الرئيسيةتونس اليوم

وفاة البشير بن يحمد: اصغر وزراء بورقيبة ومؤسس JEUNE AFRIQUE

فجعت الصحافة العالمية، وهي تحتفل اليوم بعيدها السنوي لحرية الاعلام، بوفاة أحد عمدائها البارزين، الأستاذ بشير بن يحمد، وزير بورقيبة في أول حكومة للاستقلال ومؤسّس مجلة جون أفريك الشهيرة.

. وقد توفي اليوم في الثالثة والتسعين من عمره  نتيجة إصابته بفيروس كوفيد 19 .وبوفاته تفقد تونس مناضلا ساهم في معركة التحرير الوطني ضمن النخب التونسية وخاصة في اطار الاتحاد العام لطلبة تونس الذي كان من بين مؤسسيه في باريس عام 1953 وكان طالبا في معهد الدراسات التجارية العليا. كان المرحوم البشير بن يحمد ابن جربة عضوا في أول حكومة لبورقيبة الذي عينه كاتب دولة للأخبار وكان يشتغل في المجال الصحفي . واستقال من الحكومة لعدم اتفاقه مع سياسة بورقيبة ولكن الرجلين ظلا على علاقة ود مشوبة بالحذر و أعلم البشير بن يحمد الزعيم بورقيبة برغبته في إطلاق مجلة تعنى بشؤون القارة الإفريقية وحاول بورقيبة إثناءه عن عزمه فلم يكن متحمسا للفكرة، وطلب منه البقاء إلى جانبه في منظومة الحكم . وفي النهاية لم يرفض بورقيبة. وترك للبشير بن يحمد العمل بنصيحته أو تركها .
أسس البشير بن يحمد شركة بالشراكة مع المحامي التونسي ذي التوجه الشيوعي عثمان بن عليّة برأس مال بلغ 1000 دينار وصدر العدد الأول من المجلة في 17 أكتوبر 1960 تحت عنوان Afrique action وكان المرحوم محمد بن اسماعيل رئيسا للتحرير. وكانت افريقيا شهدت في فترة صدور العدد الأول من المجلة استقلال عدد كبير من بلدانها. وضمت المجلة مجموعة من الصحفيين القارين والمتعاونين ومنهم درة بن عياد وجان دانيال وخوزي فانون زوجة فرانز فانون والتي انتحرت سنة 1989 في الجزائر ودفنت هناك . وكان مقر المجلة يوجد في شارع الحرية قريبا من مبنى الإذاعة والتلفزة .
لم يكن البشير بن يحمد يخفي خلافاته أو عدم اتفاقه مع سياسات بورقيبة بعد الإستقلال وكتب في عدد أكتوبر من السنة الموالية افتتاحية انتقد فيها توجهات بورقيبة في حرب بنزرت فغضب الرئيس وعاتب البشير بن يحمد وفسّر له له أسباب تلك المواقف وقال له “ليس بورقيبة الذي يصح فيه ما كتبته”. ورغم ذلك لم يأمر بورقيبة بإيقاف المجلة ولكنه أرسل إلى البشير بن يحمد بعد أيام قليلة والي تونس ليعلمه بضرورة تغيير اسم المجلة لأن كلمة l’action هي ملكية لبورقيبة الذي أسس جريدة بتلك التسمية ناطقة باسم الحزب الدستوري الجديد .فولدت Jeune Afrique وصدر العدد الأول منها في 21 نوفمبر 1961. ونقل البشير بن يحمد مقر المجلة إلى روما قبل أن يستقر بها نهائيا في باريس وكان في الأثناء قد اقتنى حصص شريكه المحامي حتى أصبحت مؤسسة Jeune Afrique من أقوى المؤسسات الصحفية في العالم واشتهر فيها البشير بن يحمد بافتتاحياته تحت عنوان ce que je crois وكان معروفا بإمضائه BBY وقد جمع البشير بن يحمد افتتاحياته في اصدارات من أربعة أجزاء. وترك البشير بن يحمد شأن تسيير شركة جون آفريك ومجلتها لها سنة 2007 إلى زوجته وأبنائه وقد عرفت المجلة طيلة حياتها أقلاما لامعة من مختلف المجالات. رحم الله البشير بن يحمد وأسكنه الجنة.
المصدر: الزميل الصحفي خالد نجاح 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.