قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 3 ماي 2021 إن ما يقارب ألفي مهاجر أبحروا الى أوروبا قادمين من ليبيا في الأيام الأخيرة، فيما ترجح الأمم المتحدة أنَّ عددهم قد يزيد، مع فرار الكثيرين من العمليات المسلحة في دول مثل مالي.
إذ أنقذت قوات خفر السواحل والبحرية الإيطالية وسفن خيرية المئات من المهاجرين العالقين على قوارب مكدسة بهم على مدار اليومين الماضيين، ويوم السبت 1 ماي 2021 أُخِذ ما يقرب من 700 منهم إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة.
لاجئون قادمون من شمال إفريقيا
من جانبها قالت كارلوتا سامي، متحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنَّ “نحو 2000 شخص أبحروا في الأيام الأخيرة من شمال إفريقيا، وبسبب الأنشطة الإرهابية في مالي ونيجيريا وتشاد وبوركينا فاسو، يمكننا توقع المزيد من تلك الرحلات”.
حيث تهدد عمليات الإبحار هذه بإحياء الجدل حول الهجرة الذي زاد من زعزعة الاستقرار السياسي في إيطاليا. ووصف ماتيو سالفيني، رئيس حزب الرابطة المعادي للهجرة، قوارب الإنقاذ الخيرية بالمغناطيس الذي يجذب المزيد من رحلات الهجرة.
في المقابل عرقل سالفيني، العضو في الحكومة الائتلافية الإيطالية برئاسة ماريو دراغي، رسو سفن خيرية في موانئ إيطاليا حين كان وزيراً للداخلية من 2018 وحتى 2019. ومنذ ذلك الوقت، سُمِح للسفن بالرسو، لكن المنظمات الخيرية تقول إنَّ روما تلجأ لعمليات تفتيش محمومة للحجز على السفن.
قال سالفاتور مارتيلو، عمدة جزيرة لامبيدوسا، إنَّ نحو 240 من أصل 700 مهاجر اصطُحِبوا إلى ميناء الجزيرة، ونُقِلوا فور وصولهم إلى عبّارة تُستخدَم للحجر الصحي.
غرق لاجئين في البحر
انطلق المهاجرون في هذه الرحلات، على الرغم من التقارير التي تفيد بأنَّ 130 شخصاً غرقوا عندما غاص زورقهم قبالة سواحل ليبيا الشهر الماضي، ليضافوا إلى ما يُقدَّر بنحو 350 مهاجراً ماتوا خلال الرحلة هذا العام.
عندما وصلت سفينة الإنقاذ الخيرية Ocean Viking إلى موقع الغرق لم تجد إلا جثث طافية على الماء؛ مما قادهم للاعتقاد بأنَّ إيطاليا ومالطا تجاهلتا نداءات الاستغاثة من المهاجرين.
في المقابل أفادت منظمة الهجرة الدولية بأنَّ جثث 11 مهاجراً جُرِفَت إلى الشاطئ في ليبيا بعد انقلاب قارب كانوا على متنه. وانتشل خفر السواحل الليبي 12 ناجياً من عرض البحر.
بعد تلقي نداءات استغاثة، استطاعت سفينة Ocean Viking إنقاذ 236 مهاجراً، منهم أكثر من 100 طفل غير مصحوبين بذويهم، من سفينتين. وقد مُنِحَت الإذن للرسو في مدينة أوغوستا بصقلية يوم السبت 1 ماي 2021 . إضافة إلى ذلك، أنقذت سفينة تابعة للبحرية الإيطالية 49 مهاجراً واصطحبتهم إلى بوزالو في صقلية.
مؤسسة خيرية
أشار أحد المسؤولين في مؤسسة خيرية إلى أنَّ إيطاليا أُجبِرَت على التحرك بسبب الجدل حول الوفيات السابقة بين المهاجرين. وقال: “هذه أول عملية إنقاذ للبحرية الإيطالية منذ 20 شهراً”.
كانت سفينة خيرية ثانية، باسم Sea Watch 4، تنتظر الأحد، 2 ماي الإذن لإنزال 455 مهاجراً في ميناء إيطالي انتشلتهم من عرض البحر خلال 6 عمليات إنقاذ.
قال Alarm Phone، وهو خط ساخن خيري يتلقى مكالمات من المهاجرين العالقين في البحر، إنَّ سفينة أخرى على متنها 95 شخصاً تواجه مشكلة قبالة الساحل الليبي. وغرَّد Alarm Phone قائلاً: “تمكنا من التحدث إلى الأشخاص المعرضين للخطر؛ إنهم مرهقون ويخشون الموت”.
في المقابل وصل نحو 9000 مهاجر إلى إيطاليا قبل نهاية الأسبوع المنصرم، مقارنةً بـ3451 شخصاً بحلول هذا الوقت من عام 2020.