الرئيسيةسبور

كيف اصبح وديع الجري مولى الكرة في تونس؟

بالقانون طرز لنفسه قانونا مكنه من البقاء رئيسا لعام 2032

اعلن وديع الجري انه سيشتكي المحامي عماد بن حليمة الى القضاء ، بسبب احدى تدويناته ، وبن حليمة الذي كان احد محامي هلال الشابة والوحيد الذي تجرا على وديع الجري في الجلسة التي عقدت لاضفاء الشرعية على عقوبة هلال الشابة المسلطة منذ  ديسمبر الماضي ثم لرفعها

مستقبل قابس رفعت لا في وجه الجري والنجم الساحلي تحفظت، اما البقية بكبيرها وصغيرها فقد اقتفت خطى الجري بعيون مغمضة

يبقى السؤال كيف تمكن وديع الجري الذي وصل الى كرسي الرىيس في افريل 2012 بعد فوزه في الدور الثاني على طارق الهمامي ب 236 صوتا مقابل 95 لمدة اربع سنوات من التحول من رىيس للمكتب الجامعي الى مولى الكرة في بر تونس يصنع الربيع ويجلب المطر

كلو بالقانون…

فهم الجري مبكرا ان طريزة القوانين هي وحدها التي تجعله الحاكم بامره، فبعد مدة نيابية اولى عادية ، شرع الجري في تنفيذ مخططه بارتهان الاندية لارادته، قدم للاندية مجموعة من القوانين كانت بمثابة السم في الدسم، وجمعياتنا لا تقول لا

فقد جعل الجري المكتب الجامعي هو صاحب السلطة في ما يتعلق بالجانب الفني للبطولة من صعود ونزول واستغنى عن العودة الى الجلسة العامة خارقة للعادة ، فاصبح هو والمكتب الجامعي الواجهة من يتحكم في حركة الصعود والنزول، وخير مثال على هذا ما قام به للاولمبي الباجي  وها اننا نعيش هذه الايام على ايقاع مباريات الباراج وكيف جعل البطولة تدور على مجموعتين بعد لقاء قيل انه استشاري مع الاندية والكل يعلم ان برنامج الجري جاهز سلفا وما الاجتماع سوى  لاضفاء المقبولية لدى الجماهير، قال شنوة الاندية وافقت بالاجماع

ولا ننسى ان عددا كبيرا من اعضاء المكتب الجامعي محامون وهو ما يطرح عدة اسئلة حول اسباب هذا الخيار من الجري الذي لا يفعل شيئا لله في سبيل الله ، وكلام كثير لا ادلة لدينا عليه حول حرفاء هؤلاء المحامين وطبيعة علاقتهم برئيس الجامعة

ثم انسحب الجري من الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي الراجعة بالنظر الى اللجنة الاولمبية الوطنية ولم يسع لتاسيس هيئة تحكيم مستقلة  فباتت الجامعة هي الخصم والحكم الا الجمعيات المقتدرة ماليا فبامكانها اللجوء الى محكمة التحكيم الرياضي التاس في سويسرا وهي مكلفة جدا واهدار للعملة الصعبة ولكن وديع لا يهتم بهذه الامور البسيطة

تعديل اخر صادقت عليه الجمعيات وكانها كانت في غيبوبة ، ويتعلق بمنح الجامعة نسبة 2بالمائة من عقود اللاعبين على اساس اقتطاع النسبة من اجور اللاعبين ولكن وديع لعبها بشكل مغاير فبات الاقتطاع باحتساب مجموع المنح ومنح الانتاج والاجور ضارب 12 ثم القسمة على مدة العقد وهو ما جعل الاندية مدينة على الدوام للجامعة

خاصة وان عديد النوادي قدمت شيكات ضمان للجري وهو ما اشار اليه وزير الرياضة السابق صابر بوعلي واعتبر ان الجري يبتز الاندية بالشيكات المودعة لديه وما يغلبك كان الي يقلك اعطيني متاعي

ولم يفوت الجري جلسة 11سبتمبر ليوجه اتهامه لصابر بوعطي ، وقال له متحديا اي جمعية لديها شيكات عندي تتفضل تقول فتدخل المحامي عماد بن حليمة قائلا ومن ذا الذي سيرفع اصبعه فمن الغد ستطلب استخلاص الشيك

ولكن وديع لا يريد ان ياخذ هذه الاموال بل هي سيف مسلط على رقاب الاندية يحتاجه عند الضرورة

اما المسؤولون سواء في الجامعة او في الرابطة فهم في الظاهر منتخبون ولكنهم معينون في قائماتهم من طرف الجري نفسه الذي اصبح يتدخل حتى في انتخابات الجامعات الرياضية الاخرى في اطار حربه للاطاحة بخصمه محرز بوصيان ولذلك يعمل على تصعيد اشخاص يدينون بالولاء لوديع ليصوتوا ضد بوصيان في انتخابات اللجنة الاولمبية

وفي اطار التداول على المسؤوليات عدل الجري القوانين ليغلق الباب امام اي منافس فلا يحق لاي كان الترشح لخطة رىيس او نائب رئيس الا اذا كان عضوا جامعيا او رئيس رابطة او لجنة وطنية او قانونية لمدة اربع سنوات متتالية وفتح الباب على مصراعيه لنفسه ليكون رئيسا للجامعة الى غاية 2032، فهل توجد ديمقراطية اكثر من هذه؟

اما عن حقوق البث التلفزي التي تبيعها الجامعة للتلفزة الوطنية والتاسعة والدوري والكاس  فلا تمنح الجامعة للاندية الا النصيب القليل لنوادي الرابطة الاولى لا تتحصل سوى على 150الف دينارا والحال ان الجامعة تقبض من التلفزة الوطنية سبعة مليارات عدا ونقدا دون احتساب الاموال القطرية وعقد التاسعة الذي يناهز المليار

وحتى 150مليون فلا تصل الى الاندية الا نادرا لان الاندية دائما مدينة للجامعة التي تنظر لجنة نزاعاتها في شكاوى اللاعبين  مع العلم بان الفيفا لا تعترف بهذه اللجنة التي حولها جدل كبير اذ يتردد ان شرط كسب اي قضية هو المرور باحد محاميين احداهما شقيقة وزيرة سابقة

فهل يعلم احد حجم الاموال التي حكمت بها لجنة النزاعات لفائدة اللاعبين والمدربين وكم صرفت من اموال فعليا لمن ربح القضايا المرفوعة؟

كيفاش يعيش وديع الجري؟

وديع الجري رئيس للجامعة يفترض انه متطوع لا يتقاضى فلسا واحدا مقابل تفرغه للجامعة فمن اين يوفر حاجياته من ملبس وماكل ومن اين يصرف على دراسة ابنه في الخارج

كلها اسئلة  ينبغي طرحها ليس من باب التشفي او استهداف الجري ولكن كيف له ان يعيش دون اي راتب الا اذا كانت له اعمال اخرى غير معلومة

دمر الاندية وافسد البطولة

راهن الجري على المنتخب الاول ، ولا يهمه ان كان لاعبوه جميعا من خارج البطولة الوطنية كما هو الحال اليوم، وبذلك طوي ملف التكوين نهائيا ، فهل يتذكر احد اسم لاعب تكون في الترجي بعد خليل شمام وفي النجم بعد جيل الغضبان والبلبولي

ولسائل ان يسال اين اختفت كاس الروح الرياضية التي كانت تراهن عليها الاندية وكانت تمثل فخرا لمن يتوج بها، من انجازات الجري انه قتل هذه الكاس فلا معنى لها بالنسبة اليه

اين ذهبت الخمسة مليون دولار؟

اسندت الفيفا للجامعات الوطنية 5مليون دولار  للمساعدة على تلافي اثار الكورونا، في الجزائر وزعت الجامعة الجزائرية المنحة على النوادي، فهل قدم الجري دينارا واحدا لجمعية رياضية

نسي الجري ان يقوم بما هو من صميم دوره ولكنه مستعد لتعهد ملعب الشاذلي زويتن وكانه حل محل بلدية تونس ووزارة الرياضة ووزع  والكلام له 3000قفة في محنة الكورونا وكان الجامعة تحولت الى الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي

وضع يده على الاعلام الرياضي

من يقول لا للجري لا مكان له في عالم كرة القدم، تلك هي القاعدة التي وضعها مولى الكرة، ستغلق دونك كل الابواب، ستمنع من التصوير،سيتم تعطيلك، اما اذا اردت ان تكون مقربا مبجلا فهناك عنوان واحد هو صداقة الجري وهو لن يتاخر في الوقوف الى جانبك متى احتجته

وبذلك كادت الساحة الاعلامية تخلو من اي صوت ناقد للجري سواء تعلق الامر بالصحافيين او المحللين او المدربين ، فودية له ما يسمح باغراء الجميع، العمل في فريق الاتصال للمنتخب، مستشار فني، خبير في الذرة، لا يهم ، الاهم عدم التشويش على الزعيم
ربط خيوطه مع النافذين

يعرف الجري من اين تؤكل الكتف فربط خيوطه في البداية مع مهدي بن غربية الذي فتح له اوتوروت ثم ربط علاقات مع عادل الدعداع القريب من راشد الغنوشي ليوصله الى سيدو الشيخ وعينه  نائبا لرئيس  الرابطة  الوطنية لكرة القدم قبل ان ينقلب عليه ويطرده ويربط خيوطه مع احمد قعلول المقرب من الغنوشي  والذي تقلد منصب وزير الرياضة

وتتقاطع الروايات ان مهمة تفقد كانت ستنجز زمن الوزير ماهر بن ضياء على جامعة مولى الكرة ولكن تعليمات الدقيقة التسعين جاءت من الشيخ بعدم ازعاج راحة الجري

ولان مولى الكرة  رجل التحولات فهو من فلك سليم شيبوب الى مجرة النهضة ولا مانع من ركوب سفينة يوسف الشاهد مادامت ساقيه في الركاب ، الجري يحتاج الغطاء السياسي ليخدم جماعته من تعيينات وغيرها والشاهد طامع في اصوات الناخبين من الجنوب الذي بات الجري مالكا لاصله التجاري ليصبح رئيسا

سيواصل الجري بالاسلوب نفسه يعشق الاجواء المتعفنة وان لم يكن له خصم خلقه، فهو لا يرتاح للاجواء الهادئة، وفي كل ازمة يستغلها ليظهر في  ثوب البطل المنقذ

ماذا جنت تونس من عضويته للاتحاد الافريقي؟

فعل الجري كل شي ليحول دون ترشح طارق بوشماوي لرئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم وكانه مكلف بمهمة من جهات لا ترتاح لبوشماوي في الكاف وفي الفيفا، وانطلق الجري باوراقه من بلاتو الى بلاتو يكيل التهم باطلا لبوشماوي مدعيا انه لم يقدم شيئا للرياضة التونسية وانساق له من له مصلحة في كسب ود الجري

ولم ينطق بالحق الا قلة نبهت الى ان بوشماوي قادر على الفوز برئاسة الكاف وان هذه الفرصة قد لا تتاح لتونس لزمن طويل وبان طارق بوشماوي  مثال للاستقامة على الصعيد الافريقي والدولي ولم يبخل يوما على اي ناد او منتخب تونسي في اي اختصاص كان بل وساند رياضييين في اختصاصات فردية بعقود استشهار  دون ان يبحث عن اي مجد شخصي

ولكن الاستقامة لا تكفي ، فحتى جمعية بوشماوي الام الترجي الرياضي التونسي كان دعمها شحيحا لابنها الذي اثر ان لا يدخل في مواجهة مع وديع الجري الذي كان مستعدا لحرق روما ليترشح ويصبح عضوا في المكتب التنفيذي للكاف

كثيرون استغربوا عدم مواجهة بوشماوي للجري وتفنيد ادعاءاته، ولكن من يعرف طارق بوشماوي يدرك ببساطة ان الرجل ما يحبش تطييح القدر ،والكرة ليست قضية حياة او موت بالنسبة اليه، فهناك اشياء اهم ، وخوضه لتجربة المسؤول الرياضي وطنيا واقليميا ودوليا كانت لانه يحب عالم الكرة وله ما يقدم في مجال التسيير ولكن الاهم هو خدمة الناس، في تونس اولا وفي كل مكان حيث تمثل كرة القدم فرصة ومصعدا  اجتماعيا لفئات في قاع المجتمع ، هذا ما كان يهم طارق بوشماوي واخر شي يعنيه ان يدخل في عركة عشوائية من اجل منصب مهما كان

فماذا فعل  الجري بهذه العضوية خاصة وانه يدعي انه غير ممنوع من السفر فلماذا لا يحضر اجتماعات الكاف ولماذا تخلى عن واجباته كعضو مكتب تنفيذي في الاتحاد الافريقي، فهل صرفت الاموال في حملته الانتخابية من كاسة الجامعة ليرابط  في مكتبه بتعلة التزامات سابقة لا احد يعلم ماهي الا حضرة جنابه

الغريب ان الجري لا يشعر بانه مدعو لشرح اسباب غيابه ويعتبر الامر مسالة شخصية لا تهم احدا غيره والاغرب ان لا احد يطالبه بممارسة وظائفه في الكاف ان كانت له وظيفة بطبيعة الحال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.