حدد رئيس الوزراء الليبي الجديد عبدالحميد محمد الدبيبة أولويات حكومته بتوفير لقاح كورونا، ومعالجة المصاعب الحياتية الليبيين، بالإضافة لمهام تشكيل لجان المصالحة والإعداد للانتخابات القادمة، واصفاً الفترة القادمة بـ”الصعبة”.
وفي أول مقابلة صحفية يجريها الدبيبة مع وسيلة إعلام غير ليبية، أكد رئيس الوزراء الليبي الجديد لوكالة الأناضول أن حكومته تأمل في مضاعفة التعاون مع تركيا، واصفاً إياها بالدولة الحليفة التي تملك من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية”.
أولويات الحكومة
وأشار الدبيبة إلى أن أولويات حكومته بالدرجة الأولى هي التفكير في وباء كورونا، حيث “تسعى بأقصى ما يمكن عمله من أجل الحصول على اللقاح وتطعيم الشعب الليبي”.
كما أكد كذلك اهتمام حكومته “بالمصاعب الحياتية كانقطاع الكهرباء والصحة والمعوقات اليومية التي تواجه الليبيين”.
وشدد الدبيبة على أهمية إرساء السلم الاجتماعي لحل الأزمة الليبية، قائلاً: “سنشكل لجان مصالحة داخلية للتصالح مع الشعب والقبائل والطوائف المتخاصمة والمتحاربة”.
تابع قائلاً: “هذه الشرائح ستجتمع وسنعد ميزانية لجبر الضرر لتحقيق التقارب الليبي خلال هذا العام، حيث سنعمل على تقريب وجهات النظر الليبية إلى أبعد الحدود كي ندخل الانتخابات بشكل موحد وبدون عنف وحروب وأي حساسية بين المدن”.
إلا أن رئيس الوزراء الجديد قد أكد أن القانون سيأخذ مجراه، إذ إن “من يثبت إجرامه سيواجه القضاء والعدل”.
لكن أضاف: “نحن في مرحلة صعبة من تأسيس السلام في ليبيا، ولا بد من تنازلات من كلا الطرفين ونلتقي في نقطة واحدة لتحقيق المصالح الليبية”.
حكومة المنطقة الشرقية
وتعقيباً على تصريح عبدالله الثني الذي يتولى رئاسة حكومة الشرق التابعة لحفتر، قال الدبيبة: “حكومتنا يجب أن تحصل على موافقة من برلمان طبرق، وأعتقد أن الموضوع منطقي، وأن مجلس النواب رحب بنتائج الحوار السياسي”.
وأردف قائلاً: “الخيار هو خيار الشعب الليبي، فالشعب فرح بهذه الحكومة، وأعتقد أنهم (مجلس النواب) جزء من الشعب الليبي ولا أعتقد أنهم سيختارون أي خط آخر غير خط الشعب”.
والسبت، اشترطت الحكومة غير المعترف بها دولياً والموالية للحفتر في شرق ليبيا، تصديق مجلس نواب طبرق لتسليم مهامها إلى السلطة التنفيذية الجديدة المؤقتة.
العلاقات مع تركيا
وعن علاقات حكومته مع تركيا في المرحلة الجديدة، أكد الدبيبة أنه سيكون هناك تضامن بين الجانبين، حيث قال: ” تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية”.
وتابع: “تركيا فتحت مطاراتها ولم تغلق سفارتها في طرابلس، وأعتقد أن حرية التنقل سوف تنعكس على التعاون بين الشعبين في مجال الاقتصاد. ونأمل أن ننمي هذا التعاون ونرفع حجم التبادل التجاري إلى أعلى المستويات”.
والجمعة، أسفر تصويت أجراه أعضاء ملتقى الحوار الليبي، برعاية أممية بجنيف، عن فوز قائمة تضم الدبيبة، رئيساً للوزراء، ومحمد يونس المنفّي، رئيساً للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني، وعبدالله حسين اللافي، عضوين في المجلس.
وستتولى القائمة الفائزة في التصويت، إدارة شؤون البلاد مؤقتاً، حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021.
وكانت تونس من اول المرحبين بتوفق ملتقى الحوار الليبي في اختيار ادارة للمرحلة الانتقالية وجاء في بيان للخارجية التونسية”تونس تُرحّب بنتائج التصويت الحاصل لاختيار أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة وتعتبرها خطوة ايجابية وحدثا تاريخيا يؤشّر لإنهاء الانقسام وتعافي ليبيا وخروجها من الأزمة التي عاشتها لعقد من الزمن وشروعها في بناء مرحلة جديدة من تاريخها.”
كما تثمّن تونس جهود منظمة الأمم المتحدة ودورها المحوري في تحقيق هذا الإنجاز.