مبادرة كوفاكس:تونس وفلسطين اول الدول المستفيدة من لقاح كورونا
كشف مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، الإثنين 1فيفري 2021، إن فلسطين وتونس ستكونان أول دولتين عربيتين تستفيدان من الدفعة الأولى من لقاحات كورونا التي توفرها مبادرة كوفاكس، في وقت تواجه فيه الدول الأكثر فقراً في الشرق الأوسط تواجه فجوة كبيرة فيما يتعلق بتوفير التطعيم مبكراً.
أول دولتين عربيتين تستفيدان من مبادرة كوفاكس
ريك برينان مدير عمليات الطوارئ بمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية قال إنه من المتوقع أن تحصل فلسطين على 37 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19، الذي تنتجه فايزر وبيونتيك، بدءاً من منتصف فيفري عبر مبادرة كوفاكس، في حين من المقرر أن تحصل تونس على 93600 جرعة.
كما أوضح برينان في مقابلة أنه مع ذلك هناك “فجوة كبيرة جداً” بين طرح اللقاحات المخطط له في الدول الغنية والدول ذات الدخل المنخفض أو التي تشهد صراعات.
أضاف في المقابلة قائلاً: “إن تقوم شركات الأدوية والدول الغنية بتوفير الموارد الكاملة لكوفاكس، وهي آلية أنشأناها لتوزيع اللقاحات للدول الفقيرة، فإن تلك البلدان ستتخلف عن الركب”، مؤكداً أن “المتاح والتمويل ليسا على المستوى الذي يجب أن يكونا عليه بعد. نعاني قصوراً شديداً”.
وأردف برينان أن التأخر في توفير اللقاحات للدول الفقيرة يزيد من خطر انتشار السلالات المتحورة لفيروس كورونا والتي يمكن أن يكون انتشارها أسرع وعلاجها أصعب.
وتوقع برينان أن يكون هناك حجم متواضع من لقاحات فايزر من خلال كوفاكس نظراً لتكلفتها، لكنها بداية العملية.
وتضم منطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية أفغانستان وباكستان والصومال وجيبوتي إلى جانب دول الشرق الأوسط.
فيما تعمل منظمة الصحة العالمية لتقييم لقاحات أخرى أرخص يمكن تقديمها من خلال مبادرة كوفاكس، بعد أن أقرت استخدام لقاح فايزر/بيونتيك في حالات الطوارئ وتأمل أن تبدأ التطعيمات في كل دول العالم بحلول أوائل افريل وتطعيم الأكثر عُرضة للخطر بحلول منتصف العام.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (جافي) مبادرة كوفاكس لضمان الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 على مستوى العالم.
الجزائر تبدأ بإنتاج اللقاح الروسي
وفي سياق متصل، قال كمال منصوري، مدير الوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية في الجزائر، إن بلاده ستبدأ إنتاج اللقاح الروسي “سبوتنيك V” في غضون أسابيع قليلة، والمحادثات مع الروس بشأنه متقدمة جداً.
وأعلن في مداخلته على القناة التلفزيونية الحكومية أن الوقت قد حان “لتحول الجزائر من بلد مستورد للقاحات إلى مصدر لها” بعد تلبية الحاجات المحلية لمواجهة الوباء.
في غضون ذلك، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، من جهتها، نقلاً عن السفير الروسي في الجزائر إيغور بيلياييف، إن “خبراء روس سيزورون الجزائر في إطار الاستعدادات للإطلاق القادم لإنتاج لقاح “سبوتنيك V” بعد الاتفاق المبدئي بين الجزائر وموسكو على هذا المشروع”.
ونقلت عنه قوله إن “متخصصين روساً سيذهبون إلى الجزائر لزيارة مصانع أدوية”، وإن “صنع اللقاح الروسي في الجزائر سينطلق في غضون 6 إلى 9 أشهر”.
“الصحة العالمية” تُحذِّر من احتكار لقاح كورونا
وفي وقت سابق، حذر تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدول القوية من احتكار لقاح كورونا، قائلاً إن العالم أصبح على شفا “فشل أخلاقي كارثي” فيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، وحث الدول والشركات المصنعة على مشاركة الجرعات المضادة لكوفيد-19 بشكل أكثر إنصافاً في جميع أنحاء العالم.
جيبريسوس أضاف خلال افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للمنظمة: “إن أسلوب أنا أولاً لا يجعل الأكثر فقراً وضعفاً في العالم في خطر فحسب، لكنه سيأتي بنتائج عكسية أيضاً”. وتابع قائلاً: “في نهاية المطاف لن تسفر هذه التصرفات إلا عن إطالة أمد الوباء”.
حرب الحصول على لقاح كورونا هذا تأتي بعد أن أعلنت منظّمة الصحة العالمية في وقت سابق أن الدول الأكثر فقراً ستبدأ تلقي أول اللقاحات ضد كوفيد-19 بين نهاية جانفي الجاري ومنتصف فيفري المقبل، وذلك بعد بدء حملات تطعيم واسعة النطاق في عدد من البلدان الغنية، بينها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
برنامج “كوفاكس” لدعم الدول الفقيرة
من جانبها، قالت مسؤولة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين إن برنامج “كوفاكس” أبرم اتفاقات لشراء ملياري لقاح، على أن تبدأ أولى الجرعات في الوصول خلال الأسابيع المقبلة.
ويهدف برنامج “كوفاكس” الدولي الذي أطلقته منظمة الصحّة العالمية بدعم من “التحالف من أجل اللقاحات”، إلى المساعدة في ضمان الحصول العادل على اللقاحات ضدّ كوفيد-19. ويسعى “كوفاكس” إلى تقديم جرعات كافية لتحصين 20% من السكان في كل البلدان المشاركة فيه بحلول نهاية العام.
ورداً على سؤال بشأن الموعد المرتقب لبدء استفادة الدول الإفريقية المنخفضة الدخل من هذه اللقاحات، قالت أوبراين خلال مناظرة نظمتها منظمة الصحة العالمية على الإنترنت، إن برنامج كوفاكس قادر على تأمين “أكثر من ملياري جرعة من اللقاحات”.
ومنحت منظمة الصحة العالمية في 31 ديسمبر ، أول موافقة طارئة لها منذ بداية جائحة كوفيد-19 على لقاح فايزر/بيونتيك، ممهدة بذلك الطريق أمام البلدان الراغبة في استخدام اللقاح بسرعة.
وقالت أوبراين: “هناك بالفعل مخزون كبير من اللقاحات” المحتملة التي تدرسها منظمة الصحة العالمية بهدف الحصول على موافقة محتملة عليها في الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن 15 مُصنّعاً قد اتصلوا بالفعل بالمنظمة من أجل عرض إنتاج كميات كبيرة من الجرعات.
كما لفتت أوبراين إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن اللقاحات الحالية لن تكون فعالة في مواجهة الفيروسين المتحورين اللذين رُصدا في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، مشددة على أنه يمكن تكييف هذه اللقاحات مع الفيروسين المتحورين إذا لزم الأمر.