في أول تعليق له على التطورات الجارية، أعلن ولي عهد الأردن السابق، الأمير حمزة بن الحسين، السبت 3 افريل 2021، أنه قيد الإقامة الجبرية، وأنه تم اعتقال حرسه الخاص، نافياً بذلك صحة التصريحات التي قالها الجيش الأردني قبل ساعات، بأنه لم يتم اعتقال الأمير حمزة، وهو الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني.
حيث قال حمزة، في فيديو باللغة الإنجليزية، بثته شبكة “بي بي سي” البريطانية: “تلقيت زيارة من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية (قائد الجيش يوسف حنيطي) صباح اليوم (السبت). وقد أبلغني خلالها أنه لا يسمح لي بالخروج والتواصل مع الناس أو لقائهم، لأنه في الاجتماعات التي كنت حاضراً فيها، أو على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالزيارات التي قمت بها، كانت هناك انتقادات للحكومة أو الملك”.
“انهيار الحكم والفساد“
فيما أضاف: “لست الشخص المسؤول عن انهيار الحكم والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكلنا الحاكم منذ 15 إلى 20 عاماً، وتزداد سوءاً، ولست مسؤولاً عن قلة إيمان الناس بمؤسساتهم”، مشيراً إلى أن جميع موظفيه “اعتقلوا”، فيما وُضع هو وعائلته قيد الإقامة الجبرية في قصر السلام خارج عمان، وتم تقييد اتصالاته.
كما استدرك الأمير الأردني قائلاً: “بلد يسوده الخوف حيث يتعرض أي شخص ينتقد الحكومة للاعتقال من قبل الشرطة السرية”، معبّراً عن استغرابه من أن يؤدي انتقاده البسيط للسياسات في البلاد إلى تعرضه للاحتجاز، لافتاً إلى أن تصريحاته المصورة هي الأخيرة بالنسبة له، حيث إنه علم أنهم سيقطعون الإنترنت عنه.
“وقف التحركات التي تستهدف استقرار الأردن”
في وقت سابق من يوم السبت، قال الجيش الأردني إنه لم يتم اعتقال الأمير حمزة، لكنه أكد أنه طُلب من الأخير التوقف عما وصفه بتحركات ونشاطات توظَّف لاستهداف أمن واستقرار الأردن.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء ركن يوسف الحنيطي، في أعقاب التطورات الأخيرة التي يشهدها الأردن.
الحنيطي أشار إلى أن الطلب الذي قُدم للأمير حمزة، جاء “في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتُقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون”، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة، وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح.
“لا أحد فوق القانون”
كما أكد رئيس هيئة الأركان أن “كل الإجراءات التي اتُّخذت تمت في إطار القانون، وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها”، مشدّداً على أنه “لا أحد فوق القانون، وأن أمن الأردن واستقراره يتقدمان على أي اعتبار”.
في السياق ذاته، أوضحت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن وزيراً سابقاً، وعضواً بالعائلة الملكية، وآخرين احتُجزوا في إطار تحقيقات الأجهزة الأمنية.
يشار إلى أن الأمير حمزة شغل منصب ولي عهد الأردن بين عامي 1999 و2004، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الحسين بن عبد الله، الابن الأكبر للملك الحالي.
أما باسم عوض الله، فهو سياسي واقتصادي تولى رئاسة الديوان الملكي الأردني بين نوفمبر/ 2007، وأكتوبر 2008. كما سبق أن تم تعيينه ممثلاً شخصياً للملك ومبعوثاً خاص له لدى السعودية.
“أسباب أمنية”
كانت وكالة الأنباء الرسمية “بترا” نقلت في وقت سابق، على لسان مصدر أمني لم تسمه، أن اعتقال عوض الله وبن زيد، وآخرين، تم “بعد متابعة أمنية حثيثة”، وجاء على خلفية “أسباب أمنية” لم يحددها.
فيما نشرت حسابات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لانتشار أمني كثيف في منطقة بالعاصمة عمان، قرب القصور الملكية.
يأتي بيان قائد الجيش الأردني تعقيباً على أنباء نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية حول فرض قيود على الأمير حمزة، نقلاً عما وصفته بـ”مسؤول استخباراتي كبير في الشرق الأوسط مطلع على الأحداث”.
“مؤامرة مزعومة للإطاحة بالملك عبدالله”
إذ قال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه تم “وضع الأمير حمزة تحت قيود في قصره بعمّان، وسط تحقيق مستمر في مؤامرة مزعومة للإطاحة بأخيه غير الشقيق الملك عبدالله الثاني”.
كما أفادت الصحيفة بأن “هذه الخطوة جاءت في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بأنه مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة الأردنية، وكذلك زعماء قبائل، وأعضاء في المؤسسة الأمنية في البلاد”.
فيما أضاف مسؤول المخابرات ذاته، أنه “من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية”، مشيراً إلى أن الحساسيات الأمنية المحيطة بعملية إنفاذ القانون جارية.
بينما لم يصدر أي تعليق أردني رسمي حتى الساعة الـ(20:05 ت.غ) حول توصيف الصحيفة الأمريكية ما يحدث في المملكة بأنه “محاولة انقلابية”.
أعلنت السعودية، السبت 3افريل 2021، وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها، لكل قرارات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الأردن عن اعتقال مسؤولين، من بينهم أحد أعضاء العائلة المالكة ورئيس الديوان الملكي الأسبق، إلى جانب التعليمات التي وُجهت إلى ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة، بالكف عن نشاطات تهدد استقرار المملكة.
وقوف تام مع الأردن
قال البيان السعودي، إنه جاء انطلاقاً مما يربط السعودية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من روابط وثيقة راسخة، قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك وأن أمنهما كُلٌّ لا يتجزأ”، بحسب ما نشرته وكالة “واس”.
كما شدد البيان على أن السعودية تؤكد وقوفها التام إلى جانب الأردن ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما.
أتى ذلك، بعدما أعلن رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، السبت، اعتقال الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الأردنية.
كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن العاهل الأردني الملك عبدالله “شريك رئيسي” للولايات المتحدة وله “كامل دعمنا”، وذلك وسط تقارير تفيد بأن الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك، قد جرى استجوابه على الأرجح، فيما يتعلق بمؤامرة مزعومة لزعزعة استقرار البلاد.
فيما نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن عاهل البلاد، قوله: “إنه يؤيد الإجراءات التي اتخذها ملك الأردن لحفظ الأمن والاستقرار”.
كما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية: “إن مصر تعبر عن دعمها لعاهل الأردن في حفظ الأمن والاستقرار”
مؤامرة “معقدة” للإطاحة بملك الأردن
جاءت الاعتقالات، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بأنه “مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة وكذلك زعماء القبائل وأعضاء المؤسسة الأمنية في البلاد”.
كما قال مسؤول بالمخابرات، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية، مشيراً إلى الحساسيات الأمنية المحيطة بعملية إنفاذ القانون الجارية. وأكد مستشار أردني للقصر أن الاعتقالات تمت على خلفية “تهديد استقرار البلاد”.
فقد شغل الأمير حمزة منصب ولي عهد الأردن لمدة أربع سنوات، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الابن الأكبر للعاهل الحالي، حسين.
فيما قال مسؤول المخابرات، إن ضباط الجيش في المملكة أبلغوا الأمير حمزة باحتجازه، ووصلوا إلى منزله برفقة حراس، في توقيت الاعتقالات الأخرى نفسه.
المتآمرون لديهم “علاقات خارجية”
فيما لم يتضح مدى قرب المتآمرين المزعومين من تنفيذ الخطة، أو ما الذي خططوا لفعله بالضبط. ووصف مسؤول المخابرات الخطة بأنها “منظمة تنظيماً جيداً”، وقال إن المتآمرين- على ما يبدو- لديهم “علاقات خارجية”، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.
بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر أمني، قوله: “إنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنَين الأردنيَّين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة”، وأضاف المصدر أنّ التحقيق في الموضوع جارٍ.
إذ يعتبر الشريف حسن بن زيد من أفراد العائلة الملكية، بينما كان باسم إبراهيم عوض الله قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، إضافة إلى منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية قبل إقالته عام 2018.
كما يعتبر باسم عوض الله، الأكثر جدلاً في الأردن؛ لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.
علاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما ظهر جلياً إبان مرحلة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفقاً لمصادر أردنية رسمية رفضت الإفصاح عن هويتها.