شورى النهضة: انقلاب ولكن؟
شدّد مجلس شورى حركة النهضة بعد عقد دورته 52 التي خصّصها للتداول في الوضع العام بالبلاد عقب أحداث 25 جويلية، ”على ضرورة قيام الحركة بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها 11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد”.
كما أكّد ”على حرص حركة النهضة على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية من أجل تجاوز الأزمة المركبة وتحقيق السلم الاجتماعية وإنجاز الإصلاحات الضرورية”، مشدّدا على الانخراط المبدئي لحركة النهضة في محاربة الفساد وملاحقة المورّطين فيه مهما كانت مواقعهم وانتماءاتهم، في إطار القانون وبعيدا عن أيّ توظيف للملفات’
وعبّر مجلس شورى حركة النهضة في بيان يوم 4 أوت 2021 بعد عقد دورته 52 التي خصّصها للتداول في الوضع العام بالبلاد، وفي ما اعتبره ”إنقلاب على الدستور وشلّ لمؤسسات الدولة، خاصة بحلّ الحكومة وتعليق عمل البرلمان”، ”عن تفهّمه للغضب الشعبي المتنامي، خاصة في أوساط الشباب، بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة، وتحميل الطبقة السياسية برمتها كلا من موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء”.
كما عبّر ”عن الفراغ الحكومي المستمر منذ ما يزيد عن العشرة أيام، وعدم تكليف رئيس الجمهورية الشخصية المدعوة لتشكيل حكومة قادرة على معالجة أولويات الشعب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وضرورة التسريع بعرض الحكومة الجديدة على البرلمان لنيل ثقته، والانكباب في أقرب وقت على تقوية نسق مقاومة الجائحة وتعبئة الموارد المستعجلة لميزانية 2021 وإعداد مشروع ميزانية 2022”.
ودعا مجلش الشورى، في البيان ذاته، إلى ”ضرورة العودة السريعة إلى الوضع الدستوري الطبيعي ورفع التعليق الذي شمل اختصاصات البرلمان، حتى يستعيد أدواره ويحسّن أداءه ويرتب أولوياته بما تقتضيه المرحلة الجديدة، معبرا عن استعداد النهضة للتفاعل الإيجابي للمساعدة على تجاوز العراقيل وتأمين أفضل وضع لاستئناف المسار الديمقراطي”.
وأكّد ”على أنّ المسار الديمقراطي واحترام الحريات وحقوق الإنسان منجزات دفع من أجلها الشعب التونسي التضحيات والشهداء ولا يمكن التخلي عنها تحت أي ذريعة، معبرا عن انشغاله البالغ تجاه الإيقافات التي شملت مدوّنين ونواب شعب بعد 25 جويلية وتتبع القضاء العسكري لمدنيين في مخالفة للدستور،والخشية من استغلال الإجراءات الاستثنائية لتوظيف القضاء في تصفية حسابات سياسية” حسب نص البيان.
ودعا الى ”إطلاق حوار وطني للمضي في إصلاحات سياسية واقتصادية تحتاجها بلادنا في هذه المرحلة للخروج من أزمتها والتعجيل باستعادة المالية العمومية لتوازناتها وللاقتصاد الوطني لعافيته”.
في السياق نفسه أكّدت الناطقة الرسمية باسم مجلس شورى النهضة سناء مرسني في تصريح لموزاييك اليوم الخميس 5 أوت 2021، أن المجلس قرر تشكيل خلية أزمة تحت إشراف رئيس الحركة راشد الغنوشي تتولى إعداد خارطة طريق للمرحلة الجديدة، والتفاوض مع مختلف الأطراف.
وشهدت الدورة 52 لمجلس الشورى اختلافا وانقساما في الآراء وعدم رضى على قرار المجلس، مما أدى إلى انسحاب عدد من أعضائه على غرار القياديات يمينة الزغلامي ومنية إبراهيم وجميلة الكسيكسي، وإعلانهن عدم تحملهم أي مسؤولية عن قراراته.
وكان سمير ديلو نشر يوم الاربعاء4 اوت ليلا تدوينة قال فيها: حالة انكار ونشرت يمينة الزغلامي” خيبة”
اما محمد سامي الطريقي فكتب تدوينة كشف فيها
عن رأي رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي أعلنه خلال اجتماع مجلس الشورى مساء الأربعاء.
وكتب الطريقي بتدوينة على “فيسبوك نقل فيها ما قاله الغنوشي في مجلس الشورى”
علينا أن نحول إجراءات 25 جويلية إلى فرصة للإصلاح ويجب أن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي”.
وكان بيان صادر عن شباب حزب “حركة النهضة” قد طالب قيادة الحزب بحل المكتب التنفيذي للحزب لفشل خياراته بتلبية حاجات التونسيين، مطالبين راشد الغنوشي بتغليب مصلحة تونس.
وفي بيان تحت عنوان “تصحيح المسار” قال 130 شابا ومن بينهم عدد من النواب، إن “تونس تمر بمنعطف تاريخي أفضى إلى اتخاذ رئيس الجمهورية إجراءات استثنائية، قوبلت بترحيب شعبي كما أثارت تحفظ جزء من النخبة السياسية والقانونية”.
وأضاف البيان أن “هذه الوضعية الحرجة، والتي لا يخفى على أحد منا أن حزبنا كان عنصرا أساسيا فيها، تضعنا أمام حتمية المرور إلى خيارات موجعة لا مفر منها، سواء كان ذلك من منطلق تحمل المسؤولية وتجنب أخطاء الماضي، أو استجابة للضغط الشعبي”.
وتابع البيان أنه “رغبة منا في الدفع نحو ما نراه مخرجا لبلادنا نحو حلول ناجعة، بعيدا عن الآليات المعتمدة سابقا التي لا يمكن إلا أن تنتج سياسات وخيارات بنفس رداءة سابقاتها.
اما صهر الغنوشي واحد اقوى رجال الدائرة الضيقة لشيخ الحركة رفيق عبد السلام فكذب ما قاله سامي الطريقي ”