اعتبر مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين يوم الجمعة (18 جوان 2020) أن مسار الإصابات بكوفيد-19 في أفريقيا “مقلق جداً جداً”، مع انتشار نسخ متحوّرة معدية أكثر ومعدّل تطعيم منخفض بشكل خطير.
وبحسب المعطيات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية، سُجّلت في أفريقيا 116,500 إصابة جديدة في الأسبوع المنتهي بـ13 جوان، أي أكثر بـ25500 إصابة من العدد المسجّل الأسبوع السابق.
وأشار راين إلى أنه بالنظر إلى الوضع الإجمالي في أفريقيا، لا تبدو القارة السمراء في حال سيئة للغاية، إذ إن عدد الإصابات فيها لم يمثل سوى أكثر من 5% بقليل من عدد الإصابات الجديدة المسجّلة على مستوى العالم الأسبوع الماضي، وكذلك فإن عدد الوفيات فيها لا يشكل سوى 2,2% من الوفيات على الصعيد العالمي.
لكن في بعض الدول تضاعف عدد الإصابات فيما سجّل ارتفاعاً بأكثر من 50% في دول أخرى. وسبق أن نبّه مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا الى أن الموجة الوبائية الثالثة “تتفاقم وتتسارع” في القارة مع انتشار النسخ المتحوّرة من الفيروس، مطالباً بزيادة الإمدادات باللقاحات المضادة لكوفيد.
وعلى غرار ماتشيديسو مويتي مديرة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، لفت راين إلى أن القارة أكثر عرضةً للخطر لأنها تلقت عدداً قليلاً جداً من اللقاحات المضادة لكوفيد، فيما حصلت أوروبا والولايات المتحدة على أعداد لقاحات تمكنهما من العودة إلى الحياة الطبيعية مع انخفاض مذهل لأعداد الإصابات والوفيات.
وقال راين: “الحقيقة القاسية أنه في منطقة (تشهد تفشي) نسخ متحوّرة معدية أكثر ولديها على الأرجح تأثير أكبر، تركنا أعداداً كبيرة من السكان والشعوب الضعيفة في أفريقيا محرومة من حماية اللقاحات، علماً بأن أنظمة الصحة هشّة أصلاً”، وأضاف: “إنها نتيجة توزيع ظالم للقاحات”.
تعبئة لقاحات كورونا في أفريقيا
في أفريقيا، لم يتمّ تطعيم سوى 1% من السكان بشكل كامل. وكانت أفريقيا حتى الآن، أقلّ تأثراً جراء الوباء من مناطق أخرى في العالم لكن ذلك لا يعني أنها ستبقى كذلك. وأكد راين أنه: “من المبكر جداً التفكير في أن الموجة المقبلة في أفريقيا ستكون مجرّد مطر قصير وليس عاصفة”، مضيفاً: “أعتقد أن علينا أخذ ما يحصل في أفريقيا بجدية كبيرة جداً”.
ومن جهته أعلن وزير التنمية الألماني، غيرد مولر، اليوم الجمعة أن السنغال ستكون أول دولة أفريقية قادرة على البدء في تعبئة لقاحات كورونا اعتباراً من افريل 2022. وقال الوزير في ختام جولته غربي أفريقيا، في العاصمة السنغالية دكار: “تحتاج أفريقيا إلى إنتاج لقاح خاص بها لمكافحة هذا التهديد”. وكان مولر وعد أمس معهد “باستور” في السنغال بمبلغ 20 مليون يورو لتعبئة وإنتاج لقاحات كورونا.
ويُعد معهد “باستور”، الذي يحظى بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم وينتج بالفعل اختبارات كورونا ولقاحات ضد الحمى الصفراء، أحد أهم المعامل في القارة. والسنغال هي المحطة الأخيرة في جولة مولر التي استغرقت خمسة أيام، والتي ركزت على مكافحة جائحة كورونا والعواقب الاقتصادية والاجتماعية للأزمة. وكان مولر قد زار من قبل توغو وجامبيا وسيراليون.