قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين 1 نوفمبر 2021، إنه سيوفد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت؛ “للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، لاسيما معالجة الأزمة اللبنانية-الخليجية”، دون تحديد موعد، في أول بادرة خليجية لحل الأزمة التي خلَّفتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بشأن الحرب في اليمن.
تصريح أمير قطر جاء خلال لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي بمدينة غلاسكو في أسكتلندا، بحسب بيان لميقاتي.
إشادة لبنانية بموقف الدوحة
وفق البيان، بحث أمير قطر ورئيس وزراء لبنان العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شكر ميقاتي أمير قطر “على موقفه الدائم الداعم للبنان”.
على هامش القمة ذاتها، اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وفق البيان ذاته.
خلال اللقاء، أكد ميقاتي “حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون”.
بدوره، أكد رئيس وزراء الكويت حرص بلاده على لبنان “وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي”.
كما شدد على أن “لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة، وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية”.
خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت؛ احتجاجاً على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
قبل تعيينه وزيراً (سبتمبر الماضي)، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أاوت الماضي وبُثت في 25 أكتوبر الماضي، إن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.
ومنذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.
أول رد فعل من قطر
صدر مساء السبت 30 أكتوبر ، وأعلن فيه المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية عن استغرابه الشديد واستنكاره للتصريحات الأخيرة بشأن الأزمة اليمنية، الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة مع دول الخليج.
حيث وصف المكتب الإعلامي، في بيان، تصريحات قرداحي بأنها “موقف غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حدّ سواء”.
فيما أضاف البيان القطري: “قد كان حريّاً به عدم الزج بلبنان الشقيق في أزمات خارجية، وعليه فإن وزارة الخارجية تدعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم، لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء”.
رغم هذا الموقف، فإن الدوحة لم تنضم إلى السعودية والإمارات والبحرين والكويت في اتخاذ قرارات مماثلة بشأن استدعاء سفرائها لدى لبنان، ومطالبة سفراء بيروت لديهم بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.