لطفي المرايحي:طفح الكيل

أعيدها وأكررها وليس لي فضل في ذلك ان تونس الديمقراطية والتعددية لا يمكن ارساؤها على الإقصاء وهي تتسع لكل ابنائها على اختلاف مشاربهم الفكرية شريطة احترامهم للدستور ومقومات الجمهورية. ويحز في نفسي بل يستفزني ان ارى اينما وليت وجهي معاول الهدم للوحدة الوطنية والتجييش. فالإعلام أصبح منابر مفتوحة للمعلقين الذين لبسوا قباعة حزب بعينه يدافعون عنه بشراسة المناضل واستماتته ويكيلون لخصومه التهم والنعوت دون حجة ولا برهان. اما المنابر الإعلامية فانها اصبحت مرتعا لمن يوصفون بالمثقفين ليعبروا عن تشيعهم لذات الحزب وكأن رأيهم السياسي يكتسي علوية على راي اي مواطن عادي فقط لانهم يدرسون في الجامعات وغالبهم بل جلهم من كانوا ابواق دعاية ومساندة لنداء تونس وتبين سوء تقديرهم وقصر نظرتهم. وهاهي القناة الوطنية التلفزية تفتح مجالًا شاسعا لاحدهم في نشرتها الإخبارية الرئيسية ليفصح على تشيعه لذات الحزب. حضوة لا ينالها فاعل سياسي او ممثل لتيار مجتمعي. انها الماكينة في أجلى مظاهرها ثم يقولون بعد ذلك فليتنافس المتنافسون. تضليل وتسطيح لهدف له سوى توجيه الرأي العام. بأس ما يدبرون وما يكيدون وهم يتآمرون على هذا الوطن الجريح وهم لا يشعرون.