ماكرون يزور الجزائر الأسبوع المقبل
رغم استقلال الجزائر عن فرنسا منذ 60 عاما، مازالت ذكريات الاستعمار تخيّم على علاقات البلدين. وبعد شهور من التوتر استدعت خلالها الجزائر سفيرها من باريس، يبدأ ماكرون زيارة للجزائر من شأنها “تعميق العلاقات مستقبلا”.
(ستكون الزيارة المقررة هي الزيارة الرسمية الثانية التي يقوم بها ماكرون للجزائر.
أعلن قصر الإليزيه السبت (20 اوت 2022) أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور الجزائر من 25 حتى 27 اوتبهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين بعد شهور من التوتر.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون إن “هذه الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلا.. وتعزيز التعاون الفرنسي-الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة” فترة الاستعمار.
وبحسب المصدر “فإن ماكرون سيكون مرفوقا بوفد حكومي وعدد من المسؤولين بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل الإعلام، حيث سيزور الجزائر العاصمة ووهران”.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد تلقى اليوم السبت مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي ماكرون. وبحسب بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، فقد قدم “ماكرون تعازيه للرئيس تبون في ضحايا الحرائق التي نشبت في بعض ولايات الوطن”. وأضاف البيان “تناول الطرفان في المكالمة الهاتفية التعاون الثنائي بين البلدين، بالإضافة إلى جدول أعمال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر”.
وقال مكتب ماكرون إن الرئيس قبل دعوة من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون. وستكون هذه ثاني زيارة رسمية يقوم بها ماكرون للجزائر التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بباريس.
لكن العلاقات بين باريس والجزائر تدهورت العام الماضي بعدما اتهم ماكرون النظام “السياسي-العسكري” الجزائري بتكريس سياسة “ريع الذاكرة” بشأن حرب الاستقلال وشكك في وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي.
واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا حينذاك ليعود لاحقا، بينما بدا أن البلدين أعادا ترميم العلاقات.
فرنسا تفقد الريادة في الجزائر لوجهات أخرى
وتجسد فتور العلاقات غير المسبوق بين البلدين منذ استقلال الجزائر، في إنهاء عقود عدد من الشركات الفرنسية بالجزائر على غرار “سيل” وغيرها لتتراجع حصة الشركات الفرنسية في الجزائر بعدما كانت تحوز الريادة.
وأعلن الرئيس الجزائري مؤخرا عن إدخال الإنجليزية للمناهج التعليمية في الطور الابتدائي بعدما كان ذلك من نصيب الفرنسية الأمر الذي اعتبره الكثيرون رسالة مباشرة لفرنسا.
وفي مقابل ذلك تشهد العلاقات الجزائرية الإيطالية والألمانية تقاربا غير مسبوق الى جانب فتح الجزائر لعلاقاتها الاقتصادية مع عدد من دول الخليج، الأمر الذي لم يكن في أجندتها طيلة السنوات الماضية.
وتحاول باريس كسر الجليد مع الجزائر، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها أوروبا جراء أزمة الغاز، التي انفجرت بعد الحرب الروسية الاوكرانية، لتصبح الجزائر، بفضل احتياطياتها الكبيرة من الغاز الطبيعي، محور اهتمام الاتحاد الأوروبي في جهوده لخفض الواردات من روسيا وواحدة من أهم الوجهات لاستيراد الغاز لسد احتياجات أوروبا.
ونالت الجزائر استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد حرب استمرت ثماني سنوات بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي انتهت بتوقيع اتفاقيات إيفيان التاريخية.
وفي الخامس من جويلية من العام ذاته وبعد أيام على تصويت 99,72 في المئة من المشاركين في استفتاء لصالح الاستقلال، تحررت الجزائر أخيرا من الحكم الاستعماري، لكن ذكريات الاحتلال الذي استمر 132 عاما ما زالت تخيّم على علاقاتها مع فرنسا.