طالب أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، في خطاب بمناسبة عيد العمال اليوم الأحد (الأول من ماي 2022) الرئيس قيس سعيد بالشروع الفوري في إطلاق حوار وطني قبل فوات الآوان والاستفادة من التاريخ لتفادي انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق.
وعلى غير العادة حيث تتجمع حشود العمال أمام المقر المركزي للاتحاد في مثل هذا اليوم، جاءت دعوة الطبوبي عبر خطاب افتراضي بسبب تزامن عيد العمال هذا العام مع الاستعدادات لعيد الفطر في تونس يوم غد الاثنين.
وطالب الطبوبي، الذي ذكّر بأحداث خطيرة سابقة مرت بها البلاد وغاب فيها الحوار مع السلطة، لا سيما تلك التي شهدتها تونس أعوام 1978 و1984 و1985، بالاستفادة من التاريخ والدعوة إلى الحوار لتجنب العنف وعدم الاستقرار في ظل أزمة متعددة الأبعاد وأكثر خطورة اليوم تهدد بانهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق.
الحوار الوطني “قارب النجاة الأخير”
وفي خطابه، شدد الطبوبي على أن الحوار الوطني “قارب النجاة الأخير” لتونس التي تعيش أزمة مزدوجة وخانقة، وذلك على المستويين السياسي والاقتصادي ما يهدد بإذكاء التوتر الاجتماعي بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار.
وفي الأثناء تستعد الحكومة لإطلاق حزمة إصلاحات مؤلمة يطالب بها صندوق النقد الدولي لإنقاذ المالية العمومية، قد تطال نظام الدعم وكتلة الأجور وتقليص أعداد الموظفين في القطاع العام.
وبموجب تدابير استثنائية أعلن عنها الرئيس قيس سعيد منذ 25 جويلية الماضي بدعوى مكافحة الفساد والفوضى وإنقاذ البلاد من خطر داهم، جمد الأخير البرلمان وحله لاحقا في مارس الماضي، كما وضع خارطة طريق سياسية يتوقع أن تفضي إلى نظام سياسي جديد (رئاسي) عبر استفتاء شعبي وانتخاب برلمان جديد في نهاية العام الجاري بقانون انتخابي جديد.
لكن ليس هناك توافق لدى المعارضة والمنظمات الوطنية حول خارطة الرئيس حيث يتهمه خصومه بالانقلاب على الدستور، بينما يطالب الاتحاد الذي يتمتع بنفوذ تقليدي في البلاد، بمسار تشاركي رافضا انفراد الرئيس باتخاذ القرارات المصيرية للبلاد وتجميع السلطات بين يديه.
مطالب بإنهاء الحالة الاستثنائية
ودعا الأمين العام للاتحاد الذي دعم قرارات 25 جويلية إلى “الإسراع بإنهاء الحالة الاستثنائية وتوخي سياسة تشاركية لنظام سياسي وقانون انتخابي.. والتشبث بالفصل بين السلطات واحترام استقلالية القضاء وتحييد مؤسسات الدولة والإدارة والجيش والأمن الجمهوري”، بالمقابل يقول الطبوبي إن موقف رئيس الجمهورية يتسم “للأسف بالتردد وعدم الوضوح مخيرا تنظيم استشارة وطنية موجهة للشباب بالخصوص”.
وحذر الطبوبي في خطابه من “استمرار الحالة الضبابية والتفرد التي لن تؤدي إلا إلى التعتيم على المشاكل الحقيقية بخطاب شعبوي لن يزيد الوضع إلا سوءا والاندفاع نحو مجهول مخيف”.
يذكر أن الاتحاد لعب دورا محوريا في أزمة 2013 التي شهدتها البلاد وكادت تعصف بالانتقال الديمقراطي الذي بدا في 2011 عقب الاغتيالات السياسية، حيث توصل مع منظمات وطنية أخرى إلى إطلاق حوار وطني بين الفرقاء السياسيين أفضى لتكوين حكومة غير متحزبة أشرفت على انتخابات 2014. ونال الاتحاد ضمن رباعي الحوار الوطني جائزة نوبل للسلام في عام 2015.
الرئيس ماض في طريقه
رد الرئيس لم يتاخر فقد اعلن عن كتابة دستور جديد خلال ايام قليلة ان لم يكن قد كتب فعلا وعرضه على الاستفتاء اما الحوار فسيكون هامشيا في هيئة فرعية من لجنة يفترض انها ستكتب الدستور لا يعلم شيئا عن تركيبتها ، وان كانت كتابة الدستور ستتم في ايام فمن الواضح ان الحوار لن يستغرق وقتا اكثر
اي ان رئيس الجمهورية قضى اكثر من 7 اشهر يعلن عن نواياه ثم اختصر الزمن في بضعة ايام ليقرر بمفرده تغيير دستور البلاد دفعة واحدة بتعلة بناء جمهورية جديدة ؟ على اساس اننا بنينا جمهوريات اخرى قبلها؟ ةالحال ان بناء الجمهورية متعثر منذ اعلانها عام 1957