الرئيسيةثقافة وفنون

ادهم النابلسي يقرر اعتزال الغناء

افتى بان الغناء لا يرضي رب العالمين

“لا يتماشى مع إرضاء رب العالمين”، بهذه العبارة أوضح الفنان الأردني، أدهم نابلسي، سبب اعتزاله للفن، الأمر الذي أعاد الجدل حول التوبة عن الغناء وموقف الدين من الموسيقى.

وكشف نابلسي، الإثنين، عبر مقطع فيديو استعان فيه بعدد من الآيات القرآنية التي رتلها بصوته، أن رحلته في عالم الغناء “لم تكن في رضا الله” وهو ما دفعه للاعتزال نهائيا، مؤكدا على أنه لن يختفي وإنما سيشارك الجمهور تفاصيل رحلته الجديدة التي لم يكشف عنها.

وقرار نابلسي أدى إلى حالة من الانقسام في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. وكان من أبرز المنتقدين زملاء له في مجال الغناء، وبينهم المغنية اللبنانية مايا دياب، والسورية فرح يوسف، إذ أكدتا على أن الفن “ليس حراما”.

فما موقف الشريعة الإسلامية من الموسيقى والغناء؟ وهل نهى النبي محمد عن المعازف؟

يجيب الباحث والمفكر في الشؤون الإسلامية، إسلام البحيري، في حديث لموقع “الحرة”، قائلا إن “إنزال حكم الإسلام يعني الاعتماد على النص الإلهي، القرآن، وما صح من السنة النبوية”.

وشدد البحيري على عبارة “ما صح”، موضحا أنه “ليس كل ما جاء في كتاب معين، مهما بلغت شهرته، صحيحا، فلا يوجد عمل  بشري كامل.

وعن موقف القرآن من الغناء والموسيقى، يجزم البحيري بأنه “لا يوجد أي نص يمنع ذلك أو يحرمه، بل على العكس هناك نصوص داود التي تضمنت يا جبال أوبي معه، بمعنى أن تكون مثل الكورال”.

وتضمنت الآية العاشرة من سورة سبأ: “ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد”. وبحسب الرواية القرآنية، كانت الجبال والطيور تسبح الخالق مع النبي داوود.

وفي السياق ذاته، أكد البحيري أن “الإسلام وجميع الأديان السماوية مرتبطة بالفطرة، والإنسان السوي من فطرته أن يعشق الموسيقى والغناء وترقي روحه وتعلي من نفسه وتنقي حتى الشوائب”، معتبرا أن “الموسيقى فعل إنساني عظيم، والإسلام متفق مع الفطرة دون أدنى شك”.

وتوافق المايسترو إيمان جنيدي، أول امرأة تقود فرقة موسيقية في مصر، على أن “القرآن لم يحرم الموسيقى والغناء”، ولكنها تتمسك ببعض الشروط للحكم على العمل الفني.

وذكرت جنيدي، في حديث لموقع “الحرة” أن “الغناء المجرد عن اللهو ليس من المحرمات”، مشددة على أنها لا تعزف “في أماكن يسيطر عليها اللهو والرقص وشرب الخمر”.

وأشارت إلى أنه “طالما لا يثير الغناء الغريزة الجنسية، ولم يتضمن كلاما يخالف الشريعة، فلا مانع منه”.

وكلام جنيدي يسير في ذات اتجاه موقف دار الإفتاء الأردنية التي تعتمد الفتوى رقم 3463/2019 في حكم سماع الموسيقى، والتي تعتبر أن “الموسيقى إذا اقترنت بالمحرمات مثل الكلام الفاحش الذي يحيي الرذيلة ويميت الفضيلة، أو الصور والفيديوهات الخليعة، فلا شك أنها محرمة، وذلك بدلالة تحريم الموسيقى إذا اقترنت بالفواحش مثل شرب الخمر”.

وتشير الفتوى الأردنية إلى أن “سماع الموسيقى التي لا ترتبط بالفواحش والمحرمات، ولا تثير الغرائز، فمحل خلاف بين العلماء. والله تعالى أعلم”.

وهنا تتمسك جنيدي، بحديث نبوي مفاده أن ”  الحلال المحض بين لا اشتباه فيه، وكذلك الحرام المحض، ولكن بين الأمرين أمور تشتبه على كثير من الناس”.

وبينت أن “الاختلاف في الحكم الإسلامي لا يعني تناقضا، بل يعكس التنوع الكبير في الفن والموسيقى”، موضحة أن “الإباحة أو التحريم يعتمدان على اللون الغنائي، وأصناف الموسيقى، ومعنى الكلام الذي يجب ألا يخالف الشريعة، والأماكن التي يحضر فيها الفن”.

وأشارت إلى أن “أغنية طلع البدر علينا، إسلامية تراثية، ويقال إن أهل المدينة المنورة كانوا قد استقبلوا الرسول بها عندما وصلهم مهاجرا من مكة، إلا أنه لم يثبت ذلك في الأحاديث”.

واستشهدت جنيدي بدفاعها عن الغناء بحديث نبوي نقلا عن عائشة، زوجة النبي محمد: “دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي.. فأقبل رسول الله فقال دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا”.

بدوره، يوضح البحيري أن “الحديث صحيح وثابت في كتاب البخاري، ويروي ما حصل في منزل الرسول بأحد أيام العيد، وغيرة أبي بكر كانت فقط على حرمة المنزل وعدم جواز الغناء داخله، ولكن الرد كان واضحا: دعهما”، معتبرا أن ذلك “خير دليل على جواز ذلك”.

ومحمد بن إسماعيل البخاري هو عالم وفقيه مسلم، لديه كتاب يعرف باسم “الجامع الصحيح”، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح لدى المسلمين والذي يعتبره بعض علماء أهل السنة والجماعة أنه “أصح” الكتب بعد القرآن الكريم.

وحول ما يرتكز عليه البعض في تحريم الفن، يتحدث البحيري عن عدد كبير من الأحاديث غير الصحيحة والثابتة، مبينا أن “هناك حوالى 1200 حديث معلق لدى البخاري، أي أن الراوي لم ينقلها إليه مباشرة”.

وأضاف: “في كتاب البخاري يلاحظ دائما بداية الحديث بكلمة “حدثني”، إلا في الأحاديث المعلقة فتبدأ بقال، وهي إشارة من الكاتب للقراء لتبيان عدم قوة الحديث”.

ولفت إلى أن “الحديث الأكثر شيوعا بين رافضي الغناء والموسيقى هو الذي يشير إلى زمان يستحيل فيه القوم المعازف، وهو حديث غير صحيح وثابت”.

ويقصد البحيري الحديث الوارد في الصفحة 5590 من كتاب صحيح البخاري الذي جاء بما حرفيته: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف..”. ويستحلون أي يقولون عنها هي حلال، وليست في واقع الأمر حلالا، بحسب معاجم اللغة العربية.

ورأي البحيري أن “التحريم على أساس هذا الحديث ينطوي على “مشكلتين: الأولى هو أنه معلق أي محذوف السند، وهو بالتالي أقرب للضعيف، ولا يمكن الاعتداد به”.

وتابع: “المشكلة الثانية تتمثل بأننا لسنا بحاجة لأحاديث لمعرفة الأمر إذا كان حلالا، حيث أن الأصل هو الإباحة”.

وأشار  البحيري إلى أن “الأصل في الأشياء هو الحلال، والتحريم لا يتم إلا بنص قرآني أو بحديث ثابت يتضمن المنع”.

واعتبر أن “البعض في تحريمهم يعتمدون على الفقهاء، ولكن الإسلام لم يأمر بذلك، بل يجب اتباع القرآن والسنة الصحيحة”، مكررا “الأصل هو الإباحة حتى ثبوت التحريم”.

وكان عدد من الفنانين قد أعلنوا اعتزالهم لأسباب دينية في السنوات الأخيرة الماضية، ومنهم من كان في مجال التمثيل والسينما وليس الغناء فقط، ومن بينهم المغني فضل شاكر، والمغنية اللبنانية، أمل حجازي، والممثلتان المصريتان حنان ترك وحلا شيحا اللتان ارتدتا الحجاب.

وجدير بالذكر ان اصواتا تطلع بين الفينة والاخرى تحرم الغناء او تعتبره مناقضا للدين، فقد اعتزلت مطربة لم تحقق شهرة كبيرة هي حياة جبنون وانتقلت الى العمل الدعوي ، وصرحت مطربتان شعبيتان معروفتان في تونس بان الغناء مناقض للدين وان عملهما في الفن ليس سوى لكسب القوت ، ويتعلق الامر بزينة القصرينية ووردة الغضبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.