اول الكلام
منية العرفاوي تكتب: لسنا سعداء بجمهورية سعيد
أو عندما تتحول صفحة الرئاسة الى وزارة اعلام !!!!
كتبت الصحفية منية العرفاوي تدوينة على صفحتها الفيسبوكية عبرت فيها عن رفضها للسياسة الاتصالية التي فرضها قيس سعيد ومستشاروه على التونسيين وقالت منية العرفاوي التي تعتبر من افضل كتاب السياسة في الصحافة التونسية أن صمت الصحفيين وقبولهم للامر الواقع اوصلنا الى مرحلة ان يصبح اي تاويل مزعج للرئيس افتراءات وادعاءات
في ما يلي تدوينة منية العرفاوي كاملة:
تم اختراع وزارة الاعلام في الدكتاتوريات الناشئة والهرمة منها.. لسبب وحيد وهو محاصرة المعلومة وتوجيهها وتعليبها وفق ما يتوافق مع #مزاج_الحاكم وأهدافه قبل تقديمها الى #الرعية جاهزة للاستهلاك ، لا تقبل التشكيك أو النقد وكأنها قرآنا منزّلا من السماء ..كما وأن من أدوار هذه الوزارة الحرص على تجفيف منابع كل معلومة موازية قد تدحض الرواية الرسمية وتشكك فيها ..
اليوم نحن نعيش في زمن يشبه أزمنة وزارة الاعلام التي خنقت الاعلام التونسي لعقود ما زالت الذاكرة تحتفظ منها بتفاصيل ووقائع مريرة ..
منذ دخوله قصر قرطاج فرض قيس سعيد أسلوبه في تقديم المعلومة على كل مؤسسات الاعلام في تونس كما فرض على كل ضيوفه تصوير فيديوهات يلعب فيها دور #المعلم الذي يستمتع بالقاء دروسه دون أن ينبس الضيف ببنت شفة .. و قد جعل قيس سعيد وطاقمه الاستثشاري من الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية المصدر الوحيد الأوحد للمعلومة …فلا قول الا ما تقوله الصفحة الرسمية …ولا معلومة تتسلل من القصر الا تلك المنشورة على رئاسة الجمهورية ..باستثناء بعض التصريحات التي يدلي بها أحيانا المستشار الديبلوماسي للرئيس بعد مجهودات من الزملاء .
وللأسف ..قبلنا جميعا كصحفيين وكوسائل اعلام ..ما فرضه علينا قيس سعيد وبتنا نتعامل مع صفحة الرئاسة كمصدر وحيد للمعلومة ..حاول الكثير من الزملاء كسر هذه #النمطية_الاتصالية بمحاولة التواصل المباشر و الوصول الى المعلومة بالاشكال التقليدية المعروفة ولكن #التعتيم ورفض التواصل كان السمة البارزة في تعاطي من في القصر خاصة مع وسائل #الاعلام_المحلية (الاعلام الاجنبي يتمتع بحظوة أكبر بقليل حيث رأينا سيادة رئيس الجمهورية الذي لم يدلي طوال سنتين من حكمه بأي حديث صحفي للاعلام التونسي ما عدا حوار الـ100يوم… يجلس بأريحية وهو مبتسما في مواجهة الصحفيين الاجانب و الأهم لا يضيق ذرعا بأسئلتهم )..كما يرفض سعيد ومستشاروه مواجهة أسئلة الصحفيين ويرفضون عقد الندوات الصحفية …للأسف مرة أخرى نجد أن بعض المتورطين في هندسة هذه السياسية الاتصالية للرئيس نجدهم #وعاظ ..ناصحين في مشهد ما بعد 25 جويلية !
بل حتى محاولتك لقراءات الأحداث بطريقة نقدية لا #تجامل و لا #تهادن الرئيس (وهذا ليس دور الصحفي المجبول على الاصداع بالحقيقة وعلى أن يكون في #تضاد مع كل #سلطة..أي سلطة .. حتى ولو كانت مرسلة في بعثة الاهية ، فحتى الانبياء والرسل وجدوا من يعارضهم وينقدهم ..عكس دور #مهرج_السلطان الذي انساق له البعض في اهانة بالغة للمهنة)..يُكيفها الرئيس في بلاغ رسمي أنها #اداعاءات و #افتراءات!!!!!!! يعني انت ما تعطينيش المعلومة كيف ما نحب انا ناخذها وتزيد تتهمني بالادعاء والافتراء كي انا نحاول نفهم ونقرا الاحداث التي تمر أمامي وعليها الف برهان وبرهان !
خلاصة القول أن مواصلة القبول بهذه السياسية الاتصالية المفروضة من قصر قرطاج هو #اهانة بالغة لمهنة الصحافة والاعلام… وعلى الهياكل ان تكون لها مواقف أقوى من هذه السياسة الاتصالية التي تعيدنا الى مربع وزارة الاعلام ولكن بشكل أكثر لياقة…ونتيجة ذلك برزت مباشرة بعد اجراءات 25 جويلية ..حيث رأينا كيف سقطت التلفزة الوطنية التي تموّل من أموال دافعي الضرائب في #الدعاية_السمجة لقصر قرطاج و أقصت كل صوت يعارض أو ينتقد (وهذا موضوع أخر ساعود له بأكثر تفاصيل في الأيام القادمة).
#ملاحظة : أنا من بين الصحفيين الذين كتبوا هذا الاسبوع مقالات حول التدخل الاجنبي في الشأن الوطني بشكل سافر ومستفز و قد اتهمت الرئاسة بشكل مباشر ان المماطلة والتلكؤ الذي انتهجه قيس سعيد منذ 25 جويلية هما من أفسح المجال لذلك ..وتقديري أني #لم_أدع و #لم_أفتري و لم أتحامل على فخامته ..بل قدمت قراءة واقعية جدا للاحداث من وجهة نظري طبعي والتي تناقش على كل حال …وليست قرآنا منزّلا على المؤمنين مثلما يريدون أن تكون بلاغات الرئاسة على الصفحة الرسمية .