أعلنت روسيا أن هناك «فرصا» لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الديبلوماسية، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين بث عبر التلفزيون الرسمي أمس «هل هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع شركائنا حول القضايا الرئيسية أم أن هذه محاولة لجرنا إلى مفاوضات غير متناهية؟».
وأضاف «بصفتي وزير خارجية يجب أن أقول إن هناك دائما فرصة لحل المشكلات التي تحتاج إلى حل».
وتابع أن فرص الحوار «لم تستنفد (لكن) يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمى»، مشيرا إلى أن موسكو «مستعدة للاستماع إلى المقترحات المضادة الجادة»، وحتى «لمواصلة وتوسيع» تلك الفرص.
وقال لافروف لبوتين إن الولايات المتحدة قدمت مقترحات ملموسة لخفض المخاطر العسكرية، لكنه قال إن الردود الواردة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لم تكن مرضية.
ويخطط مجلس النواب الروسي (الدوما) لإعداد مسودتين لقرار يحث الرئيس بوتين على الاعتراف باستقلال جمهوريات دونباس المعلنة من جانب واحد بأوكرانيا، حيث يتم بحثهما في جلسة عامة للمجلس، حسبما ذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلا عن مصدر مطلع.
وأفاد المصدر «من المتوقع أن يقدم مجلس الدوما مسودتين لقرار، والذي سيحث الرئيس على الاعتراف جمهورية دونيتسك وجمهورية لوهانسك الشعبيتين، للنظر فيهما في الاجتماع العام لمجلس الدوما» اليوم.
في سياق متصل، أعلن المتحدث الصحفي باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف أن تخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي (الناتو) من شأنه أن يساعد في التفاوض بشأن الضمانات الأمنية، التي طالبت روسيا بها، مشيرا إلى ان العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى «الحضيض» على الرغم من تزايد الحوار الثنائي مؤخرا.
وقال بيسكوف ـ في تصريح امس ـ إن رفض أوكرانيا بشكل رسمي لموضوع الانضمام إلى الحلف سيساعد في صياغة رد ملموس على مخاوف روسيا الأمنية.
وتابع «من دون شك سيساعد الرفض المسجل بشكل رسمي من جانب أوكرانيا لفكرة الانضمام إلى «الناتو» في دفع المفاوضات قدما، بالطبع هذه خطوة من شأنها أن تسهم بشكل كبير في صياغة رد أكثر جدوى على المخاوف الروسية».
جاء ذلك بعدما صرح السفير الأوكراني في بريطانيا فاديم بريستايكو، ردا على سؤال بشأن استعداد بلاده التخلي عن رغبتها في الانضمام إلى الحلف من أجل الحفاظ على السلام، بقوله «من دون شك أوكرانيا مستعدة للموافقة على كل أشكال الحوار من أجل السلام والحفاظ على حياة الناس».
لكن وزارة الخارجية الأوكرانية نفت نية كييف التخلي عن طلب العضوية في «الناتو»، مشيرة إلى أن هذا المطلب موجود في الدستور الأوكراني.
وفي وقت لاحق، وردا على سؤال مرة أخرى عما إذا كانت أوكرانيا ستغير موقفها بشأن مساعي الانضمام إلى حلف الأطلسي، قال السفير بريستايكو «لا».
وأضاف «ما نتحدث عنه هو أننا لسنا أعضاء حاليا، ولذلك ينبغي أن نبحث عن شيء آخر مثل اتفاقات ثنائية مع المملكة المتحدة، أو الولايات المتحدة».
وتابع «لذلك، بالإضافة إلى حلف الأطلسي، نحن نسعى إلى ترتيبات أخرى تسمح لنا بتجاوز المحنة الحالية».
من جانبه، حذر جهاز الأمن في أوكرانيا من أن البلاد تواجه محاولات لإثارة الذعر بشكل منهجي وترويج المعلومات الكاذبة المضللة.
وذكرت المخابرات الأوكرانية في بيان، أوردته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية امس، «يهدف هذا الضغط الإعلامي لبث الذعر في المجتمع الأوكراني، وتقويض الثقة في قدرة الدولة على حماية مواطنيها، وتقويض وحدتنا»، داعيا الجميع «عدم الانجراف وراء الاستفزازات».
وفي الغضون، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أنه أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع نظيره البيلاروسي وسط مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا خصوصا عبر بيلاروسيا حليفة موسكو.
وقال الوزير الأوكراني «أرى فيها (المكالمة الهاتفية) إشارة إيجابية وخطوة أولى نحو تعاون مثمر»، فيما تجري بيلاروسيا حاليا تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا قرب الحدود الأوكرانية.
أوروبيا، قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يعد عدة خطوات ردا على أي تحركات أخرى من جانب روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا، لكن التكتل لا يعلم بالضبط ما الذي تخطط له موسكو.
وأضاف المسؤول أن المحادثات الأميركية مع روسيا «لم تسفر عن الكثير من التقدم» لكن قنوات الحوار مع الرئيس فلاديمير بوتين لاتزال مفتوحة عبر زعيمي ألمانيا وفرنسا.
كما أكد وزراء مالية دول مجموعة السبع استعداد بلادهم لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات «عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي» خلال «مهلة قصيرة جدا» في حال شن هجوم عسكري على أوكرانيا.
من جهته، دعا رئيس الـــوزراء البريطـــاني بوريس جونسون الرئيس الروسي إلى التراجع عن «شفير الهاوية» في الأزمة الأوكرانية، معتبرا أن الوضع «خطر جدا جدا» في ظل خطر تعرض أوكرانيا لاجتياح روسي.
وقال جونسون في تصريح بثته القنوات التلفزيونية البريطانية إن «الوضع خطير جدا جدا وصعب، نحن على شفير الهاوية، لكن لايزال هناك متسع من الوقت أمام الرئيس بوتين لكي يتراجع».
وأضاف «ندعو الجميع إلى الحوار لتفادي ما قد يكون خطأ كارثيا».
إلى ذلك، هبطت طائرة عسكرية ألمانية تحمل تعزيزات من الجنود في مطار كاوناس في ليتوانيا امس في أولى العمليات المزمعة لنشر قوات من دول حلف شمال الأطلسي.
وقال متحدث باسم مجموعة القتال التابعة للحلف إن طائرة من طراز «إيه 400 إم» حملت نحو 70 جنديا في طليعة قوات يتوقع أن يصل قوامها إلى 360 جنديا ألمانيا والتي من شأنها أن تعزز قوات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في المنطقة.
وتشمل العمليات الجديدة نشر قوات مدفعية وقوات استطلاع ومسعفين من وحدات من مختلف أنحاء ألمانيا.