محامي الأسير “العارضة” يروي تفاصيل مروعة بعد إعادة اعتقاله
“تعرض لتعذيب قاسٍ وممنوع من النوم والعلاج
في أول لقاء لمحام مع أحد أسرى جلبوع الأربعة الذين أعيد اعتقالهم بعد انتزاعهم حريتهم قبل أسبوع عبر نفق، قال المحامي خالد محاجنة الثلاثاء 14 سبتمبر 2021، إن الأسير محمد العارضة تعرض لتعذيب قاسٍ جداً، ولم ينَم سوى 10 ساعات منذ اعتقاله فجر السبت الماضي.
كانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد استطاعت كسر أمر منع أسرى جلبوع الأربعة من لقاء محاميهم، حيث أقرت سلطات الاحتلال بالسماح للمحامين بلقاء اثنين من “الأسرى الأربعة”، الذين أعادت اعتقالهم، من بين 6 نجحوا في الفرار من سجن جلبوع الإثنين الماضي.
في تصريحه عقب خروجه من مركز تحقيق الجلمة، قال المحامي خالد محاجنة إن الأسير محمد العارضة “مر برحلة تعذيب قاسية جداً، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وكذلك رطم رأسه بالأرض ولم يتلقَّ علاجاً حتى الآن”.
أكد المحامي أن الأسير عارضة لم ينَم إلا 10 ساعات منذ إعادة اعتقاله فجر السبت الماضي، وأنه يتعرض لتحقيق على مدار الساعة، حيث لا يسمح له بالنوم ولا بالصلاة ولم يقدم له الطّعام سوى الجمعة.
كما أكد المحامي خالد محاجنة أن “الأسير محمد العارضة يرفض التهم الموجهة إليه ويلتزم الصمت رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط”.
وقال المحامي إن الأسير العارضة رد على محققي الاحتلال “بأنه لم يرتكب جريمة، وأنه تجول في فلسطين المحتلة”.
الأسير قال للمحامي: “كنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي، ولقد ذقت فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً”.
كما أكَّد الأسير العارضة للمحامي أنّ عودته إلى المعتقل لا شيء مقابل الحريّة التي ذاقها في بساتين مرج ابن عامر.
محرومون من زيارة المحامي
مساء الثلاثاء، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن محاميها سوف يزورون الليلة اثنين من “الأسرى الأربعة”، لكنها قالت إن المخابرات الإسرائيلية تحاول عرقلة زيارة محاميها للأسرى الأربعة، وإن الأخيرة أبلغت الطاقم القانوني للهيئة بأنه لن يتمكن إلا من زيارة أسيرين فقط.
وأوضحت، في بيان، أن طاقمها القانوني سيتمكن من زيارة أسيرين فقط، حيث ستكون الزيارة الأولى الساعة 00:15 بعد منتصف الليل، والثانية الساعة 1:10 فجراً.
في وقت سابق الثلاثاء، أكدت الهيئة في بيان، أن محاميها سوف يزورون كلاً من: زكريا الزبيدي، ومحمود العارضة، ويعقوب قادري، ومحمد العارضة.
وأضافت أن طواقمها تمكنت من انتزاع قرار قضائي من محاكم الاحتلال برفع أمر منع لقاء المحامين، مشيرة إلى أنها شكلت غرفة طوارئ من طاقمها القانوني والإعلامي لمتابعة زيارة الأسرى الأربعة.
وقال محامي الهيئة خالد محاجنة، عبر صفحته على فيسبوك، إنهم نجحوا “بكسر أمر المخابرات بمنع الأسرى من لقاء محاميهم، وبعد منتصف الليل سنزورهم”.
وفي 6 سبتمبر الجاري، فرّ 6 أسرى فلسطينيين من سجن “جلبوع” شديد الحراسة، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وأعيد اعتقال 4 منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث قوات الأمن الإسرائيلية عن المناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي.
ومنذ إعادة اعتقال “الأسرى الأربعة”، تمنع سلطات الاحتلال طواقم المحامين من زيارتهم، وهو ما شكل مصدر قلق للفلسطينيين على الوضع الصحي لهؤلاء الأسرى، وسط ترجيحات بتعرضهم لتحقيق شديد من قبل المخابرات الإسرائيلية.
كشف الأسير الفلسطيني محمد العارضة كواليس فراره رفقة 5 أسرى آخرين من سجن جلبوع الإسرائيلي، إضافة إلى تفاصيل إعادة اعتقاله إلى جانب 3 أسرى آخرين، وفق ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء 15 سبتمبر2021، عن محامي الأسير العارضة.
كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت اعتقال 4 أسرى من بين 6 تمكنوا من التحرر من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد عملية فرار أثارت الكثير من الجدل في إسرائيل، كما أن هناك مخاوف على حياة الأسرى المعتقلين خاصة مع ورود أنباء عن تعرضهم للتعذيب.
تفاصيل جديدة عن عملية الفرار
إذ قال الأسير محمد العارضة لمحاميه خلال زيارة الأخير له في مركز تحقيق الجلمة إنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا يتعرض أي شخص للمساءلة.
أضاف العارضة: “لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي بدأت في ديسمبر 2020”.
كما تابع قائلاً: “سرنا مع بعضنا حتى وصلنا الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين على حدة، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة”.
ثم أوضح الأسير الفلسطيني محمد العارضة أنه “تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال، واستمر التحقيق منذ لحظة اعتقالنا حتى الآن 7 ساعات يومياً”.
كما أشار المحامي خالد محاجنة: “محمد العارضة وزكريا زبيدي لم يشربا نقطة ماء واحدة بعد خروجهما من سجن جلبوع، ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير”.
رسائل محمود العارضة لأهله والفلسطينيين
نقل المحامي رسلان محاجنة تفاصيل مثيرة عن العارضة الذي قال: “تأثرت كثيراً عندما شاهدت الحشود أمام الناصرة، وأوجه التحية لأهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً”.
أضاف: “أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأهلنا في غزة، وأحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم، كان لدينا راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج”.
ختم الأسير العارضة رسالته التي وجهها من خلال محاميه: “ما حدث إنجاز كبير، وأنا قلق على وضع الأسرى وما تم سحبه من إنجازات للأسرى”.
محمد العارضة، هو ابن بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، وأحد قيادات حركة “الجهاد الإسلامي”، وتصنفه مصلحة السجون، والمخابرات الإسرائيلية، كأحد أكثر الأسرى “خطورة”.
قضى العارضة في السجون الإسرائيلية نحو 28 عاماً، منها 25 عاماً بشكل متواصل، منذ العام 1996 وحتى الآن.
تعذيب قاسٍ على يد الإسرائيليين
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الثلاثاء 14 سبتمبر 2021، إن أسرى سجن جلبوع الستة الذي انتزعوا حريتهم الإثنين الماضي، استمروا 6 أشهر في حفر النفق الذي ساعدهم في الهروب، دون أن تتمكن مصلحة السجون الإسرائيلية من ضبطهم، على الرغم من معرفة معظم الأسرى بالأمر.
يأتي ذلك في أحدث تفاصيل يكشف عنها لحادثة هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع شديد التحصين، والتي أظهرت فشلاً وإخفاقاً كبيرين لدى الجهات الامنية الإسرائيلية.
وفيما تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال 4 أسرى بعد مطاردة استمرت 5 أيام، ما زال أسيران آخرين على قيد الحرية بعد 8 أيام من الحادثة.
الكل يعلم إلا إدارة السجن
تحت عنوان “الكل يعرف إلا مصلحة السجون”، نشرت صحيفة هآرتس تقريرها الذي كشفت فيه تفاصيل جديدة عن عملية الهروب، أهمها أن “معظم الأسرى في السجن كانوا يعرفون بالنفق وقد حافظوا على السرية لمدة طويلة من أجل نجاح العملية، وهو ما يشير إلى إخفاق المخابرات الإسرائيلية في اختراق صفوف الأسرى”.
حيث تقول الصحيفة بناءً على شهادات ومصادر خاصة إنّ “النفق لم يكن سرياً، أسرى كثر في سجن جلبوع كانوا يعرفون بأمره، لكن استخبارات مصلحة السجون فشلت في معرفة الأمر”.
توضح التحقيقات كذلك أنّ “الحفريات في النفق استمرت نحو 6 أشهر ولم تستطع استخبارات مصلحة السجون كشف أي شيء”.
توقفوا 20 دقيقة
كان موقع “والا” الإسرائيلي قد كشف في وقت سابق أن أحد عناصر السجن الذي كان يجلس في غرفة المراقبة، انشغل بمشاهدة التلفاز بدلاً من مراقبة الشاشات؛ لذا لم يلحظ هروب الأسرى الذي سجلته الكاميرات.
الموقع نقل عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن الأسرى عندما بدأوا بالخروج من النفق، بدأوا في النباح بساحة السجن، وأوضح أن لدى مصلحة السجون منظومة جديدة للإنذار تعمل عند نباح الكلاب.
عملت هذه المنظومة بعدما بدأ الكلاب بالنباح، وأطلقت الإنذار في غرفة المراقبة، لكن الحارس المسؤول لم يلاحظ ذلك بسبب مشاهدته التلفاز.
بحسب موقع “والا” أيضاً، فإن كاميرات المراقبة “سجلت عملية الهروب وخروج الأسرى من النفق”، وأضاف أن الأسير زكريا الزبيدي كان أول من خرج من النفق، فيما واجه أحد الأسرى صعوبة بالخروج من الفتحة الضيقة، وقام الأسرى الآخرون بسحبه.
بقي الأسرى قرب فتحة النفق حوالي 20 دقيقة، ثم انتقلوا إلى الأراضي الزراعية القريبة من النفق، دون أن يلحظ أحد تحركاتهم.
كذلك بيّن الموقع الإسرائيلي، أنه قبل أيام من الهروب، كان هنالك رمال في الصرف الصحي بسجن جلبوع، وذكر أن عمال نظافة داخل السجن عثروا على رمال في حاويات القمامة، مستكملاً: “السجانون قالوا لهم إن كل شيء على ما يرام”.
تسببت حادثة هروب الأسرى في حرج كبير للسلطات الإسرائيلية، لا سيما أن سجن جلبوع يُعد من السجون التي تتمتع بحصانة شديدة.
دفعت عملية الهروب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلى انتقاد مصلحة السجون الإسرائيلية، بشدة، الأحد 12 سبتمبر2021.
بينيت قال إنه كانت “هناك سلسلة كبيرة من الفشل والإخفاقات، فقد تدهورت بعض أنظمة الدولة في السنوات الأخيرة”، مضيفاً أن “مقدار الطاقة والجهود من أجل إصلاح سلسلة الأخطاء والإخفاقات هائل”، معتبراً أن إصلاح الأخطاء “يستوجب فحص واستخلاص الدروس والعبر”.
كذلك أشار بينيت إلى أنه اتخذ “قراراً مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف بتشكيل لجنة لفحص حادثة الهروب (من سجن جلبوع)”، ولفت إلى أن الفحص سيكون شاملاً وجدياً.
هروب أسرى جلبوع يكلّف إسرائيل مبالغ كبيرة لتغطية نفقات البحث عنهم،
فقد كانت قوات إسرائيلية قد أعادت خلال يومي الجمعة والسبت الفائتين، اعتقال 4 أسرى فلسطينيين فروا من سجن “جلبوع” الأسبوع الماضي، وهم: القيادي السابق في كتائب “شهداء الأقصى” زكريا الزبيدي، ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، بينما لا يزال أسيران طليقين وهما: مناضل النفيعات وأيهم كممجي.