قمة بغداد بحضور ماكرون وغياب الاسد
بدأ السبت (28 اوت 2021) في بغداد مؤتمر إقليمي حول العراق يشارك في أعماله التي سيطغى فيها الوضع في أفغانستان على الأرجح، قادة عدد من دول المنطقة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وقال الكاظمي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون إن “فرنسا ساهمت في دعم العراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً أن “العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب”.
من جهته أكد ماكرون في زيارته الثانية للعراق خلال أقل من عام “نعلم جميعاً أنه لا ينبغي التراخي لأن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل تهديداً، وأنا أعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم”. والتقى ماكرون بعد ذلك رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح.
وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية في ولاية خراسان” الخميس الاعتداء على مطار كابول الذي أوقع 85 قتيلا على الأقل بينهم 13 جنديا أميركيا ووقع بعد أقل من أسبوعين من سيطرة مقاتلي طالبان على البلاد. ويخشى كثيرون أن يستفيد تنظيم “الدولة الإسلامية” من انهيار الدولة الأفغانية ليملأ فراغات.
وعلى الرغم من أن حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية “عدوان”، ترى الباحثة في مركز “نيولاينز” للأبحاث في الولايات المتحدة رشا العقيدي أن “تقدّم” الحركة في أفغانستان قد “يحفّز” التنظيم على إثبات أنه “لا يزال موجوداً” في العراق.
وفيما يلوح انتهاء “المهمة القتالية” للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية. فلا يزال تنظيم “داعش” قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بحياة 30 شخصاً في حي مدينة الصدر الشيعي في العاصمة الشهر الماضي.
وتظهر تلك “الحوادث”، بحسب محيط الرئيس الفرنسي، أن “دعم العملية السياسية الجارية في العراق وإشراك الجيران فيها، أمر ملح أكثر من أي يوم مضى، لأنه من غير عراق مستقر ومزدهر، لن تكون هناك حلول للتهديدات الأمنية في المنطقة”.
يشرح مدير مركز أبحاث “صوفان” في نيويورك كولن كلارك أن تنظيم داعش “لا يزال يملك عشرات الملايين من الدولارات وقادر دون شك على تشكيل شبكات في العراق وسوريا”. وقبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً لها، يريد الرئيس الفرنسي على الأرجح من خلال زيارته التي تستمر يومين، أن يعزّز موقعه على الخريطة الدولية.
وتضم قائمة البلدان المشاركة في المؤتمر كل من السعودية والكويت ومصر والأردن وقطر والإمارات وإيران وتركيا وفرنسا، إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتم استثناء سوريا ورئيسها بشار الاسد من الدعوة رغم اهمية سوريا كبلد جار للعراق