حافظ الزواري يحذر التونسيين من وباء اخطر من الكورونا
وجه حافظ الزواري النائب عن كتلة الاصلاح الوطني والنائب الاول. لرئيس حزب البديل نداء الى التونسيين بنبذ التفرقة والتمسك بقيم التحابب والتضامن حفاظا على وحدة البلاد
وقال الزواري الذي لفت الانظار اليه بمساهمته في مساعدة الدولة على مواجهة الكورونا اذ تبزع ب500مليونا كما سبق له ان تبزع بعشرات السيارات لوزارة الداخلية قبل مزاولته اي نشاط حزبي فضلا عن تبرعه بعشرات العربات الخفيفة لمن يحتاجها من بلديات او لضمان مورد رزق من مختلف انحاء البلاد
قال الزواري ان الكورونا رغم كل الالام التي خلفتها الى زوال ولكن الخطر الحقيقي والوباء الذي يتهدد بلادنا هو هذا التنافر بين التونسيين بما يهدد البلاد في وجودها
وهذا نص تدوينة حافظ الزواري
كل عام وانتم وتونس بخير
نحتفل غدا الثلاثاء مع بقية المسلمين في كافة أنحاء المعمورة بعيد الإضحى المبارك وهي مناسبة جاءت لتكرس قيمة التضحية من اجل الاخر وتؤكد التحابب والتآزر بين المسلمين وبين كل البشر وخصوصا بين أيناء الوطن الواحد…
وبهذه المناسبة أتقدم لكم جميعا بأصدق عبارات التهاني متمنيا من العلي القدير أن يعيده عليكم وعلى ذويكم بموفور الصحة والعافية وأن يرفع علينا الوباء وأهواله وأن نكون في عيد السنة المقبلة اكثر ألفة كأبناء وطن واحد وفي وضعية أحسن بل على الطريق القويم على عكس هذه السنة. حيث نحتفل بالعيد في ظرف دقيق وصعب دفعني الى مشاركتكم ما اشعر به تجاه وطننا الحبيب وهو يمر باوضاع صعبة ، وخاصة ما خسرناه من ابناء هذا الوطن بسبب الجائحة، شباب في عمر الزهور واباء لنا وامهات خلف رحيلهم حزنا عميقا وجرحا غائرا
ورغم الالام و رغم إحتداد تبعات جائحة كورونا -“كوفيد 19” – في بلادنا ورغم الحاجة الماسة لتضافر كل الجهود بلا إستثناء لإنقاذ أرواح مواطنينا ، فأنا على يقين بأن العالم ، ومعه تونس، سيتجاوز هذه المحنة ، وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر…
ما يؤرقني أكثر من ذلك وما يدعوني لكسر جدار الصمت ، هو ظاهرة مرضية أخرى أشد فتكا من “كوفيد 19” تفتك بتونس على مدى السنوات الأخيرة، وبلغت أوجها في المدة الفائتة، وهي ظاهرة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، والتي تجاوز منسوبها حدود العقل لتصبح ضربا من الجنون قد يعصف بما تعجز جميع الأوبئة عن فعله .. . فللأسف الشديد، أصبحت التكنولوجيا الحديثة التي أبدعها الإنسان لضمان تطوره ، وسيلة لتفجير أحقاد سياسية واجتماعية، وآخرها الصور المركبة “بفوتوشوب” التي كان آخر ضحاياها رئيس الحكومة هشام المشيشي، عندما أظهرته في لباس رياضي صيفي، وكأنه غير مبال بمحنة التونسيين في مواجهة الجائحة، في حين انها في الحقيقة تصور مدرج وزارة الصحة. لكن وباء الكراهية السياسية صورها كذلك لمجرد إحراز نقاط سياسية بالزور والبهتان ..
قبل ذلك حصل الشيء نفسه مع عدة شخصيات عامة و سياسيين من مختلف التيارات،لا شيء سوى هتك الاعراض والتشويه لتسجيل نقاط سياسية في شباك مثقوبة، مع اختلاف الفاعلين ،،،،،، ، وهناك من الأمثلة المقززة ، الكثير في كل المستويات تقريبا ، بما يضعنا أمام حقيقة أن الكذب في التشهير بحياة الناس الخاصة أصبح رياضة شعبية مفضلة في تونس ، يتناوب على ممارستها الجميع الا من رحم ربك ، فلا يكاد ينجو منها أحد ، مع تبادل في الأدوار وفي المواقع ، فيصبح جلاد اليوم ضحية الغد ، وهكذا دواليك..
لا شك أن للأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة دورا في ذلك ، لكن الإنخراط الجماعي في الألعاب القذرة كفيل بالقضاء المبرم على وحدة المجتمع التي بذل الأجداد الغالي والنفيس من أجل تمتين ركائزها ، كما أن ذلك يصيب الثقة الجماعية التي يقوم عليها المجتمع بالإنحلال، لتحل محلها الأنانية المرضية ، فيفقد المجتمع بوصلته ويصبح الوطن غابة وحوش لا بقاء فيها إلا للأكثر توحشا …
أن عدم السعي لإيقاف هذه الظاهرة المبيدة ، يبعث الهلع في نفس كل وطني صادق يريد أن يكون له اسهام في الشأن العام ، فيخير الجلوس على الربوة صونا لكرامته ، ليبقى المجال فسيحا أمام أصحاب الشعبوية المدمرة، يرتعون فيه بالمزايدة على أحلام البؤساء ، فلا يقدمون لهم إلا ما يزيدهم غرقا في مستنقع الأوهام.. والحال تلك، أرى أن أولى الأولويات اليوم في تونس ، هو التصدي الجماعي ، كل من موقعه ، لحالة التفكك والانحدار الأخلاقي التي أن استمرت لا قدر الله ، ستفتك بما تبقى من الدولة ، ويظهر هنا دور النخب المثقفة لإعادة إحلال سلم القيم ، وإعلاء مفاهيم النبل والشهامة ، والتعالي على الصغائر ، في فترة من تاريخنا تبدو لي رغم حساسيتها ، فرصة مثالية للتضامن والأخوة والسلام…
فقد صدق الشاعر الكبير أحمد شوقى فى بيته الشهير:
«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا»،
وكذلك قوله المأثور أيضا :
“وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا” ..
ما اتمناه لوطني ولأبناء وطني هو الترفع عن هذا السقوط الأخلاقي والانخراط في هبة رجل واحد من جل انقاذ وطننا الغالي من الوضع المتردي الذي بات يتهددنا… لنجعل من هذه المحنة التي نمر بها فرصة للانقاذ والاصلاح واعادة البناء كل عام وأنتم بخير كل عام وتونس بألف خير.