اتفاق متوقع بين الجيش السوداني والمدنيين على تقاسم السلطة
يقترب الجيش السوداني والسياسيون من اتفاق جديد لتقاسم السلطة، مع تكثيف الجهود الدولية لمنع الاستيلاء العسكري على السلطة، وفقا لما نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن أشخاص مطلعين على المحادثات.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المفاوضات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وجماعات متمردة سابقة ورئيس الوزراء المخلوع، عبد الله حمدوك، استمرت، الثلاثاء، في العاصمة الخرطوم.
وبحسب مصادر نقلت عنها الوكالة، فإنه على الرغم من إحراز تقدم في المحادثات، فإن الاختلافات الرئيسية لا تزال قائمة.
وفي 25 أكتوبر الماضي، ألقت “قوة عسكرية” القبض على حمدوك والكثير من وزرائه قبل أن يعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، حل مؤسسات الحكم الانتقالي التي شكلت بالشراكة بين الجيش والمدنيين عقب إسقاط نظام، عمر البشير، في 2019، إثر انتفاضة استمرت خمسة أشهر.
وأعيد حمدوك إلى منزله في اليوم التالي ولكنه وضع قيد الإقامة الجبرية.
“سلطات أكبر لحمدوك”
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين أن البرهان يرى أن وجود حمدوك، الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، في الحكومة الجديدة التي يريد تشكيلها، يعتبر “مفتاحا لكسب المصداقية في الشارع”.
أحد المقترحات قيد المناقشة، هي “منح حمدوك صلاحيات أكبر لكن مع حكومة جديدة أكثر قبولا للجيش”، كما قالت مصادر طلبت عدم ذكر أسمائها.
وتشير المصادر إلى أن هذا المقترح يشمل أن “يكون الجيش مسؤولا عن مجالس الأمن والدفاع التابعة للحكومة بموجب الاتفاق”، مضيفة أنه “لا يزال تشكيل مجلس سيادي جديد، أعلى هيئة تنفيذية برئاسة البرهان حتى إعلان حله، قيد المناقشة”.
وتوضح مصادر الوكالة أن سبب الخلاف بين الجيش والسياسيين يكمن حول التعيينات الوزارية، وتشكيل الحكومة.
وقال بيان نشرته وزارة الإعلام السودانية المقالة، إن حمدوك يصر على أن حل الأزمة يتمثل في الإفراج عن جميع المعتقلين وعودة حكومته إلى عملها، وأنه لن يعترف بقرارات زعماء الانقلاب.
ونزل مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع يوم السبت للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري وعودة الحكومة التي يقودها المدنيون. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن ثلاثة محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن، ليرتفع عدد القتلى منذ 25 أكتوبر إلى 15.
وفي حين أشارت “بلومبيرغ” إلى أن التوصل إلى اتفاق “لا يزال بعيد المنال”، قال الممثل الخاص للأمم المتحدة، فولكر بيرثيس، الاثنين، إن “ملامح الصفقة ستصبح مرئية” في الأيام المقبلة.
وقال بيرثيس من الخرطوم خلال مؤتمر بالفيديو إن “الكثير من مُحاورينا في الخرطوم، ولكن أيضا على المستويين الدولي والإقليمي، يُعبّرون بشدّة عن رغبتهم في التحرك سريعا للخروج من الأزمة والعودة إلى الوضع الطبيعي”، بحسب ما نقلت “فرانس برس”.
والتقى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، الأحد، حمدوك، وكتب على تويتر أنه ناقش “خيارات الوساطة ومستقبل السودان”.
وشدد بيرثيس على ضرورة العودة إلى “مراحل الانتقال السياسي كما شهدناها قبل 25 أكتوبر”.
ولم يرد ممثلو الجيش على طلب “بلومبيرغ” للحصول على تعليق.
لكن رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، عماد عدوي، قال لوكالة “بلومبيرغ” من القاهرة بعد أن أطلعه كبار قادة الجيش على المحادثات: “أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في القريب العاجل. هناك العديد من الوسطاء، بما في ذلك الجهات الفاعلة السودانية وجنوب السودان والدول الأفريقية والأمم المتحدة”.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، الثلاثاء، من واشنطن، إن الجيش يعلم أن دعم التنمية الاقتصادية في السودان وتخفيف عبء الديون، وكذلك تمويل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يعتمد على استعادة المسار الديمقراطي.
وأكد فيلتمان أنه فوجئ بقرارات الجيش، التي اتخذت بعد ساعات من مغادرته السودان في ظل محاولته إصلاح العلاقات العسكرية- المدنية.
وقال إن “العسكريين في السودان فاوضوني قبل إجراءاتهم بنية سيئة أكثر من كونهم كذبوا علي”، مؤكدا أنه “على المدنيين ألا يحاولوا تهميش العسكريين، وعلى العسكريين ألا يعملوا على تهميش المدنيين وخطف العملية الانتقالية”.