القوات البحرية التونسية تنقذ 24 مهاجرا
أنقذت القوات البحرية التونسية الاثنين 24 مهاجرا من جنسيات إفريقية قبالة السواحل الشرقية، حسب ما أفادت وزارة الدفاع. وقالت الوزارة في بيان الاثنين (16نوفمبر) “أنقذت ثلاث وحدات (سفن) بحرية تابعة لجيش البحر ظهر اليوم الاثنين 24 مهاجرا غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة، من بينهم سبع نساء وتراوح أعمارهم بين 14 و36 عاما.
وكان المهاجرون على متن قارب عرض البحر “على وشك الغرق بعد تسرب المياه إليه”، في شمال شرق جزيرة قرقنة (وسط شرق) على بعد حوالى 18 كيلومترا، وفقا للوزارة.
وتتواصل عمليات الهجرة من تونس إلى أوروبا خصوصا في اتجاه سواحل إيطاليا حيث يأمل المهاجرون في إيجاد وظائف وآفاق عيش أفضل هروبا من تداعيات الأزمة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد على اقتصاد البلاد.
وأفاد المهاجرون السلطات العسكرية أنهم أبحروا من سواحل ولاية صفاقس (وسط شرق) ليل الأحد (15نوفمير) “بنية اجتياز الحدود البحرية خلسة في اتجاه الفضاء الأوروبي”.
وبلغت عمليات الهجرة ذروتها في تونس عام 2011 قبل أن تتراجع بشكل حاد ثم تتزايد من جديد منذ 2017 بسبب ارتفاع نسبة البطالة واستمرار التفاوت العميق بين مناطق البلاد بعد عشرة أعوام من ثورة شعبية.
ومنذ بداية 2020 حتى منتصف سبتمبر، جرى اعتراض 8581 شخصا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا بحرا انطلاقا من السواحل التونسية، بحسب أرقام وزارة الداخلية. وبين هؤلاء 2104 أجانب وغالبيتهم من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء.
وتمثل الهجرة أحد الملفات الحساسة التي يبحثها المسؤولون الأوروبيون والتونسيون وخصوصا إثر تزايد عدد المهاجرين من جنسيات أفريقية ممن يصلون إلى تونس ويحاولون عبور المتوسط.
وفي مأساة جديدة ترتبط بملف الهجرة في ليبيا التي لها حدود مع تونس، لقي 20 شخصا مصرعهم الجمعة (13 نوفمبر) قبالة سواحل البلد بعد ساعات من حادثة غرق أخرى خلّفت 74 ضحيّة.
74 جثة لفظها البحر قبالة مدينة الخمس غربي ليبيا، لتتجاوز حصيلة الغرقى من المهاجرين قبالة ليبيا خلال ثلاثة أيام فقط 110 أشخاص لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم بلوغ القارة الأوروبية.
أربعة حوادث غرق لقوارب مهاجرين قبالة سواحل ليبيا في غضون ثلاثة أيام، أودت بحياة أكثر من 110 أشخاص، بينهم ما لا يقل عن 70 شخصا جرفتهم الأمواج قرب شاطئ الخمس غربي ليبيا.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الجثث الأخيرة تعود لمهاجرين كانوا على متن قارب يحمل أكثر من 120 شخصا، بينهم نساء وأطفال. وأضافت أن خفر السواحل الليبي وصيادون أحضروا أمس الخميس، 47 ناجيا إلى الشاطئ، بينما كانت جثث 74 شخصا على الأقل تطفو على المياه.
واعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” الحادث الأخير بأنه “واحدا من أكثر الحلقات المروعة في البحر هذا العام”، بينما “يغمض الاتحاد الأوروبي والسلطات الإيطالية أعينهم وآذانهم عن الرعب الذي يتكشف”. ونددت بالقرارات الأوروبية التي تعوق عمل سفن الإنقاذ، وقالت “دعونا ننقذ الأرواح”.
وبين مساء الثلاثاء 10 والأربعاء 11 نوفمبر الجاري، أنقذت سفينة “أوبن آرمز” الإنسانية نحو 200 مهاجر كانوا على وشك الغرق، وانتشلت ستة جثث لمهاجرين بينهم رضيع لم يتجاوز عمره ستة أشهر.
التغيير ضروري الآن، أكثر من أي وقت مضى
وأعانت المنظمة الدولية للهجرة عن وفاة ما لا يقل عن 900 شخص غرقا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، وبعضهم بسبب التأخير في عمليات الإنقاذ خلال العام الحالي.
وقال فيديريكو صودا، مدير المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، “إن الخسائر المتزايدة في الأرواح في البحر الأبيض المتوسط هي مظهر من مظاهر عدم قدرة الدول على اتخاذ إجراءات حاسمة لإعادة تنشيط عمليات البحث والإنقاذ التي تشتد الحاجة إليها في أكثر المعابر البحرية فتكا في العالم”.
وسجلت المنظمة الدولية للهجرة زيادة في عمليات المغادرة من البلاد، حيث تم اعتراض وإعادة حوالي 1900 شخص، ووصول أكثر من 780 شخصا إلى إيطاليا من ليبيا، منذ بداية أكتوبر وحده.
وفي تغريدة على تويتر قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو، إنه في عام 2020 وحده، “تم اعتراض أكثر من 10,300 مهاجر في البحر وإعادتهم إلى ليبيا الخطرة”. وأضاف “التغيير ضروري الآن، أكثر من أي وقت مضى، لضمان الإنقاذ الفعال في البحر ومنع حدوث مآسي جديدة”.