اصحاب ولا اعز: هل يستحق كل الجدل المثار حوله؟
شاهدت النسخة الفرنسية المترجمة، ولم أستطع إكمال دقائق من النسخة العربية، أحسست أنني بصدد مشاهدة جبلاية قرود وليس فيلما”، هكذا أثار الروائي والكاتب المصري، عزت القمحاوي، الجدل حول النسخة العربية من فيلم “أصحاب ولا أعز” من زاوية فنية، مبتعدا عن “النقد الأخلاقي” الحاد، والمثير للجدل، الذي يتعرض له ممثلوه ومنتجوه.
وتعرب الناقدة الفنية، علا الشافعي عن “تفهمها لوجهة نظر القمحاوي”، مشيرة إلى أن الجدل الذي انصب على الممثلين ومحتوى الفيلم، أبعد الحديث عن التقييم الفني للعمل بشكل حقيقي، “قد يكون الفيلم فنيا ليس على نفس مستوى الضجة الذي أثارها البعض، مما يجعلك في خانة المدافع عن هذا المنتج أيا كان”.
فيما تقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إن النسخة العربية واحدة من 17 نسخة أخرى، “حتى أنه تم عرضه في مهرجان القاهرة الدولي وحصل على جائزة منه”، مشيرة إلى أن “كل النسخ التي تم إنتاجها بلغات مختلفة تعاملت مع نفس السيناريو وهم أعلنوا عن ذلك، وليس اكتشافا”.
وتم عرض النسخة العربية، وهي من تمثيل المصرية منى زكي، الممثل الأردني-الفسلطيني إياد نصار والممثلين اللبنانيين عادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز وفؤاد يمين وديامان بو عبود، على منصة نتفليكس، وهو مأخوذ من فيلم إيطالي عرض عام 2016 وصدرت عنه اقتباسات بلغات عدة، الأمر الذي يذكره الفيلم في نهايته.
“يدعو للقلق على الإبداع”
واعتبر القمحاوي، في منشور على صفحته على فيسبوك، أن الفيلم يدعوا للقلق حول واقع ومستقبل الإبداع السينمائي.
وقال “ما قيمة هذا النسخ الحرفي لعمل السينارست والمخرج والممثل، حتى اختيار الممثلين بمواصفات جسدية مطابقة للمواصفات الممثلين الأصليين، لغة الجسد وتعبيرات الوجه”.
وتساءل: “لماذا يتحرك كل هذا الجهاز الفني لنسخ كل تفصيلة في الفيلم الأجنبي، بينما كان الدوبلاج الصوتي كافيًا؟”.
وتتفق معه الشافعي قائلة إن “الفيلم حتى في حركاته وتفاعلاته والحوار يبدو كأنه مترجم، لم يحدث أي اجتهاد على هذا المستوى”.
وقالت إن “منتجي الفيلم ومخرجه لم يقدما أي مجهود يذكر، كأنك بالفعل ترى الفيلم الأصلي، لأنه أعاد تجسيده بممثلين عرب، حتى زوايا الكاميرا لم تتغير، ولذلك هي مسألة صادمة”.
“ليس أمرا جديدا”
لكن خيرالله ترى أن “إعادة تجسيد فيلم ليس أمرا جديدا، فعلى سبيل المثال، لدينا فيلمي أمير الدهاء وأمير الانتقام، هما نفس الفيلم ونفس نص السيناريو أحدهما كان من بطولة أنور وجدي، ثم أعاد تقديمه الممثل فريد شوقي، أشعر وكأن البعض اكتشف أن هذا يحدث لأول مرة، هناك أفلام أميركية يعاد تجسيدها بنفس القصة والسيناريو أحيانا بعد 20 عاما أو أكثر”.
فيما ترى الشافعي أنه “يمكن أن تكون القصة لطيفة، لكن كان من المهم أن تكون هناك تفاصيل أو بصمة مختلفة وهو مالم يحدث، لا أرى أنها شروط موجودة من منصة نتفليكس بقدر ما هي “استسهال”، خاصة أن هذه هي التجربة الأولى لمخرج الفيلم”.
في المقابل ترى خيرالله أن أصحاب لغة مختلفة عن الفيلم الأصلي قد يرون أن هذا السيناريو يصلح لتقديمه بهذه اللغة بممثلين مختلفين”، داعية إلى مشاهدة النسخ المختلفة من هذا الفيلم، “ونقيم أي الممثلين كان الأفضل في تقديم الأدوار المختلفة”.
وتوضح “ليس دائما يمكن أن تجد العمل الذي يصلح أن يعاد تجسيده أو أن تهتم جنسيات مختلفة به، لكن السيناريو الخاص بهذا الفيلم مميز جدا وحصل على جوائز عديدة، ولا أرى أي مشكلة إطلاقا في إعادة تقديمه باللغة العربية، وليس علينا أن نفرض على صناعه أن ينتجوه بشكل مختلف”.
وأضافت “هناك الكثير من الناس لم تشاهد الفيلم الأصلي أو نسخة أخرى، ولا يريدون مشاهدة فيلم خواجات، خاصة أنه تم تقديمه من ممثلين نعرفهم جيدا”.
فيما ترى الشافعي أن فيلم “اصحاب ولا أعز”، متوسط القيمة فنيا على كل المستويات، مضيفة “وجهة نظري أن الأفلام التي تعيش لفترة طويلة هي التي تقدم شيئا أصيلا يعبر عنك”.
جدل “أخلاقي”
والأحد، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن محاميا توجه بـ”إنذار” لوزارة الثقافة تمهيدا لإقامة دعوى قضائية ضدها وضد “المصنفات الفنية” لمنع عرض “أصحاب ولا أعز” في مصر.
وأثار الفيلم فور عرضه على منصة “نتفليكس” جدلا واسعا بسبب بعض القضايا التي ناقشها والمشاهد التي تضمنها.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انقسمت الآراء بين من يعتبر الفيلم مخالفا لقيم المجتمع، ومن يراه واقعيا.
واستاء بعض المغردين مما عرضه “أصحاب ولا أعز” من قضايا اعتبروها لا تمثل المجتمع العربي. ولم تقتصر الاعتراضات على الداخل المصري بل عارضه البعض في لبنان.
ورفع المحامي المصري أيمن محفوظ دعوى قضائية ضد “أصحاب ولا أعز”، مهاجما النقاد الفنيين الذين دافعوا عن الفيلم.
ويعترض البعض على الألفاط “الخارجة عن المألوف”، كما وصفوها، التي جاءت في الفيلم.
ويؤدي الممثل اللبناني فؤاد يمين دور شخصية مثلي جنسيا لكنه يخفي الأمر عن أصدقائه.