تشكيل جبهة للخلاص في مواجهة قيس سعيد
أعلن ” المعارض السياسي التاريخي” أحمد نجيب الشابي عن تأسيس جبهة سياسية معارضة تهدف لتجميع القوى الديمقراطية و”إنقاذ” البلاد من أزمة سياسية واقتصادية عميقة، وفق فرانس برس.
وأعلن أحمد نجيب الشابي (78 عاما)، وهو شخصية يسارية التوجه السياسي، في مؤتمر صحفي عن تشكيل “جبهة الخلاص الوطني”.
وتتكون الجبهة من 5 أحزاب، من بينها “حركة النهضة” الإسلامية، وأبرز المعارضين للرئيس، قيس سعيد، بالإضافة إلى خمس منظمات.
وقال الشابي إن الهدف من التحالف توحيد صفوف كل القوى السياسية “لإعادة إرساء المسار الديمقراطي والدستوري وضمان الحقوق والحريات في البلاد”، وإنقاذ اقتصاد “في تراجع كبير” بسبب وضع سياسي “متعفن” ينفر المستثمرين
وهذا التحالف من شأنه أن يجذب تكتلات سياسية وشخصيات “مؤثرة” قبل إطلاق حوار وطني حول الاصلاحات من أجل “إنقاذ البلاد”، حسب الشابي.
الجدير بالذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد قرر حل البرلمان نهائيا بعد أن جمد أعماله وأقال رئيس الحكومة السابق وتولى السلطات في البلاد.
وفي فبفري الماضي ، حل المجلس الأعلى للقضاء وقرر تعويضه بمجلس آخر وقتي عين له قضاة.
والجمعة الماضية، أصدر مرسوما رئاسيا عزز من صلاحياته في تعيين رئيس وأعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد أن كان يتقاسم هذه الصلاحية مع البرلمان.
وواجه سعيد انتقادات شديدة بسبب هذه القرارات، واعتبر البعض أنه “يجر البلاد نحو ديكتاتورية جديدة”.
وتخوض تونس حاليا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض جديد للحد من الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تمر بها.
نزاهة الانتخابات على المحك.. قرار الرئيس التونسي يعمق الخلافات
أثار قرار الرئيس التونسي، قيس سعيد، جدلا كبيرا في البلاد ومخاوف حول نزاهة ومصداقية الانتخابات البرلمانية بعد إجراء تغييرات على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واستبدال سبعة أعضاء.
وأصدر سعيّد، أمرا رئاسيا يعطيه صلاحيات لتعيين رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ونشر القرار في الجريدة الرسمية وجاء فيه “يتركب مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من سبعة أعضاء يتم تعيينهم بأمر رئاسي” وكان عددهم في السابق تسعة أعضاء.
كما منح القرار الرئيس صلاحية تعيين رئيس الهيئة من بين أعضاء الهيئات العليا المستقلة للانتخابات السابقة وعضوين آخرين، على أن يعيّن المجلس الأعلى للقضاء الأعضاء الأربعة المتبقين.
واعتبر رئيس هيئة الانتخابات، نبيل بفون، أن قرارات سعيّد بحل البرلمان “احتكار للسلطات في البلاد، ولا تتطابق مع مبادئ دستور 2014”. كما أكد أن أي تغيير لرئيس الهيئة أو لأعضائها سيكون “غير قانوني”.
وقال بفون، لرويترز إن الهيئة لم تعد مستقلة بعد مرسوم الرئيس. وأضاف “أصبح واضحا أنها هيئة الرئيس”.
“يشكك في نزاهة الانتخابات”
من جانبه، يرى المحلل السياسي واستاذ القانون الصغير الزكراوي أنه قرار “جيد”، وأرجع ذلك إلى أن “الهيئة كانت مخترقة من الأحزاب والقوى السياسية، وهو ما كان يؤثر على نزاهة الانتخابات”.
لكنه اعترض اعترض على الطريقة التي تم بها تعديل الهيئة العليا للانتخابات، وقال الزكراوي إنه كان يجب أن يتم التوافق على قرار تعديلها خلال الحوار الوطني، وليس بقرار فردي من الرئيس سعيد.
وذكر الزكراوي أن الرئيس سعيد بهذا القرار “يمهد لحكم الفرد ويؤكد أنه لا يكترث للمؤسسات والأفراد والدولة”. وأضاف أن القرار “ينزع أي مصداقية أو استقلالية للهيئة ويشكك في نزاهة الانتخابات، وهو ما قد يؤدي إلى عدم نجاح عملية الاستفتاء والانتخابات برمتها”.
وأعلن سعيّد نهاية العام 2021 عن خارطة طريق سياسية تضمنت استشارة وطنية الكترونية انطلقت مطلع العام الحالي وانتهت في مارس الفائت وشارك فيها أكثر من 500 ألف تونسي قدموا مقترحاتهم وأجوبة على أسئلة تتعلق بالنظام السياسي في البلاد ومواضيع أخرى تشمل الوضع الاقتصادي والاجتماعي ووصفها الرئيس “بالناجحة”.
ومن المنتظر أن تعمد لجنة إلى جمع مقترحات المواطنين ووضع الخطوط العريضة لاستفتاء على الدستور في 25 جويلية المقبل. وتنظم في 17 ديسمبر 2022 انتخابات نيابية جديدة تزامنا مع ذكرى ثورة 2011 التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي.
“وأد الثورة”
وقال راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الإسلامي التونسي إن سيطرة الرئيس قيس سعيد على الهيئة المستقلة للانتخابات تعني أن الانتخابات المقبلة “ستفقد كل مصداقيتها”.
وأضاف الغنوشي لرويترز عبر الهاتف أن قرار سعيد باستبدال أعضاء الهيئة يمثل “محاولة أخرى لوأد الثورة”.
وأشرفت هيئة الانتخابات التي تم إقرارها في دستور 2014 على مختلف الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية التي شهدتها تونس منذ العام2011.
وكان في السابق رئيس الهيئة ينتخب مباشرة من قبل نواب البرلمان.
وستتكون الهيئة الجديدة وفقا لمرسوم الرئيس من سبعة أعضاء من بينهم ثلاثة من هيئات الانتخابات السابقة يختارهم الرئيس نفسه وثلاثة قضاة تقترحهم مجالس القضاء العدلي والإداري والمالي إضافة إلى مهندس تكنولوجيا يقترحه المركز الوطني للإعلامية (التكنولوجيات).
وقال سمير ديلو، النائب بالبرلمان “المنحل”، إن الرئيس سعيد “انتقل من العبث بالدستور إلى الجنون التشريعي، بحل المجلس الأعلى للقضاء، وتعديلات الهيئة المستقلة للانتخابات”.
وأضاف ديلو أن قرار سعيد “يلغي استقلالية هيئة الانتخابات ويجعلها تحت تصرف الرئيس، وهو ما قد يشكك في مصداقية ونزاهة الانتخابات، لأن سعيد سيصبح الخصم والحكم”.
وأكد أن هذا القرار سيدفع الأحزاب والقوي السياسية إلى مقاطعة الانتخابات، بسبب التشكيك في نزاهتها.