محمد بن سلمان ينسق المواقف قبل زيارة بايدن للسعودية
أعلنت الرئاسة المصرية، الثلاثاء، أن المملكة العربية السعودية تعتزم ضخ استثمارات قيمتها 30 مليار دولار أميركي وذلك في ختام زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمصر، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وحسب بيان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فقد “رحب الجانبان بما أُعلن عنه من صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية ضخمة بين القطاعين الخاصين في البلدين بلغت (7.7 مليارات دولار أمريكي تساوي حوالي (30 مليار ريال سعودي وبما يقارب 145 مليار جنيه مصري) كما تم الإعلان عن عزم المملكة العربية السعودية قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها (30) مليار دولار أميركي.
وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز زيادة الاستثمارات بين البلدين وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين لبحث الفرص الاستثمارية والتجارية وتسهيل أي صعوبات قد تواجهها.
وحسب البيان اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاقتصادية استثمارياً وتجارياً، و”نقلها إلى آفاق أوسع لترقى إلى متانة العلاقة التاريخية والإستراتيجية بينهما عبر تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة من خلال رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية جمهورية مصر العربية 2030”.
وأكّد الجانبان عزمهما على زيادة وتيرة التعاون الاستثماري والتبادل التجاري وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، وتضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة تدعم عدداً من القطاعات المستهدفة، بما في ذلك السياحة، والطاقة، والرعاية الصحية، والنقل، والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والتطوير العقاري، والزراعة.
كما أعلنت مصر والسعودية تنفيذ مشروع للطاقة الكهربائية بقدرة 10 غيغاوات من خلال شركة أكواباور.
وأكدا عزمهما إنهاء مفاوضات اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار والتوقيع والمصادقة عليها من الجانبين في أقرب وقت ممكن، وذلك في إطار حرصهما المشترك على توفير بيئة استثمار آمنة وتوفير القوانين المحفزة والجاذبة للاستثمار فيهما.
وكانت مصر والسعودية وقعتا، في وقت سابق الثلاثاء، 14 اتفاقية استثمارية بقيمة بلغت 7.7 مليار دولار في قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية وإدارة الموانئ والصناعات الغذائية وصناعة الأدوية والطاقة التقليدية والطاقة المُتجددة ومنظومة الدفع الإلكتروني والحلول التقنية المالية والمعلوماتية.
وبحسب بيان من هيئة الاستثمار في مصر، وقعت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مجموعات استثمارية سعودية مع جهات حكومية وخاصة مصرية، بحضور وزيري التجارة، والاستثمار من المملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف السعودية، ورئيس مجلس الأعمال المصري السعودي، بالإضافة إلى ممثلي أكثر من 60 مؤسسة وشركة سعودية.
وجاءت الاتفاقيات الموقعة بعيد وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة، الاثنين، في جولة تضم تشمل أيضا الأردن وتركيا.
وكان السيسي دعا قبل أيام دول الخليج إلى تحويل ودائعها لدى البنك المركزي المصري إلى استثمارات مباشرة بدلا من الاعتماد على الودائع في تأمين الاحتياطي النقدي.
وجاءت دعوة السيسي خلال حديثه على هامش افتتاح مشروعات تنموية بمحافظة المنوفية، شمال القاهرة، حيث قال إن القاهرة تحاول تحويل هذه الودائع إلى استثمارات باعتبار أن “لدينا مشروعات كثيرة، فمصر بها 100 مليون (نسمة) وفرص كثيرة”.
ولي العهد السعودي يصل الأردن.. “منعطف هام”
عقد ملك الأردن، عبدالله الثاني، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مباحثات في قصر الحسينية، الثلاثاء، بحضور ولي عهد المملكة الأردنية، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وكان ملك الأردن في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي، في أعقاب زيارته للقاهرة.
وكان في استقباله أيضا ولي العهد الأردني، وسفير السعودية لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، وسفير الأردن لدى المملكة، علي الكايد.
وأجريت لولي العهد مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي السعودي والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحيّة للضيف.
ورافقت طائرة ولي العهد السعودي لدى دخولها أجواء المملكة طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني ترحيبا به، وفق وكالة الأنباء الأردنية.
وصحبه ملك الأردن إلى قصر الحسينية في موكب رسمي.
وأكد سفير السعودية لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) أن زيارة محمد بن سلمان للأردن “تأتي لترسيخ مبدأ الأخوة بين قيادتَيْ البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل دلالات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي”.
وأكد السفير أنها تشكل “منعطفا مهما في تاريخ العلاقات السعودية الأردنية الممتدة التي تربط المملكتين، خاصة أن العلاقات بلغت ذروتها من خلال ما شهدته من خطوات واضحة نحو التعاون الوثيق الساعي لتحقيق التكامل في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها”.
وأضاف أن الرياض وعمان “تتفقان على مجمل الملفات من خلال الجهود المشتركة والمساعي الحثيثة في التعامل مع تلك الملفات والقضايا، وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك عبر جامعة الدول العربية”.
وقال رئيس مجلس النواب الأردني، عبد الكريم الدغمي، إن الزيارة “تأتي تأكيدا على متانة العلاقة بين البلدين… وفي توقيت مهم، في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية التي تركت آثارا بالغة على أسعار السلع الغذائية وأسعار الطاقة، وحاجة دول العالم خصوصا دول المنطقة العربية إلى تنسيق جهودها لمواجهة مجمل تلك التحديات”.
وقال اتحاد الغرف التجارية السعودية في تقرير إن حجم التبادل التجاري بين المملكتين بلغ نحو 16.6 مليار ريال (حوالي 4.5 مليار دولار) عام 2021 مقارنة بـ11.6 مليار ريال (حوالي 2.9 مليار دولار) عام 2020، فيما بلغ حجم الصادرات السعودية في السوق الأردني 11.6 مليار ريال (حوالي 2.9 مليار دولار) والواردات الأردنية في السوق السعودي 5 مليارات ريال (حوالي 2.5 مليار دولار). ووصل حجم الاستثمارات السعودية في الأردن 14 مليار دولار وذلك من خلال نحو 900 مشروع.
وأكد التقرير أن الاستثمار السعودي في سوق عمّان المالي “يحتل المرتبة الأولى” من بين الاستثمارات العربية والأجنبية في الشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة عمان بما قيمته 1.4 مليار دولار، أما الاستثمارات الأردنية في السعودية فبلغت 608 ملايين دولار.
وتعد المملكة “أول شريك تجاري للأردن” ومن أكبر الدول المستثمرة فيه، حيث تتركز الاستثمارات السعودية بقطاعات السياحة والمالية والتجارة والرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة والاتصالات وتقنية المعلومات، وفق “واس”.
وتندرج جولة محمد بن سلمان في سياق حشد المواقف العربية والإقليمية في ظل الحرب في أوكرانيا بعدما هزت الاقتصاد العالمي وتسببت في ارتفاع أسعار النفط، وفق محللين تحدثوا إلى موقع الحرة.