انقلاب فاشل في السودان
قال رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، إن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرض لها السودان، الثلاثاء، هي “درس مستفاد” منه، مشيرا إلى أنها محاولة تستهدف الثورة وتسعى لتقويض المسار الديمقراطي.
تأتي تصريحات حمدوك على هامش اجتماع استثنائي عقده مجلس الوزراء في البلاد عقب إحباط محاولة الانقلاب. واتهم حمدوك “فلول النظام السابق” بالمحاولة الانقلابية المدبر من داخل وخارج القوات المسلحة، على حد قوله.
وأضاف حمدوك: “ما حدث هو درس مستفاد ومدعاة لوقفة حقيقية وجادة لوضع الأمور في نصابها الصحيح .. المحاولة تستهدف الثورة وتسعى لتقويض المسار الديمقراطي”.
ولفت رئيس الوزراء السوداني إلى أن المحاولة الانقلابية الفاشلة تستدعي مراجعة كاملة لتجربة الانتقال، لافتا إلى اتخاذ إجراءات لتفكيك نظام الـ 30 من يوليو، وفق تعبيره.
وأدان حزب الأمة القومي السوداني المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها البلاد وقال إنه “سيعمل على حماية ثورتنا المجيدة وحكومتنا الانتقالية بكل ما أوتينا من قوة وأن جماهيرنا الصامدة التي ضحت من أجل هذا التحول الديمقراطي ستقف سداً منيعا لحماية مشارع الحق، ودحر المتربصين بأمن وسلامة الوطن”.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلنت وسائل إعلام رسمية سودانية عن “محاولة انقلابية فاشلة” جرت الثلاثاء، في السودان، دون أن تحدد الجهة التي تقف خلفها، فيما أكدت الحكومة في وقت لاحق عبر بيان رسمي، “السيطرة … على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.
ودعا بيان تلاه وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، حمزة بلول الأمير، ونشرته وكالة الأنباء الرسمية، “كل قوى الثورة من لجان مقاومة وقوى سياسية ومدنية وأطراف السلام والأجسام المهنية والنقابية وكل قطاعات الشعب السوداني إلى توخى اليقظة والانتباه إلى المحاولات المتكررة التي تسعى لإجهاض ثورة ديسمبر المجيدة”.
وكان مصدر عسكري سوداني كشف لوكالة فرانس برس أنه “تم توقيف عدد من الضباط المتورطين في الانقلاب” دون أن يحدد عددهم أو الجهة التي ينتمون إليها .
وقال مسؤول عسكري سوداني إن عددا من جنود سلاح المدرعات يقفون وراء محاولة الانقلاب، وإنهم حاولوا السيطرة على عدة مؤسسات حكومية لكن تم التصدي لهم، بحسب أسوشيتدبرس.
وتتولى السلطة في السودان حكومة انتقالية من مدنيين وعسكريين تم تشكيلها عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير إثر احتجاجات شعبية امتدت لشهور .
وخلال الشهور الماضية، شهدت العاصمة ومدن أخرى في السودان تظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية.
أعربت دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، الثلاثاء، عن “دعمها القوي لعملية الانتقال الديمقراطي للسودان”، إثر محالة انقلاب فاشلة شهدتها البلاد.
وقالت في بيان إنها “ترفض أي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لأنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي ومزدهر”.
وقالت إنه “يجب أن يعمل المكونان المدني والعسكري- وجميع الفاعلين السياسيين- معا لمنع التهديدات التي تواجه الانتقال الديمقراطي، وإنشاء مؤسسات انتقالية، ومعالجة التوترات في الشرق والمناطق الأخرى”.
وأضافت أنه “يجب على أولئك الذين يسعون لتقويض عملية الانتقال التي يقودها المدنيون أن يفهموا أن شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية”.