علّي صوتك ، انت في مهرجان الجونة…

بعيدا عن ثقافة “البوز” و”الكلاش”، استطاع مغني الراب المغربي أنس بسبوسي   مدرس الراب في فيلم نبيل عيوش أن ينتزع لقب سفير موسيقى “الهيب هوب” في الولايات المتحدة الأمريكية.

واختارت بلاد العم سام الرابور المغربي ومؤسس أول مدرسة للهيب هوب في المغرب Positive school، الملقب بـ”أنس باوس”، سفيرا لموسيقى “الهيب هوب” المغربية، ليكون المغني الوحيد من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي يشارك في جولة فنية كبرى.

وتوفر مؤسسة “بوزيتيف سكول”، التي تأسست سنة 2016 فضاء لشباب الأحياء الهامشية لتعلم موسيقى الهيب هوب، وحمايتهم من مخاطر الانحراف والتطرف.

وتعمل POSITIVE SCHOOL تحت  اشراف مؤسسة “علي زاوا”، التي اسسها نبيل عيوش نفسه عام 2009  والتي تحمل اسم  بطل اول افلامه ، وهي المؤسسة التي باتت تشتمل على فروع في عدة مدن مغربية

وتستند مبادئ “الهيب هوب”، حسب أنس بسبوسي، على “الحب، الاحترام، السلام والتضامن”، وتلقين الشباب وسائل للتعبير عن أنفسهم بحرية من خلال الصوت والجسد والموسيقى، أو من خلال رسم صور عن حياتهم اليومية عل جدران المدينة.

لماذا لا نقتدي بأنس ونبيل عيوش؟ 

لسنا في موقع محاسبة الاخرين، ولكن ما الذي يمنع بلطي عندنا في تونس ان يكون  مدرسته الخاصة لابناء الشعب ولا نقصد معهدا للموسيقى لا يدخله سوى المقتدرون ماديا؟ ولماذا لا نرى الفنانين المنحدرين من اماكن شعبية يلتفتون الى شباب احيئهم الاصلية ليمدوا لهم يد المساعدة لا بالاموال فالمال سينتهي لا محالة ولكن باتاحة الفرص لهم للتعلم واكتساب المهارات

الغريب ان وزارة الثقافة عندنا تقدم دعما للفضاءات الخاصة وهذا واجبها من غير مزية ولكن اليس من واجب هذه الفضاءات الخاصة ان تقدم شيئا ما مجانا لابناء هذا الشعب ؟ ودون من من احد، والمفروض ان تشترط الوزارة على هذه المراكز ان تخصص يوما او عددا من الساعات للتكوين المجاني المفتوح لمن يرغب من شباب لا تسمح ظروفه بان يدفع  لمارس اي نشاط ، فلا شيء مجاني في بلادي سواء رغبت في العزف او الرقص او العدو …

الثورة تحتاج لمن يشعلها 

لا يقول فيلم نبيل عيوش الكثير عن مغني الراب الوافد على حي سيدي مومن، كل ما نعرفه عنه انه رسم كلمة حرية على هيكل سيارته، لا يتكلم كثيرا خارج ورشته مع شباب الحي، يكتفي بالنظر من مكان عال الى الحياة في  الحي الشعبي، الذي تتمازج فيه اصوات الاذان بالموسيقى بجلبة السوق ولان التمرد يحتاج الى من يشعل فتيله فقد تكفل هو بالمهمة،

يبث مدرس الموسيقى الحياة من جديد في صالة الغناء والرقص في المركز، ولا يكتفي بذلك بل يتحول فصله إلى ساحة نقاش بين جميع تلاميذه الذين يريدون “إسماع صوتهم” لمن حولهم،  في السياسة والدين والحب والاخلاق والحياة والمستقبل .

ولكن المجتمع التقليدي لن يبقى مكتوف الايادي بل سيحاول الدفاع عن وجوده باسم الاخلاق التي تدفع احدى العائلات الى منع ابنتهم من مواصلة التجربة اذ لا يقبل ان ترقص امام  غرباء مهما كان اسم الفن الذي تمارسه

علي صوتك في جوائز الاوسكار