الجزائر تصعّد من جديد ضد المغرب..
قررت إنهاء مهام سفيرها في الرباط بعد أسابيع من قرار قطع العلاقات
أعلنت الجزائر، الإثنين 11 أكتوبر 2021، إنهاء مهام سفيرها في الرباط، عبد الحميد عبداوي، بعد أسابيع من قرار قطع علاقاتها بجارتها المغرب، بسبب ما سمَّتها “حملات عدوانية” ضدها، وكذا بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رفض بلاده أي “وساطات لعودة العلاقات بين البلدين”.
فقد نُشر القرار في العدد الأخير للجريدة الرسمية للجمهورية، الإثنين، وجاء فيه أن مرسوماً رئاسياً صدر بتاريخ 26 سبتمبر/ تضمَّن إنهاء مهام عبداوي بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة لدى المملكة المغربية.
في حين لم ترِد بالمرسوم أسباب إنهاء مهام عبداوي الذي يشغل المنصب منذ نوفمبر 2019.
كما لم يُنشر قرار حول تعيين خليفته بالسفارة، علماً أن الرئيس عبد المجيد تبون أجرى تغييرات في السلك الدبلوماسي الشهر الماضي، لم تشمل السفارة في الرباط.
في جويلية الماضي، استدعت الجزائر السفير عبداوي للتشاور؛ احتجاجاً على تصريحات لممثل المغرب لدى الأمم المتحدة بشأن دعم بلاده حركة انفصالية جزائرية تطالب باستقلال القبائل.
الجزائر ترفض “أي وساطات”
أمس الأحد، جدّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، “رفض بلاده أي تواصل من أجل إعادة العلاقات مع المغرب”، مشدداً على أن الجزائر “لا تقبل وساطة مع المملكة المغربية، لأنَّ قطع العلاقات كان رد فعل منّا على عدوان متواصل”، على حد تعبيره.
الرئيس الجزائري، وفي لقاء صحفي له مع وسائل إعلام محلية، أكد أن بلاده “رفضت الإشارة إلى أي وساطة من أجل إعادة العلاقات مع المغرب، من قِبل وزير خارجية الكويت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة”.
المتحدث ذاته عاد من جديد، لاتهام المغرب بالتدخل في شؤون البلاد، وقد صرّح في هذا الخصوص قائلاً: “اتهاماتنا بدعم المغرب للماك (حركة انفصالية تدعو إلى استقلال منطقة القبائل) حقيقية، وبالدلائل بالصوت والصورة”.
كما أضاف بهذا الخصوص أيضاً: “هناك تواطؤ لأطراف من المغرب وفرنسا حول حرائق القبائل”، على حد تعبيره.
في جانب آخر، وعلى غرار لقاءاته السابقة، لم يصدر عن المملكة المغربية أي رد رسمي على تصريحات تبون.
في السياق ذاته، وبخصوص أنبوب الغاز المارّ من المغرب نحو إسبانيا، أوضح أنه “لم يُتخذ بعدُ أي قرار بخصوص تجديد العقد الذي سينتهي نهاية الشهر الجاري”.
قطع العلاقات الدبلوماسية
كانت الجزائر قد قررت، أواخر الشهر الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرة إلى “أعمال عدائية” من جانب المملكة، خاصة بعد تصريحات أدلى بها مبعوث المغرب في نيويورك، تؤيد تقرير المصير لمنطقة القبائل بالجزائر، وقال المغرب إنه يأسف لقرار الجزائر.
كما اتهمت الجزائر، الرباط بدعم “الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل” (الماك)، وهي جماعة انفصالية أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية، وتتهمها السلطات بإشعال حرائق غابات مدمرة، خاصة في منطقة القبائل، أودت بحياة 65 شخصاً.
مع العلم أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994، وأشارت الجزائر إلى أنها ستحوّل صادرات الغاز من خط أنابيب يمر عبر أراضي المغرب، وكان من المقرر تجديده في وقت لاحق من العام الحالي.
تدهورت العلاقات بين البلدين منذ العام الماضي، عندما اشتعلت قضية الصحراء بعد سنوات من الهدوء النسبي. ويَعتبر المغرب الصحراء تابعة له، لكن جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر تنازعه السيادة عليها.