أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 1جوان 2021، وجود إمكانيات تعاون كبيرة بين بلاده ومصر في منطقة واسعة؛ بدءاً من شرقي المتوسط وحتى ليبيا، لافتاً إلى أن تركيا تأمل في زيادة تعاونها مع مصر ودول الخليج إلى أقصى حد “على أساس نهج يحقق الفائدة للجميع”.
جاء ذلك في تصريحات له خلال لقاء مع عدد من الصحفيين على شاشة التلفزيون الرسمي التركي.
أردوغان أضاف بخصوص العلاقات مع القاهرة: “أعرف الشعب المصري جيداً، وأكن له المحبة؛ فالجانب الثقافي لروابطنا قوي جداً، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد”.
بدء مرحلة جديدة
يشار إلى أنه في 14 افريل الماضي، أعلن وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا ومصر.
وقد عُقد لقاء على مستوى نواب وزيري خارجية البلدين مطلع شهر ماي .
فيما تجسد التقارب التركي-المصري بشكل عملي في واحد من أبرز ملفات الخلاف بين القاهرة وأنقرة، وهو الملف الليبي والصراع هناك، حيث كانت تركيا تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، بينما كانت مصر تدعم خليفة حفتر زعيم ميليشيات شرق ليبيا، والآن أصبح واضحاً أن مصر وتركيا تدعمان المسار السياسي الحالي هناك.
إذ تكررت زيارات رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة للقاهرة وأنقرة، في ظل دعم واضح من البلدين للمسار السياسي هناك، وهو ما كان بعيداً عن التصور قبل أشهر قليلة، لكن هذا ليس المؤشر الوحيد على التقارب بين مصر وتركيا.
جدير بالذكر أنه خلال شهر ديسمبر 2020، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده ومصر “تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية”.
وانطلاقاً من الموقف التركي الرافض للانقلابات باعتبارها خياراً غير ديمقراطي، عارضت أنقرة الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي، إلا أن خلافات استجدت بينهما خلال الفترة الأخيرة بسبب الحدود والموارد البحرية، فضلاً عن خلافات في ليبيا، حيث يدعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الصراع الدائر هناك.
توتر العلاقات التركية الأمريكية
في سياق آخر على صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة، أشار أردوغان إلى أنه يعتزم بحث توتر العلاقات التركية الأمريكية مع نظيره الأمريكي جو بايدن، خلال لقائهما المرتقب على هامش قمة “الناتو” ببروكسل، منتصف جوان الجاري.
أما بخصوص أحداث 1915، فقال أردوغان مخاطباً بادين: “هل انتهيت من كل أعمالك وتسعى الآن لتصبح محامياً عن الأرمن؟، هل كان أسلافك في الإدارة الأمريكية أقل دراية منك بهذا الأمر؟، لم يستخدم أحدهم تلك الكلمة (إبادة)”، متسائلاً: “إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا، فهل ستقف معنا أم مع الإرهابيين؟، للأسف، إنهم بجانب الإرهابيين”.
فيما تطرق إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبر فيها أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يعاني من “موت دماغي”، وأضاف: “إن كان رئيس دولة عضو في الناتو يقول إن الحلف في حالة موت دماغي، فينبغي على الناتو مساءلته على خلفية ذلك”، مستطرداً: “نعلم مع مَن يتعامل ماكرون في ليبيا وسوريا”.