقالته مساء أمس بعد تسريب تصريحات الوزير في اليوم نفسه للمحتجين من العاملين في قطاع الثقافة على قرارات رئيس الحكومة تعليق الانشطة الثقافية في اطار مجابهة الكورونا
فالمشيشي لم ينس ابدا انه وجد نفسه في احراج حتى قبل ان يبدأ عمله رئيسا للحكومة، فهو لم يكن صاحب الاختيار لوليد الزيدي وقبله عن مضض حسب مصادرنا اذ فرض عليه فرضا من رئاسة الجمهورية وبوغت بالوزير الجديد بعد تعرضه لحملة فيسبوكية يعلن تخليه عن المنصب تعففا فأعلن إعفاءه من التشكيل الحكومي قبل جلسة منح الثقة امام مجلس النواب
ولكن رئيس الدولة ثبته في موقعه باستقباله في قصر قرطاج
لم يكن من مصلحة المشيشي -وربما لم يكن قادرا وقتها على مواجهة رئيس الدولة – ان يكسر كلمة رئيس الدولة ، فبلع الحربوشة مضطرا ، حتى اتته الفرصة”على عجلة” من الوزير الذي تحول الى واحد من المحتجين في ساحة المسارح بمدينة الثقافة وتبرأ من قرارات رئيس الحكومة وقال ان وزارته ليست وزارة تنفيذ البلاغات وانها لم تصدر اي بلاغ يلفي اي تظاهرة ثقافية
فكأن الوزير قال للمحتجين اني معكم واساندكم ومشكلتكم ليست مع وزارتي أذهبوا ان اردتم الى القصبة محتجين
الرسالة وصلت الى الفنانين الغاضبين فتم تداول قرار تنظيم احتجاج امام رئاسة الحكومة في خطوة تصعيدية، والى رئيس الحكومة فعجل باقالة الوزير في اليوم تفسه
لافت للانتباه ان الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة لم تنشر اي شيء من كلام الوزير في مدينة الثقافة ولم تبث اي مقطع فيديو عن نشاطه الصباحي في مدينة الثقافة وكان الوزير اراد ان يبقى ما دار بينه وبين المحتجين امرا سريا لا يعلم به العامة ، الاغرب ان الوزارة نشرت ليلا بلاغا يتضمن قرار تاجيل التظاهرات الثقافية الموجهة للعموم تطبيقا لقرارات رئيس الحكومة التي تبرأ منها الوزير صباحا، فهل أراد وليد الزيدي انقاذ نفسه من الاقالة؟ ربما ولكن بلاغ الوزارة الليلي لم يطفئ نار المشيشي الحارقة والتي يكاد لهيبها يصل إلى قصر قرطاج
يبقى السؤال من هو الوزير الذي سيطاله غضب المشيشي لاحقا ؟
وفي الاثناء سيشمر كثيرون عن اذرعهم وارجلهم في رحلة الجري الى الوصول الى كرسي وزارة الثقافة ، كرسي حفيت من اجله اقدام كثيرة بعضها من داخل الوزارة والبعض الاخر من خارجها