الرئيسيةسبور

الجنرال يكتب من دبي:اش عملنا فيه توا السيّد..!

 حسني الزغدودي الذي يلقب بين اصدقائه بالجنرال،  لم تغيره سنوات الاقامة الطويلة في الخليج ، قلبه هاهنا يخفق في تونس، يفرح لافراحها ويشقى لخيباتها، يحاور نجوم العالم في دبي الرياضية اما قلمه فينتفض  غضبا عند المظالم وما اكثرها في رياضتنا

الجنرال حسني الزغدودي خصنا باخر ما كتب عن انس جابر واسامة الملولي

 

عاشت الرّياضات الفردية في تونس حاصِدة للألقاب ورافعة لألوان البلاد. ففي نفس اليوم (2021.6.20)، شاءت الأقدار بأن فتاة تونسية “تَعْمِل الكيف” أصبحت أول لاعبة تنس عربية تتوج بلقب دولي للمحترفات (في إنجلترا), وبأن يتوج تونسي آخر بترشح أسطوري إلى “سادسة أولمبية” (ألعاب طوكيو)

(و بالدارجة التونسية) السيّد عام ساعتين و دقيقتين وخمسه وخمسين ثانية في حرب شرسة داخل المياه العميقة ليرفع التحدي بين 55 سباحاً عالمياً.. فيهم انجليز (منهم باردوي الفائز) و يونانيين ويابانيين و أستراليين و أفارقة.. (المغرب، مصر، جنوب افريقيا..).  سباق تأهيلي بين “عمالقة بحار” في محيط أطلسي بارد/شبه ثلجي (تحت 18 درجة حرارة المياه اثناء السباق) 

آش عملنا فيه توا ها الطفل.. ؟  باش يعوم في طوكيو!  كيفاش (في اية ظروف) باش تتحضر طوكيو هذه ! باش يهز درابو الخضراء في الإفتتاح.. ! ولا لازمو يتلها (للي ما يعرفش) في القضايا المنشورة ضدو في المحاكم التونسية بتهمة “نهب المال العام” والفيلم الهندي متاع فاتورات/عقود الجامعة التونسية العالمية للسباحة..! ا

 

السيّد أنهى تاسع أفضل توقيت وضمن العشرة المتأهلين إلى ماراثون 10كم- سباحة للأولمبياد المقبلة ليدخل “نادي الستة” أو قائمة القلائل الذين تفتخر بلدانهم بسادس مشاركة أولمبية متتالية لهم. 

إذن، في سن 37 عاما و نصف، فمة تونسي أثبت البارح في محافظة شطوبر البرتغالية أن العمر هو مجرد أرقام، وأنه من طينة الكبار بعدما إرتقى “أسطورة عالمية “، مع إعتذاري على إمكانية إنزعاج البعض في البلاد من الصفات/النجاحات/المقاما. لكن إلي يهِمني توا.. هو سؤال مركزي حارق:

 آش عملنا فيه توا ها الطفل.. ؟  باش يعوم في طوكيو!  كيفاش (في اية ظروف) باش تتحضر طوكيو هذه ! باش يهز درابو الخضراء في الإفتتاح.. ! ولا لازمو يتلها (للي ما يعرفش) في القضايا المنشورة ضدو في المحاكم التونسية بتهمة “نهب المال العام” والفيلم الهندي متاع فاتورات/عقود الجامعة التونسية العالمية للسباحة..! او لازم يستعد لحملات صنف امك في دارك ومن هاك اللاوي. بالحق اش عملنا فيه توا السيد..! و ماذا سنفعل في غناية ” قداش صرفنا على الملولي.. “

بطل لا يتكرر…

بطل صعب أن يتكرر، اذكر بلا نفاق بان الدولة تخلت عنه منذ 3/4 سنوات.. فواجه المرحلة الأولمبية 17-21 تقريبا لوحده, و بنفس الطريقة التي واجه بها مياه المحيط الاطلسي العاتية جنوب لشبونة. سنتان واكثر من بطالة قصرية (في امريكا) و طلب للاعانة وعزلة و غربة وتحضيرات فردية.. في سياق ” فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا “..  

عقلية.. 

السادسة في الاولمبياد.. من سيدناي إلى طوكيو و بينهم أثينا، بيجينغ، لندن, ريو دي جانيرو  ليصبح” الرياضي التونسي الاكثر تتويجاً في التاريخ الاولمبي” (ذهبيتان و برونزية)، والسباح الوحيد المتوج بالذهب في المسابح والمياه الحرة في الأولمبياد. 

وذهبيات عربية- قارية- متوسطية وفي بطولات العالم- فينا- لا تحصى ولا تعد من روما إلى دبي.. او برشلونة، انديانابوليس، دربان، سنغافورة، برلين، الجزائر، ألميريا، بسكارا، ميرسين.. ثم جاء تحدي سيتوبال في ظروف مختلفة وقاسية، ليؤكد بلا رجعة صلابة الرجل الذهنية, وامتلاكه لعقلية “المحترف” والتي مكنته من تجاوز..” التجاهل وحسد الفاشلين والواقفين على الربوة” في أروقة جامعة السباحة و وزارة الرياضة (يعرفوا رواحهم). “

“عقلية الأبطال” هي نفسها الي ميزت الرائعة جابر حين صعبت المباراة في نهاية المجموعة الأولى ضد كاستكينا في نهائي بيرمينغهام، أو حين توالت الهزائم (والنبارة..) على أعتاب المباريات النهائية لدورات الغراند سلام (ربع النهائي وما يليه) , اوبعد خسارة لقبين في الامتار الأخيرة..( موسكو+ تشارلستون..)

 عقلية الثبات و رفض الهزات توفرت لأنس (جابر) فكان يوم بيرمينغهام المشهود, وتوفرت لأسامه (الملولي) رغم الظروف..، فوصفوه في وطنه “منتهيا “، وتنكرو له ولإلتزام البلاد معه.. ومع أمثاله من “السفراء فوق العادة” ( وهو إلتزام أخلاقي وآخر تعاقدي) 

عقلية الفوز نحييها في أنس و أسامه، بعدما صقلتها تجارب السفر و أيام الهجرة الطويلة، ورسمت بوادرها بتعب وتضحيات السنين. وبالنسبة للملولي..يبدو ان هذه ” العقلية ” بدات منذ اللحظة الي “دزوه في الماء في بيسين المرسى وعمرو 3 سنين” ( Bébé nageur ) 

اتهموه بـ “مليارات في بطنه” (منح دراسة-رياضة نخبة للمتفوقين المغتربين خارج الديار) وهي للتذكير و للمرة الألف أموال اعاشة-معسكرات-سفر و رواتب مدربين نخبة واخصائيين,و كل ما تتطلبه السباحة المحترفة..(و لن اعيد التفسير). 

اتهموه بالمليارات باثر رجعي، و أطلقوا حملات تشويه انخرط فيها بعض الاعلاميين بعناوين/موضة حول المال العام (عناوين مسموعة و ” تبيع ” في عشرية الكلام و الغوغاء). 

بالإختصارالشديد ولّينا ” انعايرو في أبطالنا ” بالدعم إلي لقاوه من الدولة.. باش ولاو نجوم عالميين -أولمبيين كما هو حال الملولي لأكثر من عشريتين (2000- 2021), بينما الناس مبنكه في البيروات.. تحت المكيف تحسبلوا آش خذا من بن علي. .

من شطوبر/سيتوبال, اين ولد الاسطوري الاخر خوزي مورينهو (بداية الستينيات), و اين تالق أيضا صحيبنا النيجيري راشيدي يكيني (مع فيتوريا سيتوبال بداية ال90), من هناك تجددت اسطورة قرش البحر الأبيض المتوسط ولو سبح في الأطلسي..

أسطورة الملولي التي رفعت راية البلاد والعباد عالية في جميع اصقاع العالم..قبل سادسة خارقة للعادة في تاريخ الرياضة التونسية والحركة الاولمبية.

متحرر من كل رقابة, وبواجب حفظ الذاكرة كشاهد على العصر, وبتغطيات للكثيرمن الاحداث المذكورة سلفا (اربعة أولمبياد + بطولاته العربية-الافريقية-المتوسطية والعالمية) ولاقتناعي بان لاشيء اغلى من علم الخضراء..اقول لهم من جهتي وبوضوح تام وبلا نفاق : ” كل سنة و انتم بائسون حاقدون..”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.