قالت صحيفة The Times البريطانية، الأحد 5 سبتمبر 2021، إن أحد أقرب مساعدي الأمير تشارلز استقال، الجمعة، بشكل مفاجئ، بعدما تحدثت تقارير صحفية عن دوره في تأمين لقب ملكي وجنسية بريطانية لرجل أعمال سعودي كبير.
بحسب الصحيفة، فقد تنحى مايكل فوسيت، الوصيف السابق للأمير، مؤقتاً من منصب المدير التنفيذي لـ”مؤسسة الأمير”، بعدما قدَّمت المؤسسة الإعلامية أدلة على تعاملات تشارلز مع رجل الأعمال السعودي.
تشير الصحيفة إلى أن رجل الأعمال السعودي مرعي مبارك بن محفوظ تبرَّع بأكثر من 1.5 مليون جنيه إسترليني (2 مليون دولار تقريباً) للجمعيات الخيرية الملكية، مقابل وعود بحصوله على وسام ملكي وجنسية بريطانية.
وفقاً لوثائق مسربة، فقد نسَّق فوسيت، الذي قال تشارلز ذات مره إنَّه لا يمكنه العيش بدونه، عملية تقديم المساعدات وساعد في “تحسين” الوسام المُقتَرَح تسليمه لمحفوظ من “وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط” إلى “وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة قائد”.
بحسب الصحيفة، فقد محفوظ مواطناً سعودياً يحاول الحصول على الجنسية أو الإقامة البريطانية عبر ما يُسمَّى “التأشيرة الذهبية” من أجل الاستثمار. وقد تلقى نصيحة بأنَّ الحصول على أكبر عدد ممكن من الأدوار والمكافآت الفخرية من شأنه مساعدته في تحقيق هدفه.
نتيجة لذلك، ساعده مساعدو الأمير تشارلز في الحصول على الوسام الفخري، وهي فئة خاصة من المكافآت تشرف عليها وزارة الخارجية لمن هم ليسوا بريطانيين أو من مواطني دول الكومنولث، حيث تتم العملية السرية عبر السفارة البريطانية في بلد الشخص المرشح، وتمنح وزارة الخارجية الرأي الأخير بشأن أي الأشخاص يتم اقتراحهم.
كان محفوظ من أكثر المتبرعين سخاءً لجمعيات الأمير تشارلز الخيرية، بل ويملك غابة سُمِّيَت تيمناً به، “غابة محفوظ” في قلعة ماي التي تعود للقرن الخامس عشر.
وساعدت التبرعات التي تزيد عن مليوني دولار في تمويل ترميم مقرات الإقامة التي يستخدمها تشارلز وغيرها من المشروعات الخيرية. وتُدرِج “مؤسسة الأمير” محفوظ باعتباره أحد رعاتها علانيةً.
علاقة “واضحة”
في المراسلات المسربة، كانوا صريحين بشأن الطبيعة المصلحية لهذا الاتفاق: ففي مقابل تقديم مبالغ كبيرة لجمعيات تشارلز الخيرية، سيؤمِّن فريقه تقديم الوسام لمحفوظ. وسرعان ما حضر محفوظ ووسطاؤه لقاءً مع تشارلز وفوسيت في قصر كلارنس.
ففي رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 1 سبتمبر2014، قال ويليام بورتريك، مالك دار نشر Burke’s Peerage ومستشار بأجر لمحفوظ، لزملائه إنَّه بمجرد الحصول على “وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط، سيتدفق مزيد من المال”.
وقال إنَّ محفوظ “وُعِدَ” بالحصول على وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط “بهدف الحصول على مبلغ 1.5 مليون جنيه إسترليني الذي دفعه لمنزل دومفريز وقلعة ماي”.
قال بورتريك: “على مايكل فوسيت الوفاء بجانبه من الاتفاق وتدبُّر وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط على الفور، ثم المساعدة في الحصول على الجنسية”.
وفي غضون أسابيع، كتب أولئك المقربون من تشارلز خطابات توصية لإرسالها إلى السفير في الرياض. بالإضافة إلى ذلك، قدَّموا ملاحظات مفصلة حول مسودات خطابات دعم تُقدِّمها مؤسسات أخرى.
تحقيق في القصر الملكي
فيما فتحت مؤسسة الأمير الأسبوع الماضي تحقيقاً عقب ادعاءات تقديم مال من أجل الحصول على خدمات في إحدى الصحف بخصوص وسيط آخر. لكنَّ المعلومات التي يُكشَف عنها اليوم تثير تساؤلات أخطر بكثير بشأن سلوك المقربين من الأمير. وستدفع أيضاً باتجاه مراجعة جديدة لنظام الأوسمة وما إن كان مفتوحاً أمام التأثير المالي.
تذكر الوثائق االحكومية الرسمية أنَّ الملكة منحت محفوظ وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة قائد “نظير خدماته للمؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة”.
وقال متحدث باسم مؤسسة الأمير: “تأخذ المؤسسة بجدية شديدة المزاعم التي نمت إلى عنايتها مؤخراً، والمسألة قيد التحقيق حالياً”.
فيما قال دوغلاس كونيل، رئيس المؤسسة، إنَّه قَبِلَ عرض فوسيت التنحي بصفة مؤقتة. وأضاف: “يدعم فوسيت التحقيق الجاري بصورة تامة، وأكَّد أنَّه سيساعد التحقيق بكل طريقة ممكنة”.
وينفي محفوظ ارتكاب أي مخالفات، ويقول أصدقاؤه إنَّه “فاعل خير شريف” قدَّم مبالغ كبيرة للعمل الخيري.