سبور

توماس باخ لولاية ثانية على رأس “الأوركسترا الأولمبية”

يبدأ الألماني توماس باخ الأربعاء (10 مارس 2021) ولاية ثانية على رأس اللجنة الأولمبية الدولية.

وفيما احتاج المحامي البافاري، البالغ من العمر 67 عاماً، إلى جولتين من التصويت عام 2013 أمام خمسة منافسين، ليصبح الرئيس التاسع للجنة الأولمبية، خلفاً للبلجيكي جاك روغ، إلا أنه قضى منذ ذلك الحين على أي منافسة وتقدّم بمفرده إلى ولاية ثانية، ضامناً استمراره على رأس الهيئة الأولمبية حتى عام 2025.

وكان باخ أعلن فور انتخابه عام 2013 أن “اللجنة الأولمبية الدولية أوركسترا كونية كبيرة وأنا قائدها”، داعياً الجميع إلى “العزف معاً في انسجام من أجل المستقبل المشرق للحركة الأولمبية”.

ويمكن للألماني أن يكون فخوراً بإنجازاته منذ انتخابه، فقد تمكن من مضاعفة إيرادات الرعاية الدولية، وقاد عملية إصلاح لآلية منح حق استضافة الألعاب الأولمبية.

لكن فيروس كورونا المستجد دفع به إلى الأضواء بشكل غير عادي، وحوّله إلى مدير أزمة، حيث أُجبر على تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة عام، والآن بات مطالباً بإقناع العالم بإمكانية إقامتها في الفترة بين 23¨.جويلية  و8 اوت ، على الرغم من الأزمة الصحية.

رياضي ثم سياسي في عالم الرياضة

ويعتبر توماس باخ أول بطل أولمبي يتولى رئاسة اللجنة، فقد فاز بذهبية للفرق للمبارزة في دورة مونتريال عام 1976، وقد تمكن من نسج علاقات راسخة وواسعة النطاق ضمن المؤسسة الأولمبية الدولية وأجهزتها، التي دخل أروقتها عام 1981 وأصبح عضواً دولياً في سن الـ36، وذلك بالتزامن مع دخول سلفه روغ هذه العائلة.

ومنذ أن أرسى حضوره الأولمبي في عهد الإسباني خوان أنطونيو سامارانش، توقع الكثيرون له “مستقبلاً رئاسياً”، فيما قال سلفه روغ إنه سيكون “رئيساً كبيراً”.

زاول باخ، ابن بائع للأقمشة، في شبابه كرة القدم والتنس، ثم تحول إلى المبارزة. وانضم في سن العشرين إلى صفوف منتخب بلاده للمبارزة. أحرز بطولة العالم للناشئين عام 1973، ثم سجّل تفوقه في مونتريال 1976 وفي بطولة العالم للكبار عام 1977.

ولم يمنعه استعداده لدورة موسكو الأولمبية عام 1980 من متابعة دراسته الحقوق.

فاز توماس باخ عام 1976 بذهبية الفرق في المبارزة الأولمبية في أولمبياد مونتريال فاز توماس باخ عام 1976 بذهبية الفرق في المبارزة الأولمبية في أولمبياد مونتريال

صوت من أجل فصل الرياضة عن السياسة

يصف باخ نفسه بأنه “مجنون بالرياضة”، ومدافع عن حقوق الرياضيين، وأكد التزامه مبكراً بالوقوف في وجه الهيئات الرياضية، وتحديداً منذ مقاطعة ألعاب موسكو عام 1980 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، عندما أطلق تصريحات رافضة لهذه الخطوة ومنادية بفصل الرياضة عن السياسة.

وقبيل نهاية ولايته الأولى، قال باخ: “كنت المتحدث باسم الرياضيين في ألمانيا الغربية. لقد كافحت بشدة حتى نتمكن من المشاركة في (أولمبياد) موسكو”. لكن “تحت الضغط الهائل من الحكومة”، استسلمت اللجنة الأولمبية الالمانية الغربية، وحرمته المقاطعة بالتالي من الدفاع عن لقبه الأولمبي، فكانت “نقطة تحول” دفعته إلى اتخاذ قرار “الدخول في سياسة المؤسسات الرياضية”.

تعاون مثير للجدل مع مع مدير “أديداس”

لفت نشاطه نظر سامارانش، المنتخب حديثاً رئيساً للجنة الدولية، فضم باخ إلى لجنة الرياضيين الأولمبيين. وبين عامي 1984 و1987، تعاون مع رئيس شركة “أديداس”، هورست داسلر، ثم أسّس مع زميلين له مكتباً لمحاماة الأعمال.

في سن السابعة والثلاثين، أي عام 1991، خلف باخ رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية، فيلي داومي، داخل اللجنة الأولمبية الدولية، ثم انضم إلى المجلس التنفيذي في عام 1996، فأضحى أحد العناصر المؤثرة فيها، فضلاً عن توليه رئاسة اللجنة القانونية.

راكم المسؤوليات حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس في عام 2000. كما ترأس عام 2006 اللجنة الأولمبية الألمانية، وساهم في إطلاق تحقيق حول تقرير عن تعاطي رياضيين ألمان غربيين منشطات في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.

ومن موقعه كرئيس للجنة الأولمبية الألمانية، حضّ توماس باخ على نشر تقرير جامعة هومبولدت فوراً، بعد ان سرّبت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” مضمونه، علماً أن بعضهم خشي أن يؤثر ما كشف على آمال باخ في الرئاسة الدولية.

الانتخابات في اللجنة الألومبية الدولية

مؤهلات كثيرة .. وإدارة سلطوية

وتعكس مسيرة باخ بطرق عدة مسيرة الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري، جوزف بلاتر. إذ أن رئيس “أديداس” أسهم كثيراً في وصول الأخير إلى رئاسة الـ”فيفا”، واختار باخ، عضو اللجنة المنظمة المحلية لمونديال كرة القدم في ألمانيا عام 2006، ليكون محامياً لشركته، قبل أن يصبح شخصية بارزة في محكمة التحكيم الرياضية.

إدراكاً منه لجميع القضايا الرئيسية وإتقانه خمس لغات، فرض نفسه مرشحاً لرئاسة الهيئة رغم الانتقادات التي واجهها بخصوص التوفيق بين أنشطته التجارية العديدة ووظائفه داخل اللجنة الأولمبية الدولية، وبسبب إدارته التي تعتبر سلطوية.

حامت حوله الشبهات في الصحافة الألمانية بخصوص عقده الاستشاري مع شركة “سيمنز”، مُورِّد أولمبياد بكين عام 2008. لكن لجنة الأخلاقيات التابعة للجنة الأولمبية الدولية أعفته من أي تضارب في المصالح.

في صيف 2013، دعم الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح، الذي كان يعتبر “صانع الملوك” في الحركة الأولمبية ولكنه لوحق باتهامات فساد منذ ذلك العام، ترشيح باخ، وهو ما أثار الدهشة في الأوساط الرياضية العالمية.

على الجانب السياسي، ينتمي باخ إلى الحزب الليبرالي الألماني، ترأس أيضاً الغرفة التجارية العربية الألمانية. اعتبره منافسه في انتخابات 2013، السويسري دينيس أوسفالد، بأنه “ليس لديه نفس القيم”، واتهمه باستخدام “منصبه لشيء آخر غير الدفاع عن الرياضة”، قبل أن يعتذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.