كان تفشي جائحة كورونا الحدث الأبرز لهذا العام، فيروس لم يسلم المهاجرون من وطأته، خاصة من يعيشون في المخيمات المؤقتة. كان هذا العام قاسيا أيضا على طالبي اللجوء في اليونان عقب حريق مخيم موريا، المخيم الأكبر في أوروبا. كما شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاع أعداد الغرقى في المتوسط والأطلسي والمانش. هذه أبرز سبعة أحداث متعلقة بالهجرة لهذا العام.
/1 حريق مخيم موريا في ليسبوس اليونانية
في ليلة 8 سبتمبر، التهمت النيران مخيم موريا، في جزيرة ليسبوس اليونانية، مدمرة 99% من المخيم، الذي عاش فيه نحو 12 ألف مهاجر، في ظروف شديدة السوء.
عقب الحريق، قضى المهاجرون ليلهم في الشارع، بانتظار وصول المساعدة الإنسانية. وقال أحد المهاجرين السوريين ”تُركنا بمفردنا من دون ماء ولا دواء ولا طعام“.
وعبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن “حزنها العميق” إثر الحريق، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة اليونان.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، علق 7 آلاف مهاجر في مخيم جديد أنشأ عقب الحريق، في جزيرة ليسبوس، وساءت أوضاع المهاجرين مع قدوم فصل الشتاء إذ غمرت المياه خيامهم بسبب الأمطار الغزيرة.
/2 إعادة تفعيل طريق الكناري
منذ بداية العام، وصل 20 ألف مهاجر إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، وهو عدد يفوق عدد المهاجرين الواصلين العام الفائت بـ 10 مرات. فيما بلغ عدد الواصلين عبر هذا الطريق عام 2006، 30 ألفا.
وسرعان ما امتلأ الأرخبيل الإسباني القريب من السواحل المغربية بالمهاجرين، لا سيما جزيرة ”غران كناريا“ التي سميت ”بمخيم العار“ بعد احتشاد نحو 2000 مهاجر على رصيف مينائها لأيام عدة.
وتوفي أثناء سلك هذا الطريق الخطر، نحو 500 شخص من بينهم المراهق السنيغالي دود ذو الـ14ربيعا، والذي حكم على والده بالسجن عامين لتعريض حياة الآخرين للخطر.
/3 إخلاء مخيم ساحة الجمهورية في باريس بعنف
يوم الاثنين 23 نوفمبر، أخلت السلطات الفرنسية مخيما مؤقتا في ساحة الجمهورية. أقيم بمساهمة من جمعية “يوتوبيا 56” لمئات المهاجرين، عقب إخلاء السلطات لآخر في منطقة “سانت دوني”.
رجال الأمن نفذوا عملية الإخلاء بعنف مفرط، ما وضحته صور وصفت بالـ“صادمة”، أثارت سخطا واسعا ودفعت إلى فتح تحقيقات عدة في الحوادث المرتكبة أثناء التفكيك، وأشارت جمعيات إنسانية إلى أن ”عنف رجال الأمن ضد المهاجرين“ أصبح القاعدة في فرنسا.
/4 ارتفاع أعداد المهاجرين الذين عبروا المانش
في عام 2020، بلغ عدد المهاجرين الذين حاولوا عبور المانش باستخدام زوارق خشبية ومطاطية وزوارق كاياك وسترات نجاة فقط، 6 آلاف منذ شهر كانون الثاني/يناير.
لم يخلو هذا العبور من المخاطر، إذ توفي 10 مهاجرين غرقا أثناء محاولتهم العبور، من بينهم عائلة إيرانية، غرق جميع أفرادها في البحر نهاية أكتوبر، ووفق السلطات الفرنسية، حوصر الضحايا في قمرة قيادة القارب عندما انقلب وغرق.
وفي مواجهة تدفق المهاجرين باتجاه بريطانيا قدوما من فرنسا، وقع البلدان اتفاقات عدة توفر موارد مالية لزيادة أعداد دوريات المراقبة في المانش.
5/ في المتوسط زوارق تغرق بعيدا عن الأنظار
على الرغم من قلة السفن الإنسانية في المتوسط هذا العام، نفذت عمليات إنقاذ عدة، كتلك التي قامت بها سفينة أوشن فايكينغ Ocean Viking أو التابعة لـ Sea-Watch قبالة السواحل الليبية. لكن السلطات الإيطالية أوقفت هذه السفن فور إرساء المهاجرين. وهناك على الأقل خمس سفن إنسانية أوقفت عن العمل هذا العام بحجة عدم مطابقة المواصفات، وانتقدت الجمعيات هذا القرار بالقول إن روما تعرقل إنقاذ المهاجرين في البحر.
ولم يمنع إيقاف السفن الإنسانية من استمرار محاولات عبور المتوسط ما أدى إلى وفاة نحو 1000 مهاجر غرقا في محاولة الوصول إلى أوروبا، 700 منهم كانوا انطلقوا من سواحل ليبيا.
هل هذا هو العدد الصحيح، أم أن هناك حوادث غرق أخرى لم يتم إحصاؤها؟ يبقى هذا السؤال من دون أيه إجابة، فيما تقول المنظمات الإنسانية إن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، خاصة في هذا العام.
6/ ميثاق أوروبي جديد للهجرة
قدمت المفوضية الأوروبية ميثاقا أوروبيا جديدا للهجرة واللجوء، يوم الثلاثاء 23 يبتمبر، لإيجاد حلول لأوضاع المهاجرين في أوروبا.
وتضمن نص الميثاق، التوقف عن العمل باتفاق دبلن، وتشديد عمليات الترحيل وتسريع الإجراءات وزيادة الضوابط على الحدود الخارجية.
أشاد الكثير من السياسيين بالخطوة فيما رأت المنظمات غير الحكومية أن الميثاق الجديد هو استسلام للدول الأكثر عداءً لاستقبال اللاجئين. وألمح باحثون في مجال الهجرة، مثل البلجيكي فرانسوا جيمين، إلى أن الميثاق يمثل “حل وسط بين الجبن وكراهية الأجانب”.
7/ تأثر حياة المهاجرين بفيروس كوفيد 19
أبرز أحداث عام 2020 هو ظهور وانتشار فيروس كورونا، سواء في بلدان المهاجرين الأصلية أو في بلدان العبور أو في البلدان المضيفة. وأدى هذا الفيروس إلى تعطيل الحياة اليومية للمهاجرين.
ودفع الفيروس بلدان أفريقيا جنوب الصحراء إلى إغلاق حدودها وغياب السياح، ما أثر سلبا على اقتصاد البلاد ودخل أفرادها، وكنتيجة لذلك حاول مئات المهاجرين، لا سيما من السنغال، عبور البحر من أجل تأمين حياة أفضل.
نتائج أخرى حذرت منها الأمم المتحدة في جوان مثل المجاعة وسوء التغذية، اللذين يهددان ملايين اللاجئين الأفارقة في القارة.
وفي بلدان العبور، مثل ليبيا، أدى إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا إلى زيادة عزلة المهاجرين بالإضافة إلى انخفاض عمليات ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية أو إعادة توزيعهم على بلدان أوروبية. وكان مفوض الأمم المتحدة للجوء قال لمهاجر نيوز في سبتمبر ”تباطأت عمليات إعادة التوطين على الرغم من جهودنا للحفاظ عليها، وتم تعليق عدد كبير ما أدى إلى عواقب واضحة الأثر نفسيا وعقليا على المهاجرين المعرضين للخطر“.
وأما في البلدان المضيفة، فيعزل المهاجرون داخل مخيمات. كما حصل في اليونان، أو لا يتم الاهتمام بإجراءات الوقاية الصحية وتؤجل المواعيد الإدارية للمهاجرين وطالبي اللجوء بسبب إغلاق المؤسسات، كما حدث في فرنسا.