في العالم

لبنان: ميقاتي يتعهد بتشكيل الحكومة في أقرب وقت

أنهى رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء (27 جويلية 2021)، الاستشارات النيابية، غير الملزمة، من أجل تشكيل حكومة جديدة في البلاد.

وقال ميقاتي: “كان هناك إجماع كامل على طلب الاستعجال لتشكيل الحكومة الجديدة كي نعيد دور الدولة في هذه الظروف الصعبة ويجب تأمين حاجات المواطن”.  وأضاف: “بعد الجلسة مع الكتل سأطلع الرئيس ميشال عون على الضرورة القصوى لتشكيل الحكومة، وسأتردد إلى القصر الجمهوري دائما لنصل إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن”.

وبعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف حكومة جراء الخلافات السياسية الحادة، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين ميقاتي (65 عاماً) تشكيل الحكومة، في مهمة وصفها الرئيس المكلف بـ “الصعبة”.

وأجمعت مواقف النواب خلال الاستشارات التي أجراها ميقاتي اليوم في المجلس النيابي، على ضرورة الإسراع، قدر الإمكان، في عملية تشكيل الحكومة لمعالجة كل القضايا الملحة، وبعضهم طالب بحكومة اختصاصيين. واضاف “كان هناك اجماع من قبل كل الكتل والنواب على ضرورة الاسراع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي ختام يوم الاستشارات، أكد ميقاتي أنه يرغب في تكثيف اجتماعاته مع رئيس الجمهورية “لكي نصل الى تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن”.

وعادة ما يتم طرح اسم ميقاتي، رجل الأعمال الثري الذي ترأس حكومتين في السابق، كمرشح توافقي للخروج من الجمود الناتج من الخلافات السياسية في البلاد. وبات اليوم الشخصية الثالثة التي يكلفها عون تشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من اوت  2020، والذي أدى الى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح.

ولم تنجح الضغوط الدولية على الطبقة السياسية، التي مارستها فرنسا خصوصاً، منذ الانفجار في تسريع ولادة حكومة يشترط المجتمع الدولي أن تضم اختصاصيين وتقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي للبنان.

ومنتصف الشهر الحالي، أعلن رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد تسعة أشهر على تكليفه، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون اتمامه المهمة. وقد أمضى الحريري وعون الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء وشكل الحكومة.

وقبل الحريري، اعتذر السفير مصطفى أديب الذي كلف تأليف الحكومة نهاية اوت  عن اتمام المهمة جراء الخلافات بين القوى السياسية.

ردود فعل مشجعة

ولا يبدي كُثر تفاؤلاً بتكليف ميقاتي خصوصاً أنه يعتبر جزءاً من الطبقة السياسية التي طالبت تظاهرات ضخمة في العام 2019 بإسقاطها، كما إن اسمه مرتبط بقضايا فساد.

وليس واضحاً حتى الآن ما اذا كانت ستتوافر لميقاتي تسهيلات سياسية. وكانت تقارير إعلامية محلية نقلت أن ميقاتي حدد مهلة شهر فقط لتأليف الحكومة، بعدما كان طلب أن يحظى بدعم دولي وداخلي، خصوصاً من حزب الله، حليف عون.

وأكّد النائب محمد رعد، باسم كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لـ “حزب الله” اللبناني بعد لقاء ميقاتي، ضرورة “التعاون الجدي للإسراع في تشكيل حكومة الضرورة لإنقاذ البلد وطمأنة اللبنانيين في عيشهم فلا تتركهم نهباً فريسة للمافيات” ، مضيفاً ” لم نطلب أي مطلب خاص لكتلتنا “.

وقال رئيس “التيار الوطني الحر”، النائب جبران باسيل، باسم كتلة “لبنان القوي”، بعد لقاء ميقاتي:” من الطبيعي أن نكون اليوم في موقع المساعد لأننا لا نمارس النكد السياسي ونحن مع حكومة بأسرع وقت، وواجبنا تقديم التسهيلات وكل الدعم”.

وأضاف باسيل: “أبدينا قرارنا الواضح بعدم مشاركتنا في الحكومة، وهذا يعني عدم تدخلنا في عملية التأليف وهذا قد يكون عنصرا مساعدا”.

كما وطالب النائب اغوب بقرادونيان، باسم كتلة “نواب الأرمن”، بعد لقاء ميقاتي” بأن تتابع الحكومة المقبلة التدقيق الجنائي وقضية انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى الإسراع في التشكيل.

أحزاب ترفض المشاركة

من جهته، قال النائب جورج عدوان، الذي تحدث باسم كتلة “الجمهورية القوية” التابعة للقوات اللبنانية، إن “موقف القوات واضح، وقد أبلغنا ميقاتي عدم مشاركتنا في الحكومة وهذا ليس موقفا متعلقا بشخص الرئيس المكلف”.

وتشهد البلاد، التي بات أكثر من سكانها تحت خط الفقر، منذ أسابيع أزمة وقود وشحاً في الدواء وتقنيناً شديداً في الكهرباء يصل الى 22 ساعة. وترفع القطاعات والمرافق العامة والخاصة تدريجياً أصواتها مطالبة بدعمها لتقوى على تقديم الخدمات.

وغالباً ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية. لكن الانهيار الاقتصادي، الذي فاقمه انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا، عوامل تجعل تشكيلها أمراً ملحاً.

ويقع على عاتق الحكومة المقبلة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.