برئاسة تونس، مجلس الامن يدعو المرتزقة الى مغادرة ليبيا
دعا مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الخميس 28 ¨جانفي الاف المقاتلين والمرتزقة الأجانب لمغادرة ليبيا فوراً، وذلك تزامناً مع انتهاء المدة المحددة لهم لمغادرة الأراضي الليبية، وفقاً لاتفاق وقف النار الموقع في أكتوبر 2020 بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية.
من جانبه، أكد جوتيريش للصحفيين الخميس أن “وقف إطلاق النار قائم”، وأنه “من الضروري أن تتحرك كل القوات الأجنبية وكل المرتزقة الأجانب إلى بنغازي أولاً ثم إلى طرابلس، ومن هناك يرجعون ويتركون الليبيين وشأنهم، لأن الليبيين برهنوا بالفعل أنهم قادرون على معالجة مشاكلهم إن هم تُركوا لوحدهم”.
مجلس الأمن يطالب بالالتزام بوقف إطلاق النار
كذلك ناقش مجلس الأمن الوضع في ليبيا الخميس ودعا في بيان إلى انسحاب كل المقاتلين والمرتزقة الأجانب “دون أي إمهال آخر”، ودعا كل الليبيين واللاعبين الدوليين لاحترام حظر الأسلحة واتفاق وقف إطلاق النار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الأمن، السفير التونسي، طارق الأدب، الذي تتولي بلاده رئاسة أعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، وذلك عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس حول ليبيا.
وقال السفير التونسي “دعا أعضاء مجلس الأمن في جلسة المشاورات المغلقة إلى انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا دون مزيد من التأخير، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة تماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر الماضي، ومخرجات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
في جانفي الماضي، استضافت العاصمة الألمانية مؤتمراً دولياً حول حل الأزمة الليبية، بمشاركة 12 دولة و4 منظمات دولية وإقليمية.
وكان من أبرز بنود بيانه الختامي، ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع، ومغادرة كافة المقاتلين والمرتزقة الأجانب حتى 23 من جانفي الجاري.
تحصينات وأنفاق في ليبيا
يشار إلى أنه قبل أسبوع كشفت صور للأقمار الصناعية أن ميليشيا حفتر، ومرتزقة فاغنر الروس الداعمين له، يقومون بحفر خندق ضخم حول مدينة سرت، وهو ما يعزِّز المخاوف من أن المقاتلين الأجانب لن ينسحبوا من ليبيا وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفقاً لموقع CNN International الأمريكي، فإن صور الأقمار الصناعية قد أظهرت الخندق، الذي يمتد عشرات الكيلو مترات جنوب المناطق الساحلية المأهولة بالسكان حول سرت، باتجاه معقل الجفرة الخاضع لسيطرة فاغنر، وتدعمه سلسلة من التحصينات المعقدة.
تقول منصات مراقبة مفتوحة المصدر إنها حددت سلسلة من أكثر من 30 موقعاً دفاعياً شقّتها ميليشيات حفتر في الصحراء وسفوح التلال التي تمتد لنحو 70 كيلو متراً.
وبحسب الموقع فإن صور الأقمار الصناعية التي كشفت عنها شركة “ماكسار” Maxar الأمريكية تظهر كلاً من الخندق الممتد على طول طريق رئيسي، وأيضاً التحصينات التي حفرها مرتزقة فاغنر.
كما تكشف الصور عن تراكم للدفاعات حول قاعدة الجفرة الجوية، وكذلك مطار براك جنوباً، حيث تم تركيب وتحصين دفاعات الرادار البادية للعيان.
وكانت حكومة الوفاق الوطنية المعترف بها دولياً، قد نشرت أيضاً صوراً لحفارات وشاحنات ضخمة تشارك في عمليات شق الخندق وبناء الساتر الترابي الذي يمر بجانبه، وقالت إن العمل بدا مستمراً حتى هذا الشهر.
حفتر يلوح بمواجهة قريبة
كما سبق أن الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، قد صرح في 24 ديسمبر 2020، أن مواجهة عسكرية تلوح بالأفق القريب في ليبيا، وطالب قواته بالاستعداد لمعركة محتملة، وذلك في تصعيد على إقصائه من أي تسوية محتملة للأزمة في البلاد.
تصريحات حفتر تزامنت مع دعوة الجيش الليبي، المريد لحكومة الوفاق، قواته إلى رفع درجة التأهب والاستعداد لصدِّ أي هجوم محتمل في خطوط التماس (سرت-الجفرة) من جانب ميليشيا الجنرال الانقلابي، خليفة حفتر، المستمرة في إجراء تحشيدات وتحصينات.
قال الجيش في بيان: “ندعو كافة القوات المساندة إلى رفع درجة التأهب والاستعداد لصدِّ أي تحرك مرتقب لقوات المرتزقة”، في محور سرت (450 كم شرق العاصمة طرابلس) والجفرة (650 كم جنوب شرقي طرابلس) كما أضاف: “سنضرب بيد من حديدٍ كل من تسوّل له نفسه بيع دماء شبابنا وتضحياتهم من ساسة منبطحين وعملاء مندسين”.
وأوضح الجيش أن هذا التطور يأتي “في ظل التحشيدات المتزايدة والتحصينات التي تقوم بها قوات المتمرد (حفتر) حول مدينة سرت ومنطقة الجفرة”، وأردف: “قوات المتمرد تقوم بزراعة الألغام وحفر الخنادق وجلب المرتزقة، إضافة إلى تحشيد الآليات الثقيلة والمدفعية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل على نية المتمرد إعادة الكَرَّة كما فعل في 4 افريل 2019”.
يأتي ذلك كله في الوقت الذي تستمر اللقاءات التي يعقدها الفرقاء الليبيون للتوصل إلى شكل جديد للحكم، بناء على اتفاق سلام تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي، بوساطةٍ من الأمم المتحدة، وشمل موقفاً لإطلاق النار وتعهداً برحيل كافة القوات الأجنبية.
يذكر ان تونس تراس مجلس الامن شهر جانفي 2021 وقد تمت برمجة اربع فعاليات على مستوى مرموق بمشاركة رؤساء دول ووزراء والامين العام للامم المتحدة ، كما تشمل رئاسة تونس كذلك جلسات على مستوى المندوب الدائم طارق الادب لبحث قضايا الملف السوري والوضع في اليمن ومسائل تتعلق بالقارة الافريقية وكولمبيا وقبرص ولمتابعة تنفيذ القرار 2532 الذي تمت المصادقة عليه بالاجماع والذي صاغت مسودته تونس وفرنسا – بعد 111 يوما من إعلان منظمة الصحة العالمية مرض كوفيد-19 جائحة عالمية.
“هدنة إنسانية دائمة”
ودعا المجلس، من خلال القرار، جميع الأطراف في النزاعات المسلحة إلى الانخراط فوراً في “هدنة إنسانية دائمة” لمدة 90 يوماً على الأقل، للتمكن من إيصال المساعدات المنقذة للحياة بشكل آمن، مستدام، ودون عوائق.