الرئيسيةشؤون عربية

ليبيا: هل يتفق الاخوة الاعداء على تنظيم انتخابات 24ديسمبر في موعدها؟

ترشح سيف الاسلام خلط اوراق المترشحين

سيف الإسلام القذافي / الأناضول

سحبت مفوضية الانتخابات في ليبيا، الإثنين 15 نوفمبر2021، بياناً بعد دقائق من نشره على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك قالت فيها إنها ترفض ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية. 

سيف الإسلام (49 عاماً) ظهر، الأحد، في صور منشورة على منصات التواصل الاجتماعي بعمامة وعباءة تقليدية بنية اللون ولحية رمادية ونظارة وهو يوقع وثائق في مركز التسجيل بمدينة سبها بجنوب البلاد، مرشحاً لانتخابات الرئاسة المرتقبة في ديسمبر 2021.

وكان لافتا ان سيف الاسلام ارتدى ذات الملابس التي ظهر بها والده في خطابه الاخير الشهير بعبارة زنقة زنقة

مساء الأحد أعلنت مفوضية الانتخابات في ليبيا قبولها أوراق ترشح سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، في خطوة رفضها أعيان عشائر ليبية وقادة عسكريون.

ولكن القذافي الصغير يحتفظ بعلاقات واسعة وتاييد كبير في مناطق الجنوب الليبي المطل على الحدود التشادية

ويتردد ان سيف الاسلام كان امضى التزاما  مع محتجزيه في الزنتان باتنه يتعهد بالبقاء في الجنوب وعدم السفر خارج ليبيا وعدم الترشح لاي منصب سياسي

ويرى ملاحظون ان ترشح القذافي الابن يحظى بدعم فرنسا التي تريد اعادة خلط الاوراق في ليبيا بعد اقصائها من صفقات اعادة الاعمار التي إستأثرت بجلها تركيا في زمن السراج ثم  الدبيبة

جاء في البيان الذي نُشر لدقائق على حساب المفوضية: “أمام ما تشهده المفوضية من زعزعة للاستقرار وإغلاق للمكاتب في الوقت الحالي، بسبب ترشح المدعو سيف الإسلام القذافي، قررت المفوضية رفض ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية القادمة”.

وبعد وقت قصير قامت مفوضية الانتخابات بسحب منشورها دون تقديم أسباب لذلك.

مسؤول في مفوضية الانتخابات قال لوسيلة إعلام مصرية إن اختراقاً شهدته الصفحة الرسمية للمفوضية خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى أن المخترقين بثوا خبراً كاذباً حول رفض طلب ترشح سيف الإسلام القذافي..

رفض ترشح القذافي

الأحد طالب المدعي العام العسكري في ليبيا، بإيقاف إجراءات ترشح كل من سيف الإسلام القذافي وقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، بتهمة “ارتكاب جرائم خطيرة ضدّ الدولة”.

وفي رسالة إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات، طلب المدعي العام العسكري وقف ترشيح سيف الإسلام وحفتر، إلى حين امتثالهما للتحقيق فيما أسند إليهما من وقائع وجرائم، وحملها المسؤولية القانونية حال مخالفة ذلك.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت مفوضية الانتخابات قبولها أوراق ترشح سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي.

حيث قالت المفوضية، في بيان، إن سيف الإسلام (49 عاماً) قدم “أوراق الترشح لرئاسة الدولة، وتقدم بمستندات ترشحه إلى مكتب الإدارة الانتخابية في مدينة سبها (جنوب)، مستكملاً المسوغات القانونية”.

كما أعلن حكماء وأعيان وقادة قوات بركان الغضب شرق طرابلس الليبية رفضهم “القاطع” لترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر.

وقال البيان: “نرفض رفضاً قاطعاً ترشح المجرم سيف الإسلام القذافي لما ارتكبه من جرائم في حق الليبيين إبان ثورة فيفري  باعتباره مجرماً محكوماً قضائياً”.

وأضاف: “نرفض رفضاً قاطعاً ترشح مجرم الحرب حفتر باعتباره مواطناً أمريكياً وارتكب جرائم في حق الليبيين”.

كما رفض البيان “إجراء الانتخابات دون قاعدة دستورية واضحة وتوافقية”.

“المنقذ”

ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد محتجين إبان ثورة 17 فبراير/ 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969-2011).

ووفق مراقبين، فإن نجل القذافي اتخذ خطوة الترشح مستغلاً شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة “الاستقرار النسبي” للبلاد في عهد والده، بعد عِقد صعب شهد صراعات سياسية ومسلحة كثيرة.

فقد قال سيف الإسلام القذافي، في حوار سابق مع صحيفة أمريكية، إن السياسيين الليبيين “لم يجلبوا إلا البؤس، وحان الوقت للعودة إلى الماضي، فالبلد جاثٍ على ركبتيه، لا مال ولا أمن، لا توجد حياة هنا”.

انطلاقاً من هذا التحليل المأساوي لوضع البلاد، يُقدم نجل القذافي نفسه كمنقذ للبلاد، وأنه يريد “إحياء الوحدة المفقودة”.

كان موقع شبكة Voice of America الأمريكية قد نشر تقريراً أواخر جوان  2021 عنوانه “ترشُّح سيف الإسلام القذافي المحتمل للرئاسة”، تناول ما أكده بالفعل حوار صحيفة نيويورك تايمز، في احتمال أثار حفيظة الدبلوماسيين الغربيين ومستشاري الديمقراطية الدوليين، الذين يقولون إن عملية السلام المضطربة في ليبيا لديها ما يكفيها من العوائق التي تحتاج إلى تجاوزها، ولا تتحمل أن يُضاف إليها نجل القذافي، الذي يعد شخصية تتسبب في حالة استقطاب شديد.

انتخابات مرتقبة

كان قد تم تحديد 24 ديسمبر  موعداً مرتقباً لانتخابات ليبيا، عبر خريطة طريق تدعمها الأمم المتحدة.

بينما لا يزال إجراء الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان جديدين محل شك، حيث لا يتبقى سوى ستة أسابيع فقط على إجراء التصويت المزمع، وسط خلافات بين فصائل وهيئات سياسية متناحرة في الشرق والغرب، حول القواعد التي يستند إليها الجدول الزمني للانتخابات ومن يمكنه الترشح فيها.

هذا الخلاف يهدد بانهيار عملية السلام الأوسع نطاقاً، والتي تشمل أيضاً جهوداً لتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة منذ فترة طويلة وخروج المرتزقة الأجانب الذين لا يزالون متمركزين على طول خطوط المواجهة، على الرغم من وقف إطلاق النار.

قال رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الإثنين 15 نوفمبر 2021، إنه سيعلن موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية في “اللحظة المناسبة”، مجدداً رفضه لقانونَي الانتخاب الصادرَين عن مجلس النواب.

جاء ذلك في تصريحات له خلال مشاركته في إعلان تأسيس المجلس الوطني للشباب في العاصمة طرابلس (غرب)، بمشاركة فعاليات طلابية وشبابية.

حيث قال الدبيبة إن “الشباب هم من سيحددون قراري إزاء المشاركة في الانتخابات المقبلة، وسأعلن عن موقفي من الترشح في (اللحظة المناسبة)”.

تعد تلك التصريحات الرسمية هي الأولى من نوعها على لسان الدبيبة بشأن موقفه من الانتخابات الرئاسية.

الدبيبة أضاف أن الجميع يريد الانتخابات، ولكن هناك (يقصد مجلس النواب) من أخرج قوانين الانتخابات مفصَّلة على (مقاس) بعض الجهات والأشخاص، ولا يمكن أن نرضى بهذا القانون “المعيب”.

في هذا الإطار، يقول منتقدون إن قانون الانتخابات الرئاسية يسمح بترشح اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد الميليشيا التي قاتلت لسنواتٍ حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.

فيما تابع الدبيبة: “نريد برلماناً نزيهاً يخدم كل الليبيين وقانوناً للانتخابات عادلاً يتفق عليه الليبيون، ونريد أن تُجرى انتخابات على أساس قاعدة دستورية وقوانين عادلة يتفق عليها الجميع”.

شعبية الدبيبة

كان مصدر حكومي ليبي مقرب من الدبيبة قد أعلن، الأحد 7 نوفمبر 2021، أن الأخير يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك في تراجع واضح لتعهُّده بالبقاء على الحياد عندما تولى منصبه بموجب عملية سلام تدعمها الأمم المتحدة.

فيما اكتسب الدبيبة شعبية بفضل برامج الإنفاق العام الضخمة بعد سنوات من الحرب الأهلية، وقد يكون المرشحَ الأبرز للفوز، ليكون أول رئيس منتخب بشكل مباشر في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل نحو عشر سنوات، بحسب وكالة رويترز.

تلك الشعبية جاءت في أعقاب تبنِّيه برامج حظيت بالتأييد الشعبي، منها الدعم المالي للشبان الساعين للزواج والاستثمار في جميع أنحاء مناطق ليبيا.

نتيجة لذلك، أدت هذه الخطوات إلى وضعه في منافسة مع أطراف رئيسية أخرى بالسياسة الليبية، ومنهم بعض منافسيه المحتملين في الانتخابات.

لكن قراره المحتمل بخوض انتخابات الرئاسة قد يزيد أيضاً من الخلافات السياسية بشأن الانتخابات، التي خيّمت بظلالها على عملية السلام.

كان الدبيبة وأعضاء بالحكومة قد تعهدوا بعدم الترشح للرئاسة عندما جرى اختيارهم لحكومة الوحدة الوطنية التي حلت محل حكومتين متنافستين كانت إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، وذلك بعد سنوات من الحرب.

انتخابات مفصلية

وفق مفوضية الانتخابات، فإنها تسلمت حتى الآن أوراق مرشحَين اثنين للانتخابات الرئاسية هما: سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي، وعبد الحكيم بعيو.

لكن مفوضية الانتخابات سحبت، في وقت سابق من الإثنين، بياناً بعد دقائق من نشره على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، قالت فيها إنها ترفض ترشح سيف القذافي للانتخابات الرئاسية.

خلافات متواصلة

يأتي ذلك رغم استمرار الخلافات حول قانونَي الانتخابات بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر؛ بما يهدد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد المقرر نهاية العام الجاري.

لكن رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية عماد السايح، شدّد، السبت 13 نوفمبر 2021، على أن الانتخابات “ستكون في موعدها ولا مجال لتأخيرها حتى لو عُدلت القوانين من البرلمان”، مؤكداً أن المفوضية “لم تتسلم حتى الآن ما يفيد بضرورة توقف العملية الانتخابية”.

كانت المفوضية قد فتحت باب الترشح للانتخابات، الإثنين 8 نوفمبر، ويستمر حتى 22 نوفمب الجاري للرئاسية منها، وحتى 7 ديسمبر المقبل للانتخابات البرلمانية.

ترجيحات بتأجيل الانتخابات

في المقابل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، السبت، على هامش ندوة صحفية عقدها بمدينة إسطنبول التركية، إنه من المرجح تأجيل الانتخابات 3 أشهر؛ للتوافق على قوانين الانتخابات.

كان المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا قد هددوا، في بيانهم الختامي، الذي صدر الجمعة 12 نوفمبر 2021، بفرض عقوبات على الأفراد الذين “سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض الانتخابات المقررة في ليبيا”، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.

في حين أعلن الدبيبة، في تصريحات صحفية باليوم ذاته، عزمه على تسليم السلطة إلى الجهة التي ينتخبها الشعب في حال جرت الانتخابات بشكل “نزيه وتوافقي”.

كان قد تم تحديد 24 ديسمبر، موعداً مرتقباً لانتخابات ليبيا، عبر خريطة طريق تدعمها الأمم المتحدة.

فيما يأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.