في زيارة هي الاولى منذ عشرين عاما: الرئيس الجزائري في مصر
قضايا اقليمية وملفات ثنائية وتاجيل القمة العربية وارد
في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين، يلتقي الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، بعد يومين من أنباء تأجيل القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة والتي كان مقررا انعقادها في 22 مارس بالجزائر.
وقال زكي، في تصريحات متلفزة للإعلام نقلتها فرانس برس، إنه “بالتشاور مع دولة الاستضافة، وهي الجزائر، كان لديهم تفضيل أيضاً لتأجيل القمة”.
وقالت رئاسة الجمهورية الجزائرية، في بيان، إن تبون “يشرع في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، تدوم يومين، ابتداء من الإثنين”.
وفي وقت ربط تأجيل القمة العربية بجائحة فيروس كورونا، ألمح مراقبون إلى أن “أسبابا سياسية” قد تكون وراء ذلك،
تاتي زيارة تبون في توقيت مهم وتحديات كبيرة تواجه المنطقة العربية وملفات كثيرة سيتم مناقشتها”،
وفي جانفي الجاري، اجتمع السيسي برمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري وتباحثا العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ونقل رغبة تبون بتعزيز التنسيق والتشاور مع الرئيس المصري خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات المتعددة الأشكال التي تواجهها المنطقة والأمة العربية”، بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.
من جهته، يؤكد المحلل السياسي الجزائري، توفيق بوقعدة، في تصريحات لموقع “الحرة”، أن “لقمة الجامعة العربية نصيبها من هذه الزيارة المهمة، نظرا لما تملكه مصر من إمكانات لتقريب وجهات النظر المختلفة بين القادة العرب، حيث هناك مساع لتعطيل انعقاد القمة”.
وأوضح بوقعدة أن “عدم تحديد موعد واضح لانعقاد القمة خير دليل على أنه لا يزال هناك جهات تعمل لعدم انعقادها وعرقلة عودة سوريا إليها”.
وفي نوفمبر 2021، شدد تبون، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، على أن “سوريا من المفروض أن تكون حاضرة في قمة جامعة الدول العربية”.
وتابع: “نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق”، وذلك بعد انقطاع دام عشر سنوات لسوريا عن اجتماعات جامعة الدول العربية.
وعلق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة أواخر نوفمبر 2011، عضوية سوريا في الجامعة العربية، إثر اندلاع الأزمة في البلاد، علما أن الجزائر كانت من المتحفظين على قرار تجميد عضوية سوريا.
وفي الشهر نفسه، قال لعمامرة: “آن الأوان لعودة سوريا إلى الجامعة العربية ومقعدها في الجامعة يجب أن يعود إليها”.
واعتبر لعمامرة أن “تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لم يسهم في حل الأزمة في سوريا، ونحن نسعى للتطلع إلى خطوات طموحة عبر بناء توافق حول القضية ومباركة كل الخطوات التي ترمي إلى خلق جو من التوافق”.
وسيكون لملف الفلسطيني بارزا فى محادثات تبون والسيسي ، في ظل دخول الجزائر على خط المصالحة بين الفصائل وما قيل عن تنافس جزائري – مصري في هذا الملف، وهو ما يتم السعي لنفيه من قبل الطرفين”.
وفي منتصف جانفي الجاري، وصلت ستة وفود تمثل فصائل فلسطينية إلى الجزائر، لبحث ملف المصالحة مع جهات سيادية عليا في البلاد وتضم فتح، حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية، بحسب فرانس برس.
وأتت هذه الخطوة بعد اتفاق تبون، مع رئيس السلطة محمود عباس في السادس من ديسمبر الماضي، على استضافة مؤتمر جامع للفصائل.
بدورها، كانت مصر قد لعبت أدوارا عدة في الملف الفلسطيني، كان أبرزها في ماي 2021، حين نجحت جهودها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة بعد 11 يوما من التصعيد.
وقامت مصر، المجاورة لقطاع غزة، باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.
وينتظر ان يطرح الرئيسان الملف الليبي ،وكان هناك مفارقات في الرؤية المصرية-الجزائرية بشأن الملف الليبي في السابق، حيث برز تناقض في الوجهة لاسيما فيجوان 2021، حين قال تبون إن بلاده كانت مستعدة “للتدخل بصفة أو بأخرى” في ليبيا المجاورة، لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر، المتمركز في شرق ليبيا، نحو العاصمة طرابلس.وفي بيان يعود لجانفي 2020، وعقب استقباله رئيس حكومة الوفاق الوطني سابقا فايز السراج، أكد الرئيس الجزائري أن “طرابلس خط أحمر، نرجو ألا يجتازه أحد” بينما كانت قوات حفتر على مشارف العاصمة الليبية.
وفي جوان 2020، قال السيسي أمام حشد ضم عددا من قيادات القبائل الليبية: “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت-الجفرة.. ده أمر بالنسبة لنا خط أحمر”.
وخلال الصراع في البلاد، دعمت مصر والإمارات وروسيا قوات شرق ليبيا أو ما يعرف بـ”الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر.
وفي المقابل دعمت قطر وتركيا، الفصائل في الغرب التي اتخذت من العاصمة طرابلس مقرا.
لكن القاهرة سعت بعد ذلك لبناء علاقات مع الحكومة الانتقالية في طرابلس، التي تم تشكيلها بعد ملتقى الحوار الوطني في جنيف، العام الماضي.