وصل وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد الأربعاء 11 اوت 2021 إلى الرباط في أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي كبير إلى المغرب منذ تطبيع علاقات البلدين أواخر العام الماضي، وفق ما أعلنت الخارجية الإسرائيلية على تويتر.
كان المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية برعاية أميركية العام الماضي بعد الإمارات والبحرين والسودان.
جاء ذلك في إطار اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو.
وقال لبيد في تغريدة على توتير بعيد وصول الطائرة التي أقلته إلى مطار الرباط سلا “أنا فخور بتمثيل بلادي في هذه الزيارة التاريخية”.
ويضم الوفد المرافق له كلا من وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية رام بن براك، وفق ما قالت الاذاعة الاسرائيلية “كان” بالعربية.
كان في استقبال الوفد الإسرائيلي بمطار الرباط سلا الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية محسن الجزولي، على أن يتوجه أعضاؤه بعد ذلك إلى ضريح محمد الخامس بالرباط للترحم على جثمان الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
من المتوقع أيضا أن يزور لبيد ومرافقوه كنيس بيت إيل في الدار البيضاء.
ويرتقب التوقيع خلال الزيارة على ثلاث اتفاقيات للتعاون الثنائي لم يعلن بعد عن مضمونها، وفق ما أفاد مصدر من وزارة الخارجية المغربية.
علمًا أن الرباط استضافت مطلع جويلية مشاورات بين مسؤولين في خارجيتي البلدين حول تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والثقافية.
وتصادف زيارة المسؤول الإسرائيلي مع صدور تقارير في جويلية في عدة وسائل إعلام دولية تتهم المغرب باستعمال برنامج “بيغاسوس”، الذي طورته شركة “ان اس او غروب” الاسرائيلية منذ 2016 بهدف القيام بعمليات تجسّس محتملة تستهدف هواتف نشطاء وصحافيين وسياسيين مغاربة وأجانب.
ونفت الرباط بشدة هذه الاتهامات كما رفعت شكاوى قضائية بتهمة “التشهير” ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.
ولم يعلن ما إذا كان الموضوع سيطرح خلال الزيارة.
قبل صدور هذه التقارير، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقا للتعاون في مجال الدفاع السيبراني، وفق ما أعلنت إدارة الأمن السيبراني الإسرائيلية على فيسبوك في تموز/يوليو.
رحلات مباشرة
يشمل برنامج الوفد الإسرائيلي أيضا لقاء مع وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي، وفق مصدر دبلوماسي مغربي.
وانطلقت رحلات تجارية مباشرة بين البلدين ابتداء من 25جويلية بعدما ظل السياح الإسرائيليون ومعظمهم من أصول مغربية يزورون المغرب عبر رحلات جوية غير مباشرة.
يضم المغرب أكبر جالية يهودية في شمال إفريقيا تعد نحو ثلاثة آلاف شخص، فيما يعيش نحو 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.
في المقابل تعلن هيئات سياسية معظمها من الإسلاميين واليساريين منذ توقيع اتفاق التطبيع معارضتها له، معتبرة أنه “خيانة” للقضية الفلسطينية التي تعتبر مقدسة في المغرب.
ونددت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” التي تضم مجموعة من هذه الهيئات في بيان بزيارة لبيد وقالت إنها “إساءة في حق المغرب والمغاربة وطعنا في حق فلسطين وشعبها الصامد”.
أقام البلدان علاقات دبلوماسية من خلال مكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين العام 1993. لكن المغرب قطع هذه العلاقات رسميا بعد الانتفاضة الفلسطينية العام 2000.
ويعتبر الفلسطينيون اتفاقات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل “خيانة”، انطلاقا من اقتناعهم بأن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يجب أن يتقدم على أي تطبيع.
وأكد الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس في عدة مناسبات بعد التطبيع مع إسرائيل استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.