المشيشي لن يستقيل وحافظ الزواري يدعو الى عودة الوعي
التام عشية اليوم اجتماع ضم هشام المشيشي بالحزام السياسي لحكومته، وما رشح من الاجتماع يؤكد ان المشيشي لن يستقيل وهو احد خيارين وضعهما رئيس الدولة لتجاوز الازمة الراهنة
وعلمنا انه تم الاتفاق على ان يراسل المشيشي رئيس الجمهورية مرة اخرى لمعرفة الوزراء الذين يعترض عليهم واسباب الاعتراض
وطرح خلال الاجتماع اليوم خيار تعيين وزراء بالنيابة في الوزارات التي اعترض رئيس الدولة على وزرائها الجدد
في السياق نفسه نشر حافظ الزواري عضو مجلس النواب -كتلة الاصلاح الوطني- ومساعد الرئيس المكلف بالتصرف العام والذي عبر خلال الفترة المنقضية عن مواقف اصر على انها تمثله شخصيا حتى يتمايز عن مواقف حسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح الذي اصبح اشد المدافعين عن المشيشي وحكومته دون قيد او شرط وهو خيار اقلق حزبه الاصلي مشروع تونس وازعج عددا من نواب كتلة الاصلاح
ولئن فضل الاغلبية الصمت فإن حافظ الزواري لم يتردد في المجاهرة بمواقفه الناقدة لمنظومة الحكم ، وكان الزواري قال لرئيس الحكومة تحت قبة البرلمان انه تعرض للتهديد وبانه يحمله مسؤولية اي اذى قد يتغرض له في شخصه او عائلته او مصالحه
نشر حافظ الزواري تدوينة عاد فيها على كرونيك الصحفي محمد بوغلاب صباح اليوم في ماتينال شمس مع حمزة البلومي التي ادان فيها عراك القصرين على حساب هموم التونسيين
ودعا حافظ الزواري في تدوينته الى عودة الوعي وتغليب مصلحة البلاد على الخصومات الشخصية التي باتت تهدد بضياع ما بناه اباء الجمهورية ودولة الاستقلال
وهذا نص التدوينة كاملا:
لن يعجب كلام محمد بوغلاب الكثيرين، لم يفلت احدا، هاجم الطبقة السياسية بأكملها بما في ذلك 217 نائبا وانا واحد منهم، ولكنه لم يجانب الحقيقة،بل دق جرس الانذار لما يتهدد تونس : نسبة نمو سلبية -8 ، مديونية تتزايد كل يوم، تراجع ميزانية الاستثمار الى ادنى المستويات، الاف العاطلين الجدد بعد اغلاق مئات الشركات او اضطرارها الى التقليص من اليد العاملة بسبب جائحة الكورونا ، الاف الموتى بالكورونا، يغادرون احبتهم دون وداع
يواجه التونسيون كل يوم مصاعب الحياة في النقل والصحة والتعليم وغلاء الاسعار، فيما ينشغل محترفو السياسة بالخصام والجدل الذي يزيد كل يوم،في مجلس النواب وفي قصر الحكومة وفي قصر قرطاج
حين دعوت الى حل مجلس النواب، كان صوتي نشازا، ولكني اعلنت موقفي وتحملت الاذى بسببه، لان المجلس بات عاجزا عن اداء دوره،
لماذا لا يسال سادة القصور انفسهم، ماذا قدموا للتونسيين ولتونس؟
في تاريخنا ، حدثت الفتنة الكبرى بعد ان عمد جيش معاوية بن ابي سفيان الى رفع المصاحف على اسنّة الرماح في مواجهة جيش علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
واليوم يرفع الدستور على منصات التراشق الاعلامي ليكون سببا في تقسيم التونسيين وتنافرهم وهو الذي كتب ليكون مؤسسا للجمهورية الثانية
لم افقد الامل في عودة الوعي لساستنا حتى لا تضيع الجمهورية التي دفع اباؤنا واجدادنا دماءهم من اجلها