ليبيا.. إغلاقات نفطية ومخاوف فوضى
يستمر الغموض الذي يلف المشهد في الغرب الليبي، وسط مخاوف من العودة إلى مربع الفوضى والانقسام جراء التجاذبات بين حكومتي فتحي باشاغا وعبدالحميد الدبيبة. شهد المسرح الليبي تطوّرات لافتة خلال اليومين الأخيرين، إذ أُعلن عن قيام ميليشيات تابعة لمدينة نالوت بمنع قوات تابعة لمدينة الزنتان من الوصول لمعبر وزان على الحدود مع تونس لإفساح المجال أمام رئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن مجلس النواب فتحي باشاغا وتأمين دخوله إلى طرابلس.
ووجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع مع عميد بلدية نالوت، بضرورة العمل على استتباب الأمن في المنطقة الغربية، وعدم السماح بأي تحركات تهدف إلى زعزعته. وأشارت مصادر مطلعة ، إلى أنّ الدبيبة التقى السفير التونسي في طرابلس، وأبلغه عدم ارتياح حكومته لنشاط منافسه باشاغا في تونس، مطالباً بضرورة منعه من التحرك نحو المعابر الحدودية. ووفق المصادر، فقد تمّ الاتفاق على تنسيق لقاء بين وزيري الداخلية الليبي والتونسي لتنظيم حركة العبور، لافتة إلى وجود مؤشرات تكشف عن برود في العلاقات بين تونس وحكومة الدبيبة، لاسيما بعد ظهور أحد الإرهابيين المطلوبين للسلطات التونسية في مصراتة وهو يهدد باستهداف بلاده خلال الفترة المقبلة.
مظاهر مسلحة
واتسعت دائرة المظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس، ما جعل اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان تسارع للتحذير من مغبة جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة وتعريض الوحدة الوطنية والاجتماعية والجغرافية لليبيا والأمن والسلم الاجتماعي للخطر. وفيما حمَّل آمر قوة مكافحة الإرهاب في مصراتة، مختار الحجاوي، بعثة الأمم المتحدة مسؤولية ما قد يحدث من صدام، قالت حكومة باشاغا إنها تحمل الحكومة المنتهية ولايتها كامل المسؤولية عن أي تصعيد عسكري يمس بالأمن والاستقرار ويهدد سلامة المدنيين. ودان باشاغا ما أسماه إهدار المال العام وتسخير ثروات الدولة الليبية لصالح حكومة منتهية ولايتها، في إشارة إلى حكومة الدبيبة، مضيفاً: «سنواجه هذا الانحراف بالطرق السياسية بحزم وجدية».
إغلاقات نفطية
في الأثناء، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، أمس، حالة القوة القاهرة على خام مليتة من حقل الفيل النفطي جنوب غرب البلاد، وإلى حين إشعار آخر. وقالت المؤسسة في بيان، إنه على خلفية تعرض حقل الفيل النفطي إلى محاولات الإغلاق التعسفي، بسبب دخول مجموعة من الأفراد ومنع المستخدمين من الاستمرار في الإنتاج وقد توقف الإنتاج بالكامل أمس، الأمر الذي جعل من تنفيذ المؤسسة لالتزاماتها التعاقدية أمراً مستحيلاً.
دعوة للتعقل
أعربت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط عن أسفها لما آلت إليه الأمور، مطالبة بتغليب لغة العقل والحكمة، والنأي بقطاع النفط عن الصراعات، للحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية المتهالكة والمهترئة بسبب تبعات الإغلاقات العشوائية طوال السنوات الأخيرة، فضلاً عن شح الميزانيات. وفي شرق البلاد، أعلن أهالي وأعيان وسكان بلدية الزويتينة، إغلاق ميناء تصدير النفط، فيما رجّحت مصادر مطلعة اتساع الإغلاقات خلال الساعات والأيام المقبلة لتشمل كافة الحقول والموانئ النفطية في المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية التي أصبحت بالكامل خارج نفوذ حكومة عبدالحميد الدبيبة.