نقابة الفنانين التونسيين تدعو وزارة الثقافة الى فتح ملف المهرجانات الصيفية
أصدرت نقابة الفنانين التونسيين بيانا موجها للراي العام فيه تقييم اولي للمهرجانات الصيفية وخاصة تلك التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية
وجاء في البيان الممضى من الكاتب العام الجديد غازي العيادي الذي خلف صابر الرباعي – الذي خير الانسحاب نظرا الى التزاماته خارج تونس-:
- إستمرار أسلوب التعيين الفوقي لمديري التظاهرات التي تشرف عليها الوزارة ، وجمع المديرين المكلفين في أكثر الاحيان بين مناصب مختلفة في الوزارة و”محيطها” ، وهو ما يتنافى مع ما أعلنه السيد رئيس الجمهورية من ضرورة القطع مع المحاباة والتعيينات بالولاءات، وندعو وزارة الشؤون الثقافية إلى اعتماد الترشح بالملفات لتولي إدارة مهرجاني قرطاج والحمامات وفق كراس شروط مضبوط يتيح لمدير المهرجان تنفيذ برنامج على ثلاث سنوات
وربما غاب عن النقابة ان هيئة مهرجان قرطاج قد تحصلت على مكافاتها للعام الماضي 2021 على الرغم من الغاء التظاهرة ، واقل مكافأة كانت 17 الف دينارا أذن بصرفها يوسف الاشخم مدير عام المؤسة الوطنية لتنمية المهرجانات لكافة اعضاء الهيئة التي يراسها عماد العليبي، فهل صرفها سي الاشخم من ماله الخاص؟ طبعا لا، والمفروض ان كل عضو في الهيئة يقدم تقريرا عن العمل الذي قام بانجازه ليستحق الملايين، فهل قدم اعضاء هيئة العليبي تقاريرهم ليستحقوا المكافات التي تحصلوا عليها؟
ولماذا ارتفعت مكافات اعضاء الهيئة بهذا الشكل فمختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج وهو من هو في عالم الاعلام والثقافة لم تتجاوز مكافاته 23 الف دينارا اما اعضاء الهيئة زمنه فلم تتجاوز مكافاتهم نصف المكافاة المخصصة للرصاع؟ فهل اوضاع البلاد الاثتصادية تطورت بما يسمح بنفخ مكافات اعضاء الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج؟
ونبهت نقابة الفنانين في بيانها –غير المسبوق– من حيث النبرة ، والنفس النقدي الى غياب الشفافية في برمجة العروض، فالفنان التونسي يطلب منه تقديم ملف ويتم اشتراط الانتاج الجديد بنسب غير واقعية أحيانا، وتقييده بآجال لتقديم الملف، في ما تتم برمجة فنانين من خارج تونس لا يملكون اي انتاج خاص ولم يسبق لهم الوقوف على اي مسرح محترف وكل رصيدهم أنهم من معارف المدير أو من خلانه
وبودنا لو يدلنا كمال الفرجاني الساعي بثبات الى منصب الوزير في اي مسرح محترم غنى العراقيان سيف نبيل ورحمة رياض؟ وماذا غير صداقتهما له حتى تتم برمجتهما في قرطاج؟ فهل هما اهم من الطاهر القيزاني او الزين الحداد او الشاذلي الحاجي او صلاح مصباح او سليم دمق او نورالدين الباجي؟
كما استنكرت النقابة الالغاءات المتكررة لعروض الفنانين التونسيين دون غيرهم، دون مراعاة التزامات هؤلاء الفنانين ، وهو ما يعكس قلة حرفية عدد من منظمي المهرجانات ولامبالتهم تجاه الفنان التونسي، ولعل ما وقع في عرض درياسيات خير مثال على الفوضى التي حكمت مهرجان قرطاج ومن خلفه مؤسسة المهرجانات، فقد تقدم بالمشروع الفنان والخبير في مجالي التسويق والاتصال مهدي امين منذ شهر مارس وحظي بموافقة الوزيرة ، وتحمست له الجزائر وكان المفروض ان تكون البداية بقرطاج ليعرض لاحقا في الجزائر ثم في الولايات الحدودية التونسية والجزائرية لان رابح درياسة ليس مطربا للجزائر فقط بل امتدت شعبيته الى تونس ، وجاء المشروع بعد زيارة الرئيس الجزائري تبون الى بلادنا واستقباله من طرف الرئيس التونسي الذي نظم له حفلا فنيا شارك فيه لطفي بوشناق وعبدو درياسة
ولكن مدير المهرجان كمال الفرجاني فعل كل شيء ليعطل درياسيات وهو ما نجح فيه بتميز مدعيا ان عبدو درياسة هو من طلب التاجيل والحال ان لا صفة له اصلا ليؤجل او يقدم فهو احد المشاركين مثله مثل بوشناق وشيرين اللجمي التي اعترض عليها الفرجاني في البداية كما فعل حين كان مديرا فنيا في الحمامات بتعلة ان لا جديد لها على اساس ان سي الفرجاني هو عبد الوهاب تونس وصاحب الانتاجات الجديدة التي قلبت الدنيا، وواقع الحال ان لا احد يحفظ جملة موسيقية للفرجاني ولكنه نقالة بين المناصب مديرا ومديرا فنيا في مهرجان الموسيقى وفي الحمامات وفي قرطاج وعضوا ورئيسا لكذا لجنة في انتظار توزيره المرتقب ان لم يحدث امر يعيد ترتيب اوراق البيت التونسي،
وجاء في بيان نقابة الفنانين التونسيين :
- لا احد يعلم من يختار عروض مهرجاني الحمامات وقرطاج، فمرة هناك لجنة للفرز مجهولة الهوية ومرة مدير فني ، وللقطع مع هذا الاسلوب الذي تعشش فيه المحسوبية ندعو الى نشر تقارير لجان الفرز ان وجدت، ومحاضر جلسات الهيئات المديرة متى اجتمعت، ليكون الراي العام على بينة من المقاييس المعتمدة لقبول عرض ورفض آخر
- ضرورة نشر التقارير الادبية والمالية لكل التظاهرات التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية فضلا عن نشر المبالغ المسندة للمهرجانات في مختلف ولايات الجمهورية
- تستنكر بعض الممارسات الصادرة من بعض الفنانين على خشبة المسرح ، ونعتبر ان حرية الفنان لا تعني الاساءة للاخرين ، ولا يمكن ان نقبل ان تتحول المهرجانات الى منصات للتباغض والكراهية
- ندعو وزارة الشؤون الثقافية الى توضيح سياستها في ما يتعلق بالدعم المسند للجمعيات المنظمة للمهرجانت الفنية عموما والموسيقية بوجه خاص، اذ من غير المقبول أن يسند الدعم في كنف السرية ودون كراس شروط يضمن مبدا تكافؤ الفرص بين مختلف التظاهرات
- نستنكر تصريحات بعض القائمين على التظاهرات الصيفية وممارساتهم التي تستهدف الفنانين التونسيين بالتقزيم والتشويه وبث الاشاعات ، ونعتبر ان المهرجانات التي تنظم باموال المجموعة الوطنية يجب ان تبقى بعيدة عن تصفية الحسابات الشخصية، وهي اشارة للكلام الذي قاله مدير مهرجان قرطاج بشان لطيفة العرفاوي التي يبدو ان سي لشخم وضعها في القائمة السوداء ، ولئن لم يكن ذلك بشكل معلن فإن مصادرنا من وزارة الثقافة اكدت لنا ان الخلاف مالي ويتعلق بجولة لطيفة في تونس ، قبل سنتين اذ يتعلل مدير عام المؤسسة ان لطيفة لم تسدد كلفة اقامتها في الفندق وتركت فاتورة ثقيلة ، ولكن السيد المدير العام لا يخبرنا عن تفاصيل الاتفاق مع لطيفة؟ هل كان بالكلمة او في عقد مكتوب ؟ وأن كانت لطيفة اخلت فلماذا لا يقاضيها ؟ كما دعت النقابة في بيانها وزارة الشؤون الثقافية الى تنظيم يوم دراسي يشارك فيه الفاعلون الثقافيون والاعلاميون وممثلو الجمهور … لتقييم المهرجانات الصيفية واقتراح خارطة طريق ملزمة للجميع بداية من الصائفة القادمة
ودعت النقابة الوزارة الى تفعيل المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، اذ لم تبعث المؤسسة لتكون فقط آمرا بالصرف لاموال لم توفر منها دينارا واحدا، فدورها الاساسي هو تنمية موارد المهرجانات وتطوير اساليب حوكمتها لا توزيع اموال دافعي الضرائب على اسماء بعينها تحتكر المهرجانات “الكبرى” في ما يحكم على سائر الفنانين التونسيين بالفرجة بعد اكثر من عامين من البطالة القسرية بسبب الكوونا
ويراس نقابة الفنانين التونسيين لطفي بوشناق -منصب شرفي- وخلال عام من تاسيسها استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد وفدا من اعضاء النقابة ثم نظم رئيس الحكومة هشام المشيشي مادبة غداء على شرف اعضاء النقابة ، وتحول وفد من النقابة الى مجلس النواب لتقديم مقترحاتهم في ما يتعلق بقانون الفنان
وتتعلق همة مؤسسي هذه النقابة بتوحيد النقابات الموسيقية ضمن اتحاد للموسيقيين يكون ممثلا حقيقيا للمشتغلين في قطاع الموسيقي لتعديل اوتاره