السيد رجب طيب أردوغان
وجه الدكتور أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية رسالة مفتوحة الى الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان قائلا له”ارفع يدك عن تونس”
يذكر ان احمد المناعي كان ترأس وفدا زار تركيا عام 1998 لمساندة أوردوغان
وهذا نص رسالة الدكتور المناعي:
رئيس الجمهورية التركية
التحية والسلام اللائقين بالمقام وبعد
منذ جئتك على رأس وفد دولي لمساندتك في شهر ماي سنة ثمان وتسعين وتسع مائة وألف
حق لي أن أكتب لك بدون عقد ولا وسائط…وقد كتبت لك بتاريخ أثني عشر نوفمبر وألفين لتهنئتك بانتصار حزبك ثم كتبت لك ثلاث مرات وها أنا أكتب لك بالرابعة لأندد بتدخلك في شؤون تونس الداخلية.
إني أستغرب ألا تمدك سفارتك واستخباراتك في تونس بالمعلومات الدقيقة الكافية والكفيلة بتوضيح رؤيتك عن الأوضاع في تونس حتى تتجنب الوقوع فيما وقعت فيه من خطأ فادح متمثل في التدخل السافر في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة وهو للأسف الشديد التصرف الذي دأبت عليه مع تونس ومع غيرها من البلاد العربية منذ تراءى لك أنك أصبحت الخليفة السادس منذ عشر سنوات.
ولقد حزنت كثيرا يوم رفعت شعار رابعة في مدخل القصر الجمهوري بقرطاج عندما جئت في ضيافة الرئيس الباجي قائد السبسي ثم يوم نددت بالصوت العالي لشمك رائحة السجاير في القصر الجمهوري في قرطاج يوم نزلت ضيفا على الرئيس قيس سعيد، ما هكذا يتصرف الضيف المحترم لنفسه ولمضيفيه في كل الثقافات والحضارات اللهم إذا اعتبرت نفسك غاز ومحتل وهو ما سيقاومه التونسيون بكل قوة.
الموقف هذه المرة أخطر بكثير من الحالات السابقة فأنت تتدخل في شأن داخلي تونسي يهم التونسيين وحدهم ولا دخل لتركي أو أمريكي أو فرنسي أو غيرهم وذلك طبقا لكل الشرائع والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
ولأني أراك جاهلا بالوضع العام في تونس وأحسب أن السفارة والمخابرات التركية الحاضرة بقوة عندنا لم تؤد واجبها في تمكينك من معرفة الحقيقة فسألخص لك الوضع.
إن العشر سنوات الأخيرة في تونس مع مختلف الرؤساء والحكومات والأحزاب كانت سنوات حكم راشد الغنوشي الشخصي وهي أسوا سنوات في تاريخنا على كل المستويات وإن الأجراء الذي اتخذه الرئيس قيس سعيد في ذكرى عيد الجمهورية بتجميد البرلمان ثم أخيرا بحله قد أنقذ به الدولة وحمى به فرع الأخوان المسمى النهضة من انتقام شعبي برزت بعض مظاهره في حرق عديد المقرات لهذه الجماعة.
سيدي الرئيس
ان كنت قد لاقيتك في سنة ثمانية وتسعين من القرن الماضي ….. فاني عرفت الغنوشي في شهر أكتوبر سنة ثمان وستين من القرن الماضي وأجزم أنه أكبر وأقدم وأفشل انقلابي في تاريخ تونس فقد بدأ يجهز للانقلابات منذ سنة ثمان وسبعين وحاول مرة أولى في سنة سبع وثمانين وحاول ثانية في سنة واحد وتسعين ولم ينجح سوى في انقلابه على حركته لاسترجاع الرئاسة في شهر نوفمبر اثنين وتسعين في الخارج.
واذا لم تصدقني فقد كان لك مستشارا عندما كنت رئيس بلدية اسطنبول لاقيته عندما زرتك في ماي ثمانية وتسعين وهو « د. احسان سريا صورما » قد عرف الغنوشي في نفس الفترة التي عرفته فيها ويمكن له أن يعرفك بهذا الشخص.
وعلى كل حال فقد انتهى الرجل في تونس وهو الان محل كراهية شعبية عارمة وكذلك الحال بالنسبة لجماعته والأفضل بالنسبة لك والأقرب الى الحكمة والعقل بالنسبة لرئيس الجمهورية التركية أن يدخل تونس من بابها الأكبر وأن يحافظ على علاقته برئيس الجمهورية التونسية فهو الممثل الوحيد لتونس معك ومع كل الأطراف الأجنبية ومن ادعى غير ذلك من التونسيين فهم انقلابي متامر وهو حال الغنوشي ومن معه.
لقد لمس الكثيرون بعض التحسن في علاقاتك مع مصر وقيادتها وأرجو أن يشمل هذا التحسن علاقات تركيا مع كل البلاد العربية بدءا بسورية المجاورة لكم والتي تعاني كثيرا من تدخلكم .