أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد 30 ماي 2021، أنه بحث مع نظيره الصيني “شي جين بينغ” ملف حقوق الإنسان، وذلك في أول محادثة هاتفية منذ تسلمه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
حيث قال بايدن، خلال كلمة ألقاها في ولاية “ديلافير” بمناسبة يوم الذكرى، الذي تحتفل به الولايات المتحدة: “أجريت محادثة هاتفية طويلة، استغرقت ساعتين، مع الرئيس شي”.
كما أضاف الرئيس الأمريكي: “أوضحت له أنه لا يمكننا ألا ندعو لحماية حقوق الإنسان في أنحاء العالم”، مستطرداً: “نحن في معركة بين الأنظمة الديمقراطية والتسلطية، كلما ازداد العالم تعقيداً، ازدادت صعوبة توحد الدول الديمقراطية للتوصل إلى توافق”.
في حين ذكر بايدن أن الرئيس الصيني يعتقد أن بلاده ستتمكن من “امتلاك” الولايات المتحدة بحلول عام 2035.
في المقابل، ذكر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده تسعى إلى حوار مع الولايات المتحدة لخدمة مصالح البشرية جمعاء، ولا تريد تحدي الطرف الأمريكي، منوهاً إلى أن سبب التوتر بين الجانبين يعود لإجراءات إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
حرب تجارية
يشار إلى أنه منذ جوان 2018، بدأت حرب تجارية بين أكبر اقتصادين عالميين، وشهدت تذبذبات بين تفاؤل بإنهاء النزاع وتصاعد حدة التوترات، ما خلف آثاراً سلبية على مؤشرات النمو للاقتصاد العالمي.
فيما اتهمت الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، الصين باحتجاز المسلمين بمراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وإجبارهم على العمل بالسخرة.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ”معسكرات اعتقال”، هي “مراكز تدريب مهني” وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.
جدير بالذكر أن الصين تسيطر على إقليم تركستان الشرقية منذ 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
في هذا الصدد، تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
العلاقات الأمريكية- الصينية
كان بايدن منذ توليه منصب الرئاسة في شهر جانفي الجاري، شدّد على أهمية عودة الولايات المتحدة للعمل مع المنظمة الدولية التي تضم 193 دولة من أجل تحدي الصين.
فيما تتركز تحركات السياسة الخارجية لبايدن إلى حد بعيد حتى الآن على الصين وروسيا وإيران، لكنه مضطر حالياً إلى التركيز على الصراع في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تشهد توتراً مستمراً وتصاعداً في الأشهر الماضية على خلفية قضايا عديدة على رأسها جائحة فيروس كورونا، وموضوع هونغ كونغ، والخلافات التجارية، وقضية حقول الطاقة في بحر الصين الجنوبي، ومسألة حقوق الإنسان في الأراضي الصينية.