أكد وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال الأحد أن “انتقالاً سلمياً للسطة إلى حكومة انتقالية” سيجري في أفغانستان، حيث بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في البلاد.
وأفادت وزارة الداخلية الأفغانية الأحد ببدء مقاتلي طالبان في دخول العاصمة كابول من كافة الجهات، فيما أكدت مصادر من الحركة أن الأوامر هي المكوث عند المداخل وعدم دخول المدينة، مشيرة إلى “محادثات مع الحكومة الأفغانية من أجل تسليم كابول سلميا”. في المقابل، دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني قوات الأمن لضمان “سلامة جميع المواطنين” والحفاظ على النظام العام في كابول.
وتعمل روسيا مع “شركاء” لعقد اجتماع طارئ للأمم المتحدة حول أفغانستان.
وقال متحدث باسم طالبان “نريد انتقالا سلميا للسلطة خلال أيام قليلة” مضيفا “ندعو الرئيس الأفغاني أشرف غني والزعماء الآخرين للعمل معنا”.
محادثات لتسليم كابول.. ولا انتقام
قال متحدث باسم طالبان إن “الحركة تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية من أجل تسليم كابول سلميا.. لا نعتزم الانتقام من أحد وسنصفح عن جميع من خدموا الحكومة والجيش”. وقال مسؤول في الحركة “لا نرغب في سقوط أي مدني أفغاني بريء قتيلا أو جريحا مع تولينا زمام الأمور لكننا لم نعلن وقفا لإطلاق النار”.
كما قال متحدث باسم طالبان “نسعى لتشكيل حكومة يشارك فيها جميع الأفغان”.
وقال نفس المصدر أيضا “يمكن لأفراد القوات الأفغانية العودة إلى منازلهم”.
من جهته، صرح قيادي بطالبان في الدوحة “الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابول والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج وتطلب من النساء التوجه لأماكن آمنة”.
وفي السياق، قال مسؤول بالقصر الرئاسي الأفغاني إن “الرئيس غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأمريكي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الأطلسي”.
في نفس السياق، سجل فرار عشرات الجنود الأفغان إلى أوزبكستان المجاورة هربا من الهجوم الخاطف الذي تشنه طالبان، حسبما ذكرت سلطات طشقند في بيان الأحد. وأوردت الخارجية الأوزبكية أن قوات البلاد المتواجدة على الحدود بين البلدين أوقفت 84 جنديا أفغانيا وبدأت محادثات مع السلطات الأفغانية لتنسيق عودتهم إلى بلادهم.
إجلاء الرعايا الأجانب
وقال مسؤولان أمريكيان الأحد إن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول. وصرح مصدر أمريكي آخر أن الأعضاء “الرئيسيين” في الفريق الأمريكي يباشرون عملهم من مطار كابول، فيما ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.
وقال أحد المسؤولين “لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، وأغلب الموظفين مستعدون للمغادرة.. السفارة تواصل عملها”. وكان من المتوقع البدء في إجلاء معظم الدبلوماسيين الأحد في ظل مواصلة حركة طالبان تقدمهما الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من دخول كابول.
وتقلصت المساحة التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية المتداعية إلى ما يزيد قليلا عن كابول العاصمة الأحد، بعد سيطرة طالبان على جلال آباد بالشرق دون قتال، في الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة مزيدا من الجنود للمساعدة في إجلاء المدنيين.
وقال مسؤول غربي إن سقوط آخر مدينة رئيسية خارج كابول في قبضة طالبان منح المقاتلين طرقا تربط أفغانستان بباكستان.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية إن بريطانيا تعمل على حماية رعاياها ومساعدة موظفيها السابقين الآخرين على مغادرة أفغانستان. وأضافت على تويتر “مسؤولو وزارة الداخلية يعملون في الوقت الحالي من أجل حماية المواطنين البريطانيين ومساعدة موظفي المملكة المتحدة السابقين وغيرهم من الأشخاص على السفر إلى بريطانيا”.
من جهته، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية لوكالة أنباء إنترفاكس الأحد أن بلاده لا تعتزم إخلاء سفارتها في كابول. وأوضح زامير زابولوف أنه “على تواصل مباشر” مع السفير الروسي في كابول مضيفا أن موظفي السفارة يواصلون العمل “بهدوء”.
بعد سقوط جلال آباد
وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد “لا توجد اشتباكات حاليا في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان.. فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”.
واجتاحت طالبان البلاد في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وزادت حملة الحركة في الأسبوع الأخير بسرعة خاطفة صدمت الدول الغربية خاصة في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.
والسبت، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة “منظمة وآمنة”. وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.