وداعا مفيدة التلاتلي
توفيت صباح اليوم المخرجة السينمائية مفيدة التلاتلي التي ابتعدت عن السينما وجل العاملين فيه طيلة العشرية الاخيرة واكتفت بدائرة مغلقة من عائلتها وقلة من الاصدقاء
وتقلدت مفيدة التلاتلي منصب وزيرة الثقافة لعشرة ايام بعد سقوط نظام بن علي في حكومة محمد الغنوشي من 17 الى 27 جانفي 2011 ومورست عليها ضغوط كبيرة من “زملاء” لها لتقدم استقالتها وتعرضت للنقد واتهمها اخرون بانها كانت من المنظومة السابقة ومن مناشدي بن علي
بطبيعة الحال، كل هذا سيمحى بعد وفاتها وسيبكي الجميع وربما كان من سبها وهاجمها اول المتباكين، وتلك خصلة من خصالنا، لا نعترف لاحد بفضل الا بعد رحيله
ومفيدة التلاتلي التي تحمل لقب زوجها استاذ الجيولوجيا -لقبها الاصلي بن سليمان- عرفت كمونتيرة في عشرات الافلام التونسية والعربية والافريقية وفي رصيدها عشرات الاعمال المتميزة مع عبد اللطيف بن عمار وفريد بوغدير والطيب الوحيشي ومرزاق علواش وميشيل خليفي والناصر خمير ومحمود بن محمود. وسلمى بكار ومحمد علي العقبي …واخرين
ثم حققت فيلمها الذي يعد علامة لافتة في السينما التونسية وهو صمت القصور الذي تم اختياره في استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” سنة عام 2019، ضمن أفضل 100 فيلم سينمائي للمخرجات النساء من جميع أنحاء العالم، حيث أظهر هذا الإستطلاع الذي صوّت عليه خيرة خبراء السينما من مختلف المجالات، اختيار المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي عن فيلمها “صمت القصور” الذي انتج سنة 1994..وحاز على الكاميرا الذهبية في مهرجان كان والتانيت الذهبي في ايام قرطاج السينمائية 1994
وانجزت مفيدة التلاتلي فيلما ثانيا بعنوان موسم الرجال صورته في جزيرة جربة وفيلما لفائدة قناة ARTE من انتاج عبد العزيز بن ملوكة بعنوان”نادية وسارة” بطولة هشام رستم ودرة زروق
وتم اختيار التلاتلي عضوا في لجنة تحكيم مهرجان كان فضلا عن تكريمها في ذات المهرجان سنة 2008
رحم الله الفقيدة مفيدة التلاتلي التي كانت واحدة من ابرز السينمائيات ليس في تونس فقط بل في العالم العربي باكمله، وفي المحيط المتوسطي والافريقي ، ولكنها آثرت ان تنأى بنفسها عن الميدان بعد ان سادت الفوضى كل شيء في بلادنا وتطاول الجهلة على العارفين،- وتعازينا لزوجها وابنيها وكل عائلتها،