اول الكلام
منية العرفاوي تكتب: المجرم الذي أنجز المهمة وهرب إلى قطر…
نشرت الصحافية المتميزة منية العرفاوي تدوينة فيسبوكية جديرة بالنشر في كبريات الصحف عن رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي الذي اختفى منذ25جويلية2021 ولم ينبس ببنت شفة، ليظهر في قطر حيث يعمل ويقيم ، واعتبرت العرفاوي ان المشيشي كان جزءا من سيناريو مطبوخ بعناية …
في ما يلي ما كتبته الزميلة منية العرفاوي كاملا:
اختفى لاشهر.. ثم ظهر في حفل التدشين الرسمي لجامعة السربون بالدوحة القطرية.. كان يجلس في الصفوف الامامية وهو يضع ساقا على ساق وتلك الابتسامة البلهاء – الوضيعة ترتسم على وجهه.. كان يعلم دون شك أن اخباره ستصل إلينا وكان يمعن في استفزازنا وهو يجلس باريحية الوقح الذي اختصر كل أنواع السفالة..
ماذا يفعل في قطر أو كيف غادر آمن من مطار تونس قرطاج ليلتحق باهم الجامعات القطرية و يعامل بكل ذلك التقدير.. في حين كان رأس حربة في منظومة أقام قيس سعيد قيامتها ذات 25 جويلية ؟
كيف غادر.. من يفترض انه #خان و #غدر و #خذل ولي نعمته في حين نكل ببقية رموز المنظومة.. منع من السفر.. إقامة جبرية.. نواب لاشهر دون دخل.. قضايا ومحاكم عسكرية.. ومن تسبب في قتل 25 الف مواطن تونسي لانشغاله بالزهو والطرب و السباحة واحياء السهرات الماجنة في نزل الخمس نجوم!!! هرب إلى قطر ليعيش هناك عيشة الملوك.. خدم وحشم وفيلا أقرب إلى القصر وراتب ضخم من أحد صقور الديوان الاميري.. علي بن فطيس المرى..
تتذكروه.. ماهو..
متاع شيك ليلى بن علي اللي عطاه هاكا العام للمرزوقي.. ورجل استرجاع الاموال المنهوبة في الأوطان المنكوبة وصاحب جامعة لوسيل الخاصة اللي عمل فيها رابطة المختصين في القانون الدستوري وحط رئيسنا رئيسا لها عرفتوه توه.. ايييه نعم سي المشيشي توه عندو حظوة في قطر لم يظفر بها حتى بن علي في السعودية؟
كيف غادر الفاشل.. النكرة.. الذي أتى به قيس سعيد من عدم ومن تحت ابط الوزراء المتعاقبون وهو الذي لم يتجاوز مجده رئيس ديوان فلان.. وطموحه ان يعين واليا في ولاية من ولايات الساحل؟
كيف غادر من له ملف فساد في وزارة الصحة و تكتم عليه احد وزراء الصحة من الذين يتصدرون جبهة 25 جويلية ويعد نفسه ليكن رجل سعيد في المستقبل.. ورقة أخرى لم يحن وقتها بعد ولكنها ستكون ذات أهمية في المستقبل!
الإجابة ببساطة : هشام المشيشي قبل بصفقة سعيد وقام بدوره على اكمل وجه في مسرحية 25 جويلية التي منحت سعيد السلطة المطلقة دون شريك!!!… عندما كان الشعب يبحث عن جرعة أكسجين ولا يجدها.. كان هناك #شيطان_ما يفكر ويدير ويتحين فرصة الضرب في المفصل… لاحظوا ان يوم حرق المقرات لم يتدخل الأمن رغم أن هشام المشيشي كان وزير الداخلية أيضا! لأن السيناريو كان جاهزا وما ينقصه فقط هو الاخراج الجيد.. و من كان فعلا خلف الكاميرا تفوق حتى ستيفن سبيلبرغ!
لا.. هذا ولا ذاك.. فقط #قراءة_موضوعية للاحداث وبعقل بارد!
كيف ذلك؟
نحن لم نر أو نسمع المشيشي يوم 25.. اشتغلت ماكينة التضليل لتطلق إشاعة انه محتجز.. وزرڨلو عينيه.. ودمدموه في القصر.. يغلق مقر قناة الجزيرة القطرية… ويا لصدفة.. لأنها أرادت ان تجري حوارا معه… ثم يغرد علينا في تدوينة انه يحترم إرادة الشعب وقدم استقالته وانتهى الأمر.. لم يحتج ولم يندد ولم يحاول حتى..لنفترض انه خواف وجبان.. طيب المنطق يفرض ان يتعلق باذيال شيخه الذي كان يعتقده ككل التونسيين أقوى بكثير خاصة في تلك الساعات العصيبة.. ولكنه لم يفعل.. رفع الراية من اول لحظة أنهى فيها سعيد خطابه……. اووووبا ويختفي تماما.. ينكل بالجميع وهو لا حس لا خبر… إلى أن أتى الخبر من الدوحة!
بمنطق الأشياء.. رجل خذل أو خان الرئيس بكل ما نعرفه عن قيس سعيد من انه لا ينسى #الإساءة ابدا.. وأنه لن يسامح من أخطأ في حقه.. و المشيشي حسب الظاهر لنا لم يخطأ بل باعه في أول عشاء مع مخلوف و الغنوشي وخو القروي..حاول مع الائتلاف البرلماني بقيادة النهضة عزله واقصائه من المشهد السياسي… تطاول عليه ملمحا في بضع تصريحات وهو من صنعه وخلقه سياسيا.. فكيف يصفح له كل تلك الإهانة ويتركه يغادر بسلام..
اقنعوني برواية منطقية أخرى بخلاف ان الأمر كان سيناريو ذو حبكة درامية عالية الجودة.. تنطلق من صفقة تسليم الحكم دون مقاومة مع ضمان خروج آمن من البلاد.. هذا اذا لم يكن السيناريو محبوك مع الرئيس منذ آخر جانفي 2021 لحظة إعلان المشيشي عن التحوير.. و الاتفاق بينهما على كل ما حصل من أجل دفع الأجواء إلى قمة التعفن والاحتقان.. حتى يكون تدخل سعيد كمنقذ للبلاد مقبولا ومبررا!.. وربما أيضا قبل ذلك عندما تم زرع المشيشي في حضن الشيخ لتنطلي الحيلة على الجميع وتبقى النهضة تضحك توه شڨ بشڨ.. و مرحلة تكسير الخلايق مازالت لم تأت بعد بالشكل الذي يريده سعيد.
البعض سيقول لي لكن قطر راعية للمشروع الإخواني في المنطقة وووووو.. أي صحيح بالامارة علاقتها الحالية بمصر… شوف سيدي خويا قطر مثل ساعي البريد في المنطقة.. الجواب اللي يتعطالها من القوى الكبرى وخاصة أمريكا توصلو في أحسن الظروف.. لا مشروع شخصي لديها.. هي تنتظر التعليمات لتطبقها فقط…
اليوم #المشروعي_الأمريكي في المنطقة خلال العشر سنوات القادمة هو انجاح عملية #التطبيع وفتح مقرات للسفارات الإسرائيلية في هاكا 22 دولة… كيفاش هذاكا عاد مهمة قطر وبقية دول الخليج التي تشتغل بالمناولة عند أمريكا.
نرجعو لهشام المشيشي.. توه :
لم تترك شيئا حقيرا الا وفعلته.. كنت لاعبا جيدا لكنك تغش في اللعب.. نجوت بصفقة وضيع وتركت الأغبياء و الحمقى خلفك يجترون كالحملان رواية الترهيب والرعب التي امضيتها في القصر.. ليلتها.. ربما وانت تحتسي قهوتك مع عرفك بعد أن انجزت مهمتك.. اكيد كنت تضحك في سرك تلك الضحكة الصفقية وانت ترى تفاعلات الجماهير المنتشية بالخراب القادم أو المصدومة من انتهاء خراب سابق.. لكنك يا هشام ستبقى بالنسبة لي ذلك الوغد الحقير الذي كان سببا في قتل والدي في دولة مجرمة… ولن انسى ذلك يوما!
أما أنت يا قيس سعيد :
جعلت بيني وبينك المجرم هشام المشيشي.. فلا انا قادرة ان اسامحك.. ولا قادرة ان اصدقك.. لكن ثق ان هذا القلم لن يعود إلى غمده حتى نرى سقوطك.. وسيكون !
ولمن سيقرأ هذه التدوينة ويضحك ساخرا وهو يقول في سره : ما هذا الخيال الخصب الذي تمتلكينه ؟
اقول له :
فقط انتظر.. والايام القادمة ستخبرك بالكثير..ودع التاريخ يحكم بين خيالي الخصب وواقعيتك المفترضة.
*منية العرفاوي، صحافية تونسية بجريدة الصباح، من أبرز الاقلام الصحافية في تونس