وقع ما كان منتظرا ولم تنقل التلفزة الوطنية مباريات الجولة الاولى لبطولة دوري المحترفين في تونس، التي ظلت في علم الغيب رغم انطلاق الاندية في تحضيراتها منذ شهر جويلية ، ولكن من يفتح فمه في تونس في مواجهة وديع الجريء؟ فهو صاحب الكرة ومالك الباتيندة(الاصل التجاري) يقرر كيفية الصعود والنزول في الدقيقة 90 وكل شيء تتم صياغته شكليا حسب القوانين التي صوتت لها الاندية، وفي جامعة “مولى الباتيندة” يتساوى صوت الترجي الرياضي التونسي مع اي ناد من الدرجة الثالثة وتلك هي الديمقراطية الشعبية في دولة “مولى الكرة”
التلفزة: فات زمن لي الذراع
مصدر مسؤول في تلفزة الشعب الممولة من المال العام افادنا بان زمن لي ذراع التلفزة قد فات ، وقال ان وديع الجريء كان يضغط على التلفزة من خلال رئاسة الحكومة التي كثيرا ما تدخلت لاجبار التلفزة على الاستجابة لمطالب جامعته المادية وكل من تجرا على قول لا وجد نفسه محالا على الهامش
فقد رفض رشاد يونس حين كان رئيسا مديرا عاما للتلفزة زيادة مبلغ 500 مليون الى مبلغ التعاقد مع الجامعة (كان وقتها 4.5 مليار ) فكان مصيره الاقالة وتم تعيين الياس الغربي الذي كان اول قراراته التوقيع مع الجامعة بعد قبول الزيادة متعللا بانه كان يشتغل على الملف منذ شهر
الاغرب ان رئيس مصلحة الرياضة لسعد الساكر تمت اقالته بسبب خلافه مع رئيس الجامعة فقد حاولت الجامعة ان تفرض على التلفزة المباريات التي ستنقلها في احدى جولات سنة 2017 وكان الساكر وقتها لوح بمراجعة العقد المبرم مع الجامعة فوجد نفسه على خط التماس
تنازلات تحت الاكراه
افادتنا مصادر متطابقة من التلفزة التونسية ان جامعة مولى الكرة اجبرت التلفزة بضغوطات سياسية عليا على التنازل عن نصيبها من عائدات بيع حقوق بث المباريات الى قناة الدوري والكأس القطرية، التي كانت تتقاسمها مع الجامعة بالتساوي
كما اجبرت التلفزة على القبول بحرمانها من بث اي لقطة ولو كانت ضربة تماس على وسائطها الرقمية ، لتفسح المجال للجامعة لتنفرد بالعائدات الرقمية لمباريات البطولة والكأس ولا احد يعلم كم يبلغ حجم هذه العائدات وهل تاخذ الاندية شيئا منها؟
مع العلم بان نوادي البطولة بكبيرها وصغيرها لا يتجاوز نصيبها من عائدات حقوق البث التلفزي 150 الف دينارا
معضلة اخرى واجهتها التلفزة وخاصة في الموسمين الاخيرين ان صاحب الباتيندة يبرمح المباريات كما يريد ويشتهي كامل ايام الاسبوع وفي اي مواقيت دون ان ينسق مع التلفزة التي ظلت تلاحق المباريات وتبثها دون اي عائدات للتلفزة مع كلفة تناهز 3 مليارات لتصوير بطولة موسم واحد
التحريض على التلفزة
استنكر عدد من ابناء التلفزة وخاصة من نقاباتها تحريض الجامعة على التلفزة واتهامها بانها هي السبب في عدم نقل مباريات المنتخب في تصفيات كاس العالم والحال ان الحكومة لم تمكن التلفزة من الاعتمادات الضرورية لاقتناء حقوق هذه المباريات والتي تناهز 6 مليارات
فمن اين ستاتي التلفزة بهذه الاموال؟ هل من عائدات البث الرقمي مثلا او من نصيبها من عائدات بيع الحقوق للدوري والكاس القطرية التي استاثر بها صاحب الباتيندة لجامعته؟
من يتدخل لحل الاشكال؟
لا يبدو ان احدا يهتم لما يحدث بين الجامعة والتلفزة ولا يستبعد ان تمر الجامعة الى التصعيد بالتلويح بفشخ العقد لدفع السلط العليا الى التدخل، فما يبحث عنه صاحب الباتيندة هو اعتراف حكام “ما بعد 25جويلية” به محاورا لا يمكن تجاوزه في كل ما يتعلق بشؤون الرياضة في البلاد
مع التذكير بان التلفزة لا تطالب سوى بمراجعة مستحقات الموسم الماضي الذي لم يكن عاديا بسبب الكورونا مع التزامها بتسديد مستحقات الموسم الجديد