أوقفت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا أحد قادة خفر السواحل ويدعى عبد الرحمن الميلاد، وذلك لصلته بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين. وكان مجلس الأمن الدولي قد اتهم الميلاد في وقت سابق بإغراق قوارب المهاجرين عمداً.
أعلنت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في ليبيا الأربعاء (14 أكتوبر 2020) أنها اعتقلت عبد الرحمن الميلاد، قائد خفر السواحل المسؤول عن وحدات غرب العاصمة طرابلس، في مدينة الزاوية، الواقعة على الساحل الغربي الليبي.
وكان الميلاد، المعروف أيضا باسم “البيجا” واحدا من ستة رجال أعلن مجلس الأمن الدولي الخميس فرض عقوبات عليهم للاشتباه بهم في الاتجار بالبشر أو تهريب الأشخاص في ليبيا. أربعة من هؤلاء الرجال هم مواطنون ليبيون واثنان منهم، وفقاً للمبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة هم من أريتريا.
وقال مدير مرصد شمال أفريقيا والساحل في معهد GI-TOC مارك ميكاليف، في عام 2018 إن البيجا ربما كان “الاسم الأكثر إثارة للدهشة في القائمة”. وقال ميكالف إنه أمضى بعض الوقت مع الميلاد قائلاً إنه رجل ميليشيا وأن لقب “الثائر” هو المصطلح الذي قد يفضله.
رجل ميليشيا وقائدا لخفر السواحل
وقال ميكاليف إن “طريقة عمل البيجا لا تتلاءم مع أنشطة قوة منضبطة مثل البحرية وخفر السواحل الليبيين”، وأوضح بأن الميلاد كان عضوا مهما في تشكيلة ميليشيات الساحل الغربي”. وبحسب وكالة رويترز، فقد شهد مهاجرون بأنهم “نُقلوا إلى مركز احتجاز على إحدى السفن التي يستخدمها ميلاد ثم احتجزوا في ظروف وحشية وتعرضوا للضرب”.
ونفى البيجا في اتصال هاتفي مع رويترز في 2018 ارتكاب أية مخالفات بالرغم من اتهام مجلس الامن الدولي له بـ “إغراق قوارب المهاجرين باستخدام الأسلحة النارية”..
ادعاءات تهريب المهاجرين
صحيفة أفينيره الكاثوليكية الإيطالية نشرت تحقيقا عن بعض جرائم “البيجا المزعومة” في عام 2019. وفي ذلك التقرير، عرضت الصحيفة صوراً قيل إنها “دليل” على انخراط رجال البيجا في تخريب محركات قوارب المهاجرين. وادعى التحقيق الصحفي أن جميع الرجال الذين كانوا على متن قارب البيجا كانوا يرتدون “الجينز والقمصان الملونة، وتجنبوا لبس أي أزياء موحدة أو حمل علامات تسهل التعرف عليهم.
وفي عام 2019، أشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على دفع ما مجموعه 285 مليون يورو لخفر السواحل الليبي وحكومة الوفاق الوطني بحلول عام 2023 من أجل تعزيز قدرة وتنسيق تلك القوة وعملها في منع المهاجرين من السفر بحرا.
كما تم رصد مبالغ مالية من أجل دفع ثمن آليات شملت “10 سفن بحث وإنقاذ، و10 زوارق آلية، و4 مروحيات، و24 قارباً مطاطياً، و10 سيارات إسعاف، و30 سيارة جيب، و15 سيارة، و30 هاتفاً يعمل بالأقمار الصناعية، فضلاً عن معدات الغوص، ومناظير ليلية ونهارية”. كل هذه المعدات، التي تقدر تكاليفها أفينيره، لن تقل عن 800 مليون يورو، ولكن الاتحاد الأوروبي كان قد بدأ بالفعل في تسليم شحناته.
الحصول على الثمن مرتين
وقالت الصحيفة الايطالية في تحقيقها إن المهربين أمثال البيجا حريصون على تقاضي رواتبهم مرتين، الأولى من اللاجئين والمهاجرين الذين يأملون بالفرار من ليبيا، والثانية من قبل أوروبا التي تأمل أن يتمكن أمثال هذا الضابط من منع المهاجرين من الفرار”.
صحيفة “مالطا توداي” قالت إن خبر اعتقال البيجا “قوبل بشكل إيجابي داخل وزارة الخارجية المالطية”. وأضافت أن السلطات في غرب ليبيا في حالة تأهب قصوى وأن “عناصر ميليشيا الزاوية يطالبون الآن بالإفراج عنه وقاموا بارسال إنذار نهائي”. ووفقا للصحيفة من مالطا فإن ميليشيات الزاوية “تهدد بفصل التيار الكهربائي عن طرابلس ما لم يتم الإفراج عن البيجا”.
من جهتها علقت صحيفة ” لا ستامبا” الإيطالية قائلة إن اعتقال البيجا يمكن اعتباره “نقطة تحول”.
في عام 2018، كتب ميكاليف من GI-TOC أنه لكي تدخل عقوبات الأمم المتحدة حيز التنفيذ فعليًا، يتعين على السلطات “التمييز بوضوح بين الجناة الأكثر خطورة وبين اللاعبين الأصغر”. وقال إنه إذا اعتقد الخطرون أنهم يخسرون فقط ولا يوجد شيء يكسبونه، فعندئذ سيتوقفون عن التعاون مع القوى الدولية، وسيواصلون “مضاعفة الأرباح عن طريق دفع الناس إلى البحر، بالإضافة إلى توسيع نطاق سباق تسلح تحركه الميلشيا على طول الساحل”.
الصحفي الايطالي، روبرتو سافيانو من صحيفة لا ستامبا علق على خير اعتقال الميلاد بتغريدة على تويتر، وجاء في التعليق باللغة الإيطالية إن “بيجا”، رئيس حرس السواحل في الزاوية في ليبيا، تم اعتقاله. وبأن كل من مينيتي [سياسي إيطالي في الحزب الديمقراطي ووزير داخلية سابق، ثم سالفيني [رئيس رابطة مناهضة المهاجرين. الحزب ووزير الداخلية الذي تلاه] والآن دي مايو [سياسي إيطالي في حركة الخمس نجوم ووزير الخارجية الإيطالي الحالي] كانوا قد تفاوضوا معه”.
المصدر:مهاجر نيوز
إيما واليس/ علاء جمعة